ريان محمد
تصدير المادة
المشاهدات : 3021
شـــــارك المادة
تعمل قوات النظام السوري مدعومة من المليشيات الموالية لها والطيران الحربي الروسي، لفصل جنوب الغوطة الشرقية في ريف دمشق عن شمالها، مع نجاحها بتحقيق تقدّم على الأرض خلال الأيام الأخيرة، مواصلة عملياتها في الغوطة الشرقية على الرغم من الهدنة التي فُرضت بقرار مجلس الأمن رقم 2268، منذ الـ26 من الشهر الماضي.
وقال الناشط الإعلامي في الغوطة الشرقية حسان تقي الدين، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الطيران الحربي شنّ خلال الساعات الماضية، عشرات الغارة الجوية على عدة مناطق في الغوطة الشرقية، أبرزها عربين وزبدين وبالا والافتريس ومنطقة المرج، إضافة إلى قصف مدفعي عنيف طال منطقة بالا ودوما، ما تسبّب في سقوط عدد من الضحايا". ولفت إلى أن "قوات النظام استطاعت خلال الأسابيع الأخيرة، التقدّم في منطقة مرج السلطان وصولاً إلى الفضائية، ومن الجهة المقابلة عبر حتيتة الجرش إلى بالا، حيث لم يبقَ أكثر من كيلومتر ونصف الكيلومتر حتى يُفصل قطاع الغوطة الجنوبي عن الشمالي، ما سيزيد من أعباء الحصار على الأهالي والفصائل المعارضة". القطاع الجنوبي: ويشمل القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية عدة بلدات، هي دير العصافير، زبدين، بالا، ركابية، حوش دوير، بياض، بالإضافة لبلدتي حرستا القنطرة وبزينة، اللتين ستخضعان لحصار مطبق في حال واصلت قوات النظام تقدّمها في الغوطة الشرقية، من جهته، أوضح المتحدث باسم هيئة أركان "جيش الإسلام"، أكبر فصيل في الغوطة.
حمزة بيرقدار، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "النظام منذ بدأ حملته على المرج كان هدفه السيطرة على المساحات الواسعة من الأراضي الزراعية في هذه المنطقة، والتي استفاد منها أهالي الغوطة الشرقية ليتمكنوا أن يصلوا إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من محاصيلها الزراعية". ولفت إلى أن "النظام بدأ بالسيطرة على مرج السلطان وقضمها شيئاً فشيئاً بدعم وغطاء جوي روسي قبل انسحابه، إلى أن وصل إلى نصف الهدف الذي رسمه مع وصول سيطرته إلى كتيبة الفضائية والمعهد الزراعي وبعض مزارع بالا وحرستا القنطرة، سعياً منه في النهاية لفصل شمال الغوطة الشرقية عن جنوبها وتضييق الحصار أكثر، علماً أنه مستمر بهذا الحصار منذ نحو أربع سنوات". دعم روسي كثيف: وعن أسباب هذا التقدّم لقوات النظام الذي لم تحققه طوال السنوات السابقة، قال بيرقدار إن "الوجود الروسي والدعم الجوي لقوات النظام، ومساندتها من المليشيات الموالية المختلفة، إضافة إلى الكثافة النارية التي تستخدمها في سياسة الأرض المحروقة، كل ذلك كان من أهم مقوّمات هذا التقدم". وقالت مصادر مطلعة من داخل الغوطة، لـ"العربي الجديد"، إن "المشهد اليوم في الغوطة الشرقية معقّد جداً، في ظل الاستراتيجية الروسية لإنهاك الغوطة، إذ إن النظام يعمل على إطباق الحصار على القيادة العسكرية الموحّدة وعلى رأسها جيش الإسلام وفيلق الرحمن، اللذان دخلا في الهيئة العليا للمفاوضات"، وأوضحت أن هذه العملية تتم على مسارين، الأول عبر العمليات العسكرية العنيفة التي تتم على جبهتي المرج وبالا، بهدف اقتطاع القطاع الجنوبي من الغوطة بما يعنيه من خزان غذائي.
والثاني عبر "لجنة مصالحة حميميم" الروسية، والتي هي على وشك عقد اتفاق مع "جيش الفسطاط"، وعلى رأسه "فجر الأمة" و"جبهة النصرة"، (فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، المتواجد في مدينة حرستا، علماً أن "فجر الأمة" يحتكر تجارة الأنفاق التي تربط الغوطة ببرزة والقابون وغيرها، وسبق أن حدثت عدة صدامات مع "جيش الإسلام" لهذه الأسباب. وأضافت أنه "على الرغم من عدم إعلان أي اتفاق رسمي، إلا أن هناك معلومات تتحدث عن اتفاق بين فجر الأمة والروس، يقضي بتقييد الحركة عبر الأنفاق وخصوصاً تلك المرتبطة بمنطقتي برزة والقابون، وإدخال المواد الغذائية إلى الغوطة، في وقت يغلق فيه النظام معبر مخيم الوافدين - دوما الخاص بإدخال المواد الغذائية والمساعدات، الأمر الذي سيزيد الضغوط بشكل كبير على القيادة العسكرية الموحدة.
خصوصاً أن فجر الأمة معروف بأنه يدير عمليات الدخول والخروج من الغوطة، ما يعود عليه بأرباح كبيرة جداً"، وأبدت المصادر تخوّفها "من نتائج نجاح هذا المخطط، الذي قد يؤدي إلى حدوث اقتتال داخلي يستنزف جميع الأطراف، ليصب ذلك في النهاية في صالح النظام"، وكان النظام قد أغلق منذ نحو أسبوع الطريق المؤدي إلى برزة والقابون وحي تشرين، مانعاً دخول وخروج المدنيين، أو إدخال المواد الغذائية والطبية، ما تسبب في حدوث نقص كبير في المواد الغذائية، الأمر الذي يهدد بكارثة إنسانية، جراء وجود أعداد كبيرة من المدنيين، علماً أن إغلاق الطريق كان بشكل مفاجئ ومن دون إعلان أي سبب يذكر. وتعليقاً على هذا الموضوع، لفت مدير موقع "سورية سكاي" الإلكتروني آدم الشامي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "النظام عموماً يعمل بسياسة مزدوجة في سورية، فهو يقوم بتدمير المناطق التي ترفض الانخراط باتفاقيات الإذعان التي يفرضها على مناطق معارضة، ومن جهة أخرى يقوم بتوسيع نطاق ما يسميها المصالحات الوطنية، ليثبت للمناطق التي ترفضها أن غيرها دخلت فيها وتخلت عنها، إضافة إلى توجيه رسالة للمجتمع الدولي بأنه يفرض حلاً سياسياً سوريّاً -سورياً". تحويل الطرقات والمنافذ: أما بالنسبة لموضوع تحويل الطرقات والمنافذ، فقال الشامي إن "الموضوع متعلّق بخطة خبيثة يعمل عبرها النظام لزيادة الاحتقان الداخلي بين الفصائل التي تفرض سيطرة نسبية على المعابر، مثال نقل طريق الغوطة من دوما إلى حرستا لزيادة الاحتقان والصراع بين فصائل البلدتين، جيش الإسلام وفجر الأمة". وأضاف: "النظام يعمل بإلحاح لفصل الغوطة مقابل تراخي الفصائل الكبرى أمام استغاثة قطاع المرج، وهو منذ اليوم الأول خارج نطاق الهدنة، ويتعرض يومياً للقصف والغارات"، وأعرب الشامي عن وجود ما سمّاه "تناقضاً غريباً"، قائلاً إنه "من المعروف أن في حرستا والبلدات المحيطة نفوذاً واسعاً لجبهة النصرة، فكيف لروسيا أن تتفق مع الفصيل الذي استُثني من الهدنة ويرفض الحل السياسي، وإن كان بشكل غير مباشر.
في حين يستهدف الفصائل التي تشارك في مباحثات جنيف"، معتبراً أن "النظام لن يستطيع تغيير سياساته، خصوصاً في التعاطي مع الفصائل المعارضة، القائمة على سياسة فرّق تَسُدْ، وتجربة جنوب دمشق والقلمون وحمص خير دليل على ذلك".
العربي الجديد
تيم القلموني
سامح اليوسف
الشرق الأوسط
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة