طارق الحميد
تصدير المادة
المشاهدات : 2993
شـــــارك المادة
أصدرت الخارجية المصرية بيانا يوم أمس يقول إن وفود اللجنة الرباعية المكونة من السعودية وتركيا وإيران قد وصلت للقاهرة من أجل التباحث حول الملف السوري، وذلك استجابة للمقترح المصري الذي أطلق أواخر شهر رمضان الماضي في قمة مكة للتضامن الإسلامي. والحقيقة هناك كثير من الأسئلة التي يجب الإجابة عنها من قبل المعنيين بالأمر حول تلك اللجنة الرباعية.
أولا: هناك اللجنة الوزارية العربية المكلفة بمتابعة التطورات في سوريا، برئاسة قطر، وهي المنبثقة عن قرار صادر عن الجامعة العربية ومهمتها متابعة الملف السوري، عربيا ودوليا، وهي اللجنة التي انبثق عنها جل المقترحات والمبادرات العربية تجاه الأزمة السورية، بدءا من تكليف الدابي، مرورا بالمبعوث الأممي والعربي السابق كوفي أنان، وصولا إلى الأخضر الإبراهيمي اليوم.
فهل تقوم اللجنة الرباعية المقترحة من قبل مصر بإلغاء اللجنة الوزارية العربية تلك، أو تقوم بنسف كل قراراتها، خصوصا في ظل وجود الإيرانيين؟
وماذا عن الدول الأعضاء في اللجنة الوزارية العربية التي ترأسها قطر؟
بل وما جدوى سفر الأخضر الإبراهيمي لدمشق طالما أن هناك لجنة رباعية أخرى يتم العمل على تفعيلها بالملف السوري؟
ثانيا: كيف يستقيم التئام اللجنة الرباعية، السعودية وتركيا ومصر وإيران، بينما طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي في اجتماع الجامعة الأخير بضرورة العودة لمجلس الأمن مجددا في الشأن السوري؟
بل كيف يتوافق ذلك مع تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية المهمة بعد لقائها نظيرها الروسي، حيث قالت كلينتون إنه في حال سعي الروس إلى تعطيل اتخاذ قرارات فاعلة في مجلس الأمن ضد الأسد فإن أميركا ستتحرك مع حلفائها لدعم المعارضة السورية؟
فهل تكون اللجنة الرباعية معطلة لذلك التحرك، وهي تطرح مبادرة جديدة، مما يعني منح مزيد من الوقت للأسد؟
ثالثا: كيف يمكن إنجاح المبادرة الرباعية، السعودية التركية الإيرانية المصرية، والأسد يرفضها تماما، ويرى فيها امتدادا للموقف المصري الأخير الواضح تجاه سوريا، والذي أعلنه الرئيس المصري لأول مرة، منذ اندلاع الثورة السورية، وذلك من خلال كلمة مرسي في طهران، بمؤتمر عدم الانحياز، وما طرحه أيضا في كلمته بالجامعة العربية بالقاهرة؟
رابعا: كيف تفهم دعوة إيران، وتركيا، لمناقشة الأوضاع في سوريا وكثيرا ما ردد العرب أنهم يريدون حل مشكلاتهم دون السماح لإيران تحديدا في التدخل فيها؟
فكيف تدعى إيران اليوم للجلوس حول طاولة مفاوضات حول سوريا، خصوصا أن العرب قد اعترضوا مسبقا على مقترح لكوفي أنان يقتضي إقحام إيران في الملف السوري، كما اعترض العرب قبل وقت غير بعيد على مقترح للأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى لعقد اجتماع إقليمي للتقارب بين دول المنطقة، وإيران وتركيا، فكيف يستقيم ذلك الآن، خصوصا أن طهران ليست دولة جارة لسوريا مثل تركيا، وليست طرفا في الحل، بل هي داعم أساس للأسد، فلماذا يشرعن تدخل إيران في سوريا الآن، ولمصلحة من؟
كل ما هو أعلاه أسئلة تتطلب إجابات من المعنيين، وذلك خشية أن يصل الحال إلى أن نقول إن على العرب توحيد مبادراتهم، وجهودهم تجاه سوريا، بعد أن كان يقال إن على المعارضة السورية توحيد صفوفها! فهل من إجابات مقنعة؟
المصدر: الشرق الأوسط
سلسبيل زين العابدين
ميرفت سيوفي
محمد بسام يوسف
أحمد أبو مطر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة