سالم ناصيف
تصدير المادة
المشاهدات : 3285
شـــــارك المادة
أثبت الدخول الروسي على خط الحرب السورية أنه لن يقتصر على عمليات القصف الجوي والدعم السياسي للنظام فقط، بل امتد إلى محاولة الهيمنة على الإدارة العسكرية المباشرة للمناطق، الواقعة تحت سيطرة النظام، ومنها محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية التي استقطبت أنظار الروس بعد أقل من شهرين من بدء عملياتهم الجوية في سوريا أواخر أيلول الماضي.
الدخول الروسي إلى السويداء اتضحت ملامحه الأولى بتشكيل فصيل جديد تحت مسمى "الدفاع الذاتي"، وهو ميليشيا تقوم على فكرة استقطاب أبناء السويداء الرافضين لأداء الخدمة الاحتياطية وخاصة فئة الموظفين، بمنع اقتيادهم إلى جبهات القتال والاكتفاء بتوليهم مهام الحراسة وتنظيم سير الحواجز الأمنية داخل أراضي المحافظة، مع الإبقاء على رواتبهم التي يتقاضونها في الوظيفة، ويضاف إليها نصف راتب لكل موظف احتياطي. بدأ تولي المهام الفعلية: وأكد مصدر من السويداء أن ميليشا "الدفاع الذاتي" بدأت بتولي مهامها الفعلية منذ أيام قليلة، بعد أن تم تخريج الدفعة الأولى منها، تقارب أعدادها 300 شخص، بعد أن تم تدريبهم لمدة أسبوع في دورة خاصة أقيمت لهم بإشراف ضباط عسكريين من الفرقة 15، وأشار المصدر إلى أن الميليشيات المعروفة ومنها "الدفاع الوطني بدأت تنسحب من على تلك الحواجز بعد أوامر عليا نصت على تولي عناصر الميليشيا الجديدة لتلك المهام". وقال المصدر: "منذ قرابة الشهرين قدم إلى السويداء ضابط روسي رفيع المستوى، التقى المحافظ وضباطاً عسكريين من الفرقة 15 وضباطاً أمنيين، وأطلعهم على استراتيجية جديدة تهدف إلى تنظيم عمل الميليشيات وإعادة هيكلة الإدارة المدنية والعسكرية في المحافظة، وكخطوة أولى تم تكليف المحافظ والضباط العسكريين من الفرقة 15مهام التشكيل والتدريب وقيادة الفصيل الجديد". وأضاف المصدر: "بدا خيار الانضمام إلى ميليشيا "الدفاع الذاتي" حلاً لعشرات الموظفين المهددين بالفصل، خاصة بعد أن أصدر النظام في شهر كانون الأول الماضي قائمة جديدة من المفصولين ضمت أسماء 54 موظفاً". دخول روسي للسويداء: مصدر معارض من السويداء وصف الدخول الروسي إلى السويداء رغم ما يظهر عليه من شكله الناعم إلا أنه لا يقل خطورة عن ما سبقه من الدخول الإيراني وحزب الله، معتبراً مسألة تشكيل ميليشيا الدفاع الذاتي ليست سوى خطوة أولى ضمن استراتيجية متكاملة تهدف لجعل السويداء قاعدة عسكرية آمنة تحت الإشراف الروسي ومنطلقاً للعمليات العسكرية في الجنوب السوري. وقال المصدر: "تكمن خطورة استقطاب فئة الموظفين بضمهم إلى ميليشيا الدفاع الذاتي في كونه يعتبر عملية سحب لتلك الفئة وزجها في أتون الصراع بينما هي سبق أن آثرت الحياد وأصرت عليه، وكلفها موقفها هذا المئات من المفصولين من وظائفهم، مذكراً بأن الآلاف من الموظفين تخلفوا عن أداء الخدمتين الاحتياطية والعسكرية واختاروا الفصل على أن يكونوا طرفاً في الحرب الطاحنة المندلعة في سوريا". وأشار المصدر إلى أن تولي الموظفين مهام الحراسة داخل المحافظة لن يعفيهم من القيام بأدوار قتالية، كون تلك الحواجز دائمة التعرض للاستهداف، فمن المؤكد أن قانون الدفاع عن النفس سيحمل هؤلاء إلى استخدام سلاحهم، واستطرد قائلاً: " تولي الموظفين لمهام الحراسة يبعث السؤال أيضاً عن المهمة الجديدة التي ستوكل لباقي الميليشيات، ما إن كانت ستستخدم بأدوار قتالية خارج المحافظة، وفيما لو حدث ذلك سيجعل السويداء طرفاً في الصراع السوري لصالح النظام". محاولات تغلغل: محاولات التغلغل الروسي في السويداء تأتي على وقع أنباء أخرى تتحدث عن فك ارتباط جميع الميليشيات الأخرى بقياداتها الإيرانية و"حزب الله"وسائر الأجهزة الأمنية والحزبية، ووضعها تحت سلطة الحرس الجمهوري الأمر الذي يرجح حقيقة الفرضية التي تتحدث عن أن أحد أهداف الدخول الروسي إلى سوريا هو تنحية الدور الإيراني الذي خرج عن سيطرة النظام. بالإضافة لذلك تسعى روسيا إلى إعادة هيكلة القيادة العسكرية لصالح الجيش النظامي، بكف يد الأجهزة الأمنية التي انصب تفكيرها على تقاسم النفوذ على الميليشيات التي زاد عددها على 22 فصيلاً، لم تستطع مجتمعة استقطاب 1000 عنصر.
المستقبل اللبناني
أسرة التحرير
العربية نت
محمد أمين
ترك برس
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة