الخليج أونلاين
تصدير المادة
المشاهدات : 3603
شـــــارك المادة
تحوّلت قرية خان طومان الحلبية إلى كابوس يراود الإيرانيين في أحلامهم، لا سيما وهي القرية الصغيرة التي فقدوا فيها أكبر عدد من مستشاريهم العسكريين ومقاتليهم دفعة واحدة وخلال يوم واحد، تلاها سلسلة من العمليات بعد هذا اليوم، أوقعت قتلى آخرين من هؤلاء المستشارين، حتى إن وسائل الإعلام الإيرانية وصفت ما يحصل هناك بأنه "كربلاء ثانية".
ففي أحدث خسائرها؛ قتل خمسة من المليشيات الإيرانية، اليوم الأربعاء، بمعارك جديدة في قرية "خان طومان" السورية، الواقعة بريف محافظة حلب، الأمر الذي يزيد حجم الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الإيرانية المشاركة في المعارك إلى جانب قوات الأسد، خلال الأيام القليلة الماضية في المنطقة.
وتكبدت القوات الإيرانية خسائر كبيرة واعتبرتها "كارثة"، نجمت عن كمين نصبه جيش الفتح، الذي يضم عدداً من فصائل المعارضة السورية، للمليشيات التابعة لها في منطقة خان طومان بحلب.
وخان طومان هي قرية في منطقة جبل سمعان في محافظة حلب في سوريا. تقع على بعد 10 كم تقريباً جنوب غرب مدينة حلب، وتوجد قربها صوامع ضخمة للحبوب.
أهمية استراتيجية:
وتتمتع القرية بأهمية استراتيجية؛ إذ إنه وبسقوط بلدة خان طومان تكون قوات النظام قد خسرت طريق دمشق حلب الدولي.
محمد صبحي، القائد العسكري بجيش الفتح، قال عقب استعادة خان طومان إن البلدة تعد من التجمعات الرئيسية لقوات الأسد في الريف الجنوبي، وتأتي في المرتبة الثانية بعد بلدة الحاضر، لأسباب أهمها وجود خنادق ومغارات طبيعية؛ لكونها في منطقة جبلية، بالإضافة إلى كونها أقرب نقطة للطريق الدولي دمشق- حلب، وكانت تشكل خطراً حقيقياً عليه.
وأوضح صبحي، في تصريح لموقع "عنب بلدي" المحلي، المحسوب على المعارضة السورية، أن خان طومان تعد نقطة متقدمة من الريف الغربي المحرر لمدينة حلب، وكانت مدفعية قوات الأسد المتمركزة فيها تستهدف منطقة الراشدين وبلدات الريف الغربي بشكل مستمر.
واعتبر القائد العسكري أن قوات الأسد باتت ضعيفة في ريف حلب الجنوبي، بعد خسارتها خان طومان، وتابع بأن قوات الأسد "لا يمكنها الصمود في القرى والبلدات الصغيرة، ما يجعل مهمة استعادة المناطق المتبقية سهلة بعض الشيء"، وفقاً للموقع المعارض.
وأكد أن سيطرة جيش الفتح على خان طومان فتح الطريق أمام الفصائل للوصول إلى قرية حميرة، ومن ثم قرية خلصة، ومن ثم تضييق الخناق على قريتي برنة وزيتان، ما يمهد الطريق لإطباق حصار على بلدة الحاضر، أهم معاقل الأسد في الريف الجنوبي.
حلب أصبحت "كربلاء":
وعنونت صحيفة "قانون"، القومية الإيرانية، أحد الأخبار السابقة لها عن الخسائر الإيرانية الكبيرة في خان طومان: "حلب أصبحت كربلاء".
فقد قتل خلال معارك استعادة طومان من قبل المعارضة السورية 30 جندياً إيرانياً، و20 من مليشيات شيعية أفغانية، و12 من المليشيات العراقية، و8 من حزب الله اللبناني، و20 جندياً من قوات النظام، بحسب وكالة الأناضول.
وكانت قد أعلنت البيانات الصادرة عن الحرس الثوري الإيراني، منذ السبت الماضي، مقتل 15 عسكرياً إيرانياً، بينهم اثنان من القادة رفيعي المستوى، إلا أن هذا الرقم يزداد مع الأخبار الواردة من المنطقة.
واعترف القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، الأمين العام الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، على حسابه في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، بالخسائر الكبيرة التي تكبدتها إيران، قائلاً: "في كل حرب تكون هناك نجاحات وإخفاقات وانتصارات".
وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشورى الإيراني، إسماعيل كوثري، إن فصائل المعارضة السورية انتهكت وقف إطلاق النار، معتبراً أن وقف إطلاق النار ليس إلا "خدعة" من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
واعتبر كوثري أن "الدماء أريقت في خان طومان نتيجة لشرور الولايات المتحدة"، كما أكد كوثري الأخبار الواردة عن وقوع أسرى إيرانيين في خان طومان، قائلاً إن 5 أو 6 جنود إيرانيين تم أسرهم.
وكان جيش الفتح الذي يضم حركة أحرار الشام، وجبهة النصرة، وعدداً من الفصائل الأخرى، أعلن سيطرته على "خان طومان" جنوب غربي حلب، الأسبوع الماضي، بعد اشتباكات دامت عدة أيام.
المرصد الاستراتيجي
الشبكة السورية لحقوق الإنسان
عبسي سميسم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة