السورية نت
تصدير المادة
المشاهدات : 3022
شـــــارك المادة
فرضت الظروف الاستثنائية التي يعيشها ريف اللاذقية بعد تهجير معظم سكانه واقعاً صعباً على مختلف نواحي الحياة بالنسبة للأهالي، وكان التعليم جزءاً منها بعد أن خسر عدد كبير من أطفال جبلي الأكراد والتركمان فرصة إكمال عامهم الدراسي، و قبل ثلاثة أشهر، وتزامناً مع عمليات النظام العسكرية، أعلنت مديرية التربية الحرة في اللاذقية إغلاق إحدى عشرة مدرسة بجبل الأكراد في القرى القريبة من ناحية سلمى، وقرية جب الأحمر، إثر تعمد استهدافها بالصواريخ التي أوقعت إصابات بين الطلاب، والمدرسين والإداريين فيها.
ليتوالى بعدها إغلاق معظم المدارس، والتي قدر عددها بعشرين مدرسة بعد نزوح معظم الأهالي إلى الشريط الحدودي التركي، وتصف المدّرسة مها بيطار الموجودة في ريف اللاذقية الوضع التعليمي حالياً "بالمدمر"، بعد اقتصار التعليم هذا العام على المدارس القائمة في المخيمات القديمة، ولا يتعدى عددها أكثر من 5 مدارس تعاني من الاكتظاظ الشديد. وتضيف البيطار "يتواجد على الشريط الحدودي في ريف اللاذقية أكثر من 10,000 آلاف نازح يبحثون عن خيام، ووسائل للتدفئة، وتأمين الطعام والشراب، وتعطى الأولوية حالياً لتأمين ذلك بينما يخسر الأطفال عاماً دراسياً جديداً، ويقضي معظمهم وقته في جمع الحطب ومساعدة ذويهم". وحول الحلول الممكنة أجابت البيطار أن المنظمات التعليمية ألغت معظم مشاريعها هذا العام بعد الفوضى الكبيرة وافتتاح مخيمات جديدة وانتقال المدرسين، وأشارت إلى أن توفير خيمة كبيرة ووسائل تعليمية يمكن أن يدفع المتطوعين لبدء العمل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه داعية. وتغطي الخيم الدراسية المنتشرة في بعض المخيمات التي أقامها بعض المتطوعين حديثاً جزءاً يسيراً من حاجات العدد الكبير من الطلاب، وتعتبر هذه الظاهرة رغم قلة إمكانياتها دليلاً على إصرار الأهالي والأبناء على مواصلة تعليمهم، وتبرز مشكلة التعليم لطلاب المرحلة الثانوية كأحد أبرز المعوقات التعليمية حالياً بعد إغلاق المدرسة الثانوية الوحيدة في جبل الأكراد. كما تعاني المدارس المستمرة بالتعليم حالياً من الاكتظاظ الشديد، إذ يتجاوز عدد الطلاب داخل كل صف فيها أكثر من 50 طالبًا، كما يتوزع طلاب الصف الأول على 8 شعب دراسية ضمن المدرسة، وفقاً لـ "أبو مصعب" أحد المدرسين في مدرسة عائشة، ونتيجة لذلك قال أبو مصعب إن "المدرسة قسّمت الدوام إلى ثلاث فترات، لتفتح أبوابها من الساعة 7 صباحًا حتى الساعة 10 مساءً، بغية استيعاب العدد الكبير من الطلاب". وكانت شبكة" إعلام الساحل" نشرت إحصائية بينت فيها أن 17 قرية بريف اللاذقية لم يتبق فيها سوى 10% من سكانها نتيجة القصف المستمر عليها، كما وتشير إحصائيات سابقة أعدها "المكتب الإعلامي للهيئة العامة للثورة" إلى تضرر أكثر من 60% من مدارس المنطقة، وهدم ست منها بالكامل.
أسرة التحرير
الأناضول
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة