..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

سقوط الدكتاتورية

عباس عواد موسى

٢٤ يناير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2753

سقوط الدكتاتورية
عواد موسى.jpg

شـــــارك المادة

لم تستطع أوروبا الحاضرة وأوروبا الأمس أن تقترب الواحدة منهما من الأخرى .
وها هو المذهب الرأسمالي يعود بطريقة كاريكاتيرية إلى البلدان التي كانت تحسب نفسها أنها ضد هذا المذهب .
ولقد ضاعت الأفكار الاشتراكية في جانبها الإنساني في خضم جشع الرأسمالية الجامح .
فالأزمة العالمية مستعرة, وتلقي بظلالها على المجتمع الأوروبي والأمريكي وبقية العالم المتبقي تاركة آثاراً جمّة في النواحي المجتمعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.

 

وها هي انتفاضة الشعب السوري تبصرنا بما يشهده العالم من بصائر متضادة وحائرة وجازمة, لتعكس الجديد الذي يجب أن يجول في أذهاننا, كي نستشرف المستقبل القادم.
إن الأزمة العالمية الحالية, شاملة, وجاءت كنتيجة لأحداث مرّ بها العالم على مدار قرن كامل من الزمان حكمته شريعة الغاب التي تتحدث الآن عن مدنية الدولة وخشيتها عليها.
تلك المدنية التي أُعدم فيها مئات الآلاف من الأبرياء.
تلك الأحداث المريرة التي صوّرت الغاصب مضطهَداً والظالم مظلوماً والتابع متبوعاً واللص شريفاً والمجرم مقهورا.
وبدأ إحساسنا بالأزمة يزداد في السنوات الثلاث الأخيرة حتى بلغ أوجهه منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا التي جاءت متزامنة مع ما يشهده العالم من متغيرات لم يضع أحد تصوراً نهائياً لها.
فالشك فيما يجري, يقلق بال التابعين من دول وأنظمة وجيوش ومواطنين, باستثناء من يختطون طرقاً يصنعون بها الأحداث أو يؤثرون فيها لقطف ثمارها والسيطرة على نتائجها مربكين حتى القوى الكبرى التي يرونها صغيرة وسهلٌ عليهم القضاء عليها.
 اليوم كالأمس, والحاضر كالماضي, عندما ينتشر الخوف في صدورنا مما ستؤول إليه الوقائع التي نعيشها.
لكن إصرار فئات قليلة العدد على مواصلة المواجهات, ويصعب على القوى الكبرى الإجهاز عليها, يجعل المواطن يتريث في إصدار رؤيته تجاه ما يحدث.
فلم يعد يصدق إعلاماً تصدره إمبراطوريات في أفولها الأخير, بعد تناقضها مرات ومرات في ادّعائاتها بانتصارات زائفة أحياناً ثم اختلاقها مبررات لتأجيل حدوث تلك الانتصارات أحياناً أخرى وإقرارها بشدة ضربات العدو المعلوم والمجهول كما تروي في أحايين متعددة.
والألم لا يعتصر من كان مقهوراً ومظلوماً في مدنية دولهم الزائلة والتي ستزول, هذا هو حال الأغلبيات الصامتة التي ارتفع مستوى علمها وعلا فوق جهل السلطات. وأخذت تراقب انهيار البنوك وإفلاساتها وهبوط قيم العملات وتناولت في أحاديثها موضوع الاستدامة والتنمية المستدامة .
  من صفوف الأغلبية الصامتة خرجت التضحيات.

والزمر الفاسدة المفسدة جنت الثروات واختلست التبرعات وباعت أو أوشكت على بيع المقدسات وخصخصت الجيوش والمعسكرات ونكلّت في مدنيتها كل من يكشف جوهرها الحقيقي ورائحتها الكريهة وقزميتها الصفرية .
هذه الطغم التي أطلقت على نفسها لقب النبلاء على رموزها العملاء , حافظت على توازنات طيلة قرن تعمدت فيه نشر الجهل وتكريم الجهلاء ورفعت من شأن موشوشي الأعداء الذين تتبعهم وتنفذ أوامرهم , فانقلبوا عليها عندما داهمتها المحن , وثارت عليها شعوبها .
فهي لم تستند إلى مراجع ثقافية في سياساتها المرسومة لها من قبل أسيادها التي أحنت رؤوسها لهم منذ تنصيبها على شعوب كانت تخشى لجهلها من بطشهم وتعذيبهم .
إن مجموع الدوائر الأمنية, قاد شعوب الأرض جهلاً .
وإلا فكيف نرى سقوط هذه الدوائر واستنتاجاتها الخاطئة وقد أوردت دولها موارد الهلاك الحقيقي عندما جَبُنت في مواجهة فئات صغيرة فأصابت الأمراض النفسية غالبية منتسبيها وزادت نسبة المنتحرين منهم .

ولكن المشهد يكتنز ستائراً سنكتشفها حال نجاح الثورة السورية في التخلص من دكتاتور العالم أجمع .

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع