أمين محمد
تصدير المادة
المشاهدات : 3114
شـــــارك المادة
لم يترقب السوريون نتائج مؤتمر عقدته المعارضة على مدى أكثر من أربع سنوات، كما ترقبوا نتائج المؤتمر الذي عُقد في العاصمة السعودية الرياض، وانتهى بإصدار بيان ختامي أول من أمس الخميس، أكد على ثوابت الثورة السورية، مقررات المؤتمر، والتي أكدت التمسّك بوحدة الأراضي السورية والإيمان بمدنية الدولة.
إضافة إلى تأكيد المجتمعين أن هدف التسوية السياسية هو تأسيس نظام سياسي جديد من دون أن يكون لبشار الأسد وأركان حكمه مكان فيه، لاقت ترحيباً من العديد من السوريين، والذين أملوا أن يشكّل المؤتمر منطلقاً للوصول إلى حل ينهي الصراع الدائر في بلادهم. يرى الصحافي عدنان سلطان، المقيم داخل سورية، أن "المؤتمر كان إيجابياً لجهة وجود مخرجات تؤدي إلى توحيد رؤية المعارضة السياسية، والتي أضيفت إليها الفصائل المسلحة حتى تكون هناك كلمة فصل لمن يقاتل على الأرض"، ويلفت سلطان، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "المؤتمر أغلق الباب أمام الادعاءات التي تقول إنه ليست هناك معارضة موحدة". معتبراً بالتالي أنه "لا بد أن يكون هناك وفد معارض موحد يقود أية عملية تفاوضية مستقبلاً على آمل الوصول إلى نتائج ايجابية تلبي طموحات الشعب السوري في التخلص من النظام الذي من المؤكد أنه سيحاول إفساد اتفاق السوريين، لأن اتفاقهم سيكون أول مسمار في نعشه"، أما السيدة السورية في مدينة دمشق التي عرّفت عن نفسها بأم كريم، فتأمل أن يحصل اتفاق ليرتاح الشعب السوري المسكين من معاناته المستمرة. وتقول في اتصال مع "العربي الجديد"، إن "المهم أن يكون لدى الطرف الثاني (تقصد النظام) استعداد لترك السوريين يحددون مصير بلادهم، فهو لا يزال يرتكب الجرائم، وليست لديه نية في ترك السلطة"، أم كريم التي تصف حال دمشق البائس هذه الأيام حيث لا ماء ولا كهرباء، تبدي خشية على مستقبل سورية كله، وترجو أن يكون مؤتمر الرياض منطلقاً لحل ينقذ ما يمكن إنقاذه، "ويُبعد شبح الموت الذي خيّم على البلاد والعباد منذ سنوات"، وتضيف: "سورية اليوم بلد محتل من عدة أطراف، ومقسمة بينها، واجتماع المعارضة ربما يساعد في إيقاف النزيف السوري". ضربة قاصمة للنظام: من جهته، يرى أبو أنس، المقيم في الرياض، أن نتائج المؤتمر "ضربة قاصمة لادعاءات النظام المتكررة عن تشتت المعارضة، حيث أسهم هو في خلق معارضات وهمية لا قيمة لها عند السوريين، للإيحاء للعالم بأنه ليس هناك معارضة حقيقية تستطيع إدارة البلاد في حال رحيله"، ويؤكد في حديث مع "العربي الجديد"، أن "انعقاد المؤتمر في الرياض كان رسالة واضحة أن السعودية بكل ثقلها السياسي والاقتصادي تقف إلى جانب الشعب السوري، ومطلبه الرئيسي بألا يكون للأسد أي دور في مستقبل سورية، وهذا ما عبّر عنه وزير الخارجية السعودي عادل جبير في تصريحاته". ويضيف أبو أنس: "إن عدم ترحيب طهران بالمؤتمر ومخرجاته، يؤكد أن المعارضة السورية بدأت السير في الطريق الصحيح الذي سيفضي إلى إنهاء النظام، والاحتلال الإيراني لسورية على حد سواء"، أما المحلل السياسي درويش خليفة، فيرى أن لمؤتمر الرياض عدة مؤشرات إيجابية، إذ يعتبر جلوس هيئة التنسيق الوطنية التي تمثّل معارضة الداخل، والعسكر، على طاولة واحدة وتقبّلهم لبعضهم بعضاً أحد أهم هذه المؤشرات، فضلاً عن تشكيل هيئة مخولة بمفاوضة النظام "تكون على قدر المسؤولية من ثوابت الثورة ومن تضحياتها في سبيل حرية الشعب والتخلص من الطغمة الحاكمة" وفق قوله. ويعرب درويش عن اعتقاده بأن رعاية السعودية للمؤتمر جعلت المعارضة السورية ترفع سقف مطالبها حيال رحيل رأس النظام ورموزه، إلا أنه يأخذ على المؤتمر "تجاهله لمشاركة شباب الثورة في فعالياته، وتجاهل التكنوقراط في لجنة المفاوضات المشكلة، والدخول في تفاصيل تُعدّ تجاوزاً لرأي الشعب السوري، وخصوصاً لجهة لامركزية الدولة ومدنيتها". نهاية الكابوس: ومن داخل مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، يأمل أبو البتول أن يكون مؤتمر الرياض بداية النهاية للخلاص من "الكابوس" الجاثم على صدر سورية والمتمثل بالنظام السوري وتنظيم "داعش"، وفق تعبيره، ويرحب أبو البتول في حديث مع "العربي الجديد"، بأي شيء يوحّد رؤى السوريين، داعياً المعارضة "للوفاء لدماء الشهداء الذين ضحوا من أجل أن تكون سورية دولة ديمقراطية، لا تضيع فيها حقوق البسطاء"، مضيفاً في حديثه: "دماء الشهداء أمانة لا يجوز التفريط بها. اجتماعكم مبشّر، والشعب ينتظر منكم العمل الجاد فلا تخذلوا السوريين، ولا تنسوا الرقة". ومن غوطة دمشق المحاصرة منذ أعوام، والتي يرتكب فيها طيران النظام والمقاتلات الروسية مجازر شبه يومية، يرى الناشط الإعلامي ياسر الفوال أن مخرجات مؤتمر الرياض "عامة وغير معروفة"، ولكنه يتطلع "لحل للأزمة، وتنحية بشار المجرم". ولكن الفوال يبدي تخوفاً واضحاً من قيام هيئة التنسيق "بعرقلة كل الجهود الوطنية"، وفق تعبيره. من جهته، لا ينكر الناشط الإعلامي مصطفى الغريب، من محافظة إدلب، "حاجة سورية لحل سياسي ينهي سنوات من الأزمة سببها النظام الذي أجرم بحق السوريين لأنهم طالبوا بحريتهم"، ولكن الغريب يشدد على أن "أي حل سياسي مقبل لا بد أن يكون على أساس ثوابت الثورة المعروفة، وأهمها عدم وجود بشار الأسد وأجهزته الأمنية في هذا الحل، وألا يكون جزءاً منه". ويؤكد الغريب، الموجود في مدينة معرة النعمان، أن "الشارع منقسم بين مؤيد ومعارض وحيادي تجاه مخرجات مؤتمر الرياض، ولكن نسبة المؤيدين أكبر لأنهم يتوقعون أن تساعد هذه المخرجات على إنهاء مأساة السوريين، وفتح أبواب أمل أمامهم بعد أن تركهم العالم لوحدهم طيلة سنوات يتفرج على هذه المأساة التي لا تزال مستمرة".
العربي الجديد
الشرق الأوسط
أسرة التحرير
العصر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة