عثمان المختار
تصدير المادة
المشاهدات : 6362
شـــــارك المادة
تُمعن روسيا وإيران، في استخدام الأجواء العراقية لإقامة جسر جوي لشحنات السلاح والعتاد والمقاتلين الإيرانيين والأفغان الموجهة إلى سورية لدعم نظام بشار الأسد، بالتزامن مع توافد المزيد من المسؤولين الروس إلى بغداد وسط تكتم من السلطات العراقية، وفي السياق، يكشف وزير عراقي بارز، تحدث لـ"العربي الجديد" من بغداد، أن 39 طائرة شحن روسية وإيرانية، عبرت الأجواء العراقية، محملة بأسلحة وعتاد ومسلحين لدعم نظام الأسد منذ الثاني من شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي وحتى الآن.
وبحسب المصدر، فإن الطائرات تعبر الأجواء العراقية "بعلم مباشر من رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وهو إجراء مخالف للمادة الثامنة من الدستور العراقي"، وتنص المادة الثامنة على أن "يرعى العراق مبدأ حسن الجوار ويلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ويسعى لحل النزاعات بالوسائل السلمية ويقيم علاقاته على أساس المصالح المشتركة والتعامل بالمثل ويحترم التزاماته الدولية". منح الضوءالأخضر للطيران الروسي والإيراني: ويؤكد المصدر أنّ "العبادي منح الضوء الأخضر للطيران الروسي والإيراني بمدّ نظام الأسد بالدعم عبر العراق، وهي موافقة لا تترتب عليها أي شروط مسبقة على غرار دفع رسوم استخدام الأجواء، كما كانت تفعل اليونان في السنوات الماضية مع روسيا"، على حد قوله. وحول موقف الأميركيين من استخدام الأجواء العراقية وما إذا كانوا يعلمون بالأمر، يشير الوزير نفسه إلى أن "الولايات المتحدة تغطي الأجواء العراقية بست طائرات استطلاع من طراز (آر أس ــ 135 يو) الحديثة أو عبر ثلاث منظومات رادار من طراز (إي أن/ تي بي كيو 63)، التي تنتشر غرب ووسط وشمال العراق، وهي على علم بأي جسم يدخل الأجواء العراقية"، مضيفاً "أعتقد أنّ سكوتها إمّا يمثل علامة رضا أو عجز عن فعل شيء"، ويدفع هذا الأمر إلى مزيد من الغموض حول ما يجري في كواليس أو غرف الاجتماعات بين روسيا والولايات المتحدة في ما يتعلق بالملفين العراقي والسوري. ويلفت الوزير العراقي إلى أن "الحديث عن احتمال تدخل روسي في العراق يغطّي على جرائم تمويل نظام الأسد عبر الأجواء العراقية، من خلال طائرات روسية محملة بالصواريخ والذخيرة والمتفجرات التي تقتل بعد ساعات من وصولها شعباً عربياً مجاوراً"، على حد وصفه، ويوضح الوزير نفسه أنه "من بين الرحلات الجوية طائرات تنقل جنوداً وعناصر إيرانيين ومرتزقة أفغان". كما يشير إلى أن الطائرات الروسية تستخدم مسارات عدة لدى دخولها العراق، أهمها مسار يدخل عبر محافظة كرمنشاه الإيرانية باتجاه السليمانية ثم ديالى باتجاه محافظة الأنبار وعلى ارتفاعات شاهقة لتدخل بعدها الطائرات الأجواء السورية، فيما تستخدم الطائرات الإيرانية مساراً آخر عبر محافظة سربيل زهاب الإيرانية ثم إلى خط ملاحي شرقي بغداد لتتجه الطائرات إلى الأنبار كذلك"، وبحسب الوزير "لا يصلح المساران لأي طيران عسكري كونهما يمران فوق مدن ومناطق اكتظاظ سكاني في العراق". رعاية مشروع طائفي: وتتزامن هذه التطورات مع وصول ثالث وفد روسي إلى بغداد يتألف من مسؤولين عسكريين واستخباراتيين ودبلوماسيين وسط تكتم على الزيارة من الحكومة العراقية، ويؤكد برلماني عراقي لـ"العربي الجديد" أن "الروس والإيرانيين لا يجتمعون إلا مع أعضاء التحالف الوطني (الحليف لإيران)، وزيارتهم غير معلنة ويقصون المكونات السنية والكردية عن أي مشاورات"، وبحسب البرلماني نفسه فإن هذه التحركات "رسالة واضحة من الروس تؤكد أن موسكو ماضية في رعاية مشروع طائفي لن يسهم إلا بمزيد من الدم سواء بالعراق أو سورية". ويضيف البرلماني أن "فندق المنصور ميليا في بغداد بات مرتعاً للتحالف الرباعي وجرى تعطيل برامج الفندق السياحية والترفيهية والاعتذار عن استقبال ضيوف من أجل أعضاء التحالف ونشاطاتهم وللمحافظة على سرية ذلك، وهذا أمر يشعرنا بالقلق"، من جهته، يقول القيادي في جبهة الحراك الشعبي، محمد عبدالله، لـ"العربي الجديد" إن "روسيا تعيد ارتكاب نفس أخطاء الولايات المتحدة بعد احتلالها للعراق، عندما ولّدت التخندق الطائفي". ويرى عبدالله أن "موافقة العبادي على عبور أسلحة قتل الشعب السوري من فوق العراق رسالة سيئة للعراقيين السنة قبل الشعب السوري نفسه، وعليه أن يكون أكثر شجاعة بالاعتراف بما ينوي فعله وإذا ما قرر أن يكون نسخة مطابقة (لرئيس الوزراء السابق) نوري المالكي أم لا بعد انتهاء عام على فترة حكمه للعراق". ويرجح المحلل السياسي العراقي، محمد عبد اللطيف القيسي، أن يكون الحديث عن التدخل الروسي في العراق هدفه إشغال العالم عن الجسر الجوي الدولي المقدم للأسد، ويضيف القيسي لـ"العربي الجديد" أنه "منذ نحو شهر لم نعد نسمع أي تنديد أو استنكار سياسي أو شعبي ولا حتى إعلامي لما يجري من دعم روسي إيراني عبر الأجواء العراقية لنظام الأسد لتثبيت حكمه الدموي خلاف ما تعلنه الدول الموالية له من أن هدفها ليس تثبيت نظام الأسد بل قتال الإرهاب". ويرى القيسي أن كل ما يجري "سببه عمل استخباري جرى من خلاله التركيز حول ما إذا كانت روسيا تخطط لدخول اللعبة بالعراق أم تكتفي بسورية، وخلال ذلك يتم دعم الأسد"، وينبّه إلى أن "الأمم المتحدة، عبر مجلس الأمن تحديداً، يمكن لها أن تدين الحكومة العراقية لمخالفتها العقوبات الدولية المفروضة على نظام الأسد".
العربي الجديد
سارة إبراهيم
المرصد الاستراتيجي
ناديا الحلاق
الأناضول
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة