عمر يوسف
تصدير المادة
المشاهدات : 3260
شـــــارك المادة
أحالت الحرب المستعرة في سوريا منذ قرابة خمسة أعوام مدنا كبرى مثل حلب إلى مدن شبه مدمرة، وتحولت أحياؤها إلى مناطق خالية من السكان، إلا من أرغمه الفقر وضيق ذات اليد على البقاء وسط القصف والخطر اليومي الذي يهدد حياته وأسرته، في حي بستان القصر الخاضع لسيطرة المعارضة، يمكن للمرء بنظرة سريعة أن يكتشف كمّ الدمار الهائل في أبنية الحي جراء القصف المركز منذ بداية الصراع المسلح في المدينة، فمعظمها نال نصيبه من القصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ والمدفعية.
العشرات من الأسر الفقيرة تسكن في مبان شبه مدمرة، كونها لا تملك المال الكافي لاستئجار أحد المنازل في الأحياء الأكثر أمنا في مدينة حلب، يقول أبو محمود (60 عاما) من سكان الحي "قبل عام تعرض الحي للقصف ودمر طابقان كاملان في البناء الذي نسكن فيه، ورغم مخاطر سقوطه في أية لحظة فإننا لم نغادر منزلنا، فأنا عامل بسيط ولا قدرة لي على دفع إيجار منزل آخر، وبالكاد أستطيع تحمل نفقات أسرتي".
ويضيف الرجل قائلا للجزيرة نت "سمعنا أن هناك مشروعا بدأ بترميم الأبنية الآيلة للسقوط في الحي، ونتمنى أن يتم ترميم بنائنا ونحصل على بعض الأمان والراحة".
بارقة أمل: بجهود من مبادرة "أمن وعدالة مجتمعية"، وبالتعاون مع "شرطة حلب الحرة" والمجلس المحلي لمدينة حلب، تولدت فكرة لتدعيم عدد من الأبنية الآيلة للسقوط في حيي بستان القصر والكلاسة، وترميم عدد منها، في مشروع قال القائمون عليه إنه يهدف لحماية المارة والسكان من مخاطر انهيار تلك الأبنية.
يقول رئيس المجلس المحلي في حيي بستان القصر والكلاسة، أحمد ماهر، إن المشروع يتضمن عشر نقاط رئيسية، ويعتمد في البداية على إزالة الأنقاض من الأبنية الآيلة للسقوط، والتي من الممكن أن تتضرر في أي لحظة نتيجة الضغط الناتج عن قصف الطيران الحربي، ويكمل رئيس المجلس -في حديثه للجزيرة نت- "حرصا على سلامة المواطنين تقدمنا بالمشروع لمجموعة أمن وعدالة التي شجعت العمل، في حين لا تترتب أي مبالغ مالية على الأسر المالكة للمنازل المتضررة".
وعن المشاريع المستقبلية، قال إن العمل جار على إيجاد مشاريع أخرى بالتعاون مع السكان والجمعيات الأهلية لتشمل أحياء جديدة من مدينة حلب التي تعرض قسم كبير منها للدمار، من جهته، قال رئيس قسم الشرطة الحرة في حيي الكلاسة وبستان القصر، الملازم رائد حمد، إنه "تم اختيار هذا المشروع واعتباره أولوية لحيي بستان القصر والكلاسة كونهما من الأحياء التي تعرضت للقصف بشدة، ونتج عن ذلك وجود عدد من الأبنية الآيلة للسقوط والتي تشكل خطرا على السلامة العامة".
وأشار حمد إلى أن هناك دراسة فنية تم إعدادها من قبل مهندسين مختصين يقومون بمراقبة ورشات العمل، للتأكد من مدى التزام المتعهد بأعمال هذا المشروع، محمد ناصر، أحد العمال في المشروع، قال إنه يقوم هو ورفاقه في البداية بإزالة الأنقاض وترحيل الأتربة للاتفادة منها برفع السواتر الترابية على خطوط الجبهة مع جيش النظام، قبل أن تبدأ عملية الترميم.
وأكد ناصر أن بعضا من الأبنية التي يتم ترميمها كانت تعرضت في وقت سابق للقصف الروسي، مما تسبب بدمار طابقين في أحد الأبنية، لكن السكان لا زالوا يسكنون في الطوابق السليمة المتبقية رغم الخطورة.
الجزيرة نت
إبراهيم حميدي
كلنا شركاء
ريان محمد، أنس الكردي
الأناضول
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة