ناصر علي
تصدير المادة
المشاهدات : 3239
شـــــارك المادة
يتحدث وزير سياحة النظام (بشر يازجي) عن إشغالات تتجاوز 90% في الفنادق، ويفتتح المهرجانات السياحية في حمص وطرطوس، ولا يتوقف عن الحديث عن المشاريع الاستثمارية السياحية في سورية وكأنه يعيش في حقبة الرخاء والاستقرار وعن بلد تتساقط البراميل المتفجرة فيها على أكثر من ثلاثة أرباع مساحتها، وآخر تقليعات هذا المراهق الاتفاق مع وزير الحج الإيراني على استقدام مليون حاج للطم في شوارع المدن السورية التي يذبحون أبناءها باسم مقدساتهم الوهمية.
نكتة الإشغالات الفندقية أثارت كثيراً من الانتقادات في أوساط صحفية، عبرت عن وقاحة هذا الطرح ومحاولة الضحك على ذقون من يسمعه، للترويج لسورية فقط تمتد بين حمص وطرطوس بينما المناطق السياحية الكبرى في البلاد تتعرض للتدمير وآخرها في الزبداني وتدمر. في دمشق من فنادق المرجة ومحطتها حيث تتمركز أغلب الفنادق الشعبية إلى فنادق النجوم الخمسة ستجد فارقاً كبيراً، فالفنادق الشعبية لن تجد فيها أحياناً مكاناً لسرير واحد وجميعها مشغولة بالسوريين الذي لا يجدون مكاناً يؤويهم، وأغلب هؤلاء قادمون من ريف حلب والرقة ودير الزور. أسعار الغرف غالية أيضاً حتى في الفنادق غير المصنفة فعلى سبيل المثال فندق الربيع 3500 ليلة واحدة بغرفة واحدة، أما فندق المدينة 3500، وكذلك يمكنك البحث عن النوم لليلة واحدة في غرفة مع خمس أشخاص بـ 1000 ليرة سورية، وهنا يروي أحدهم أحاديث هذا الخليط السوري العجيب فأغلبهم ساخطون يسخرون من النظام وكذبه، وتشترك كل هذه الفنادق بالخدمة السيئة والفرش القديم والبناء القديم فأغلبها أنشأ في خمسينيات وستينات القرن الماضي. في وسط المرجة يشمخ فندق الوحدة العربية وقد أنشئ أيام العنتريات القومية، وهو مرتع لنساء الليل وشرطة قسم المرجة والأمن الجنائي والسياسية والنزلاء العابرين، أسهل مكان للنوم وبسعر لا يتجاوز 75 ليرة سورية هو ثمن فنجان القهوة الذي تطلبه في أحد مقاهي المرجة والتي تعرف بمقاهي (الشوايا) وتنام على كرسيك حتى الصباح. الفنادق الفخمة ذات النجوم الذهبية مثل داما روز والشيراتون والشام هي لنزلاء موسرين وهؤلاء أعدادهم قليلة، ولا يشكلون أي نسبة إشغالات بينما داماروز يعج بأعضاء المصالحة الوطنية وبعض ممثلي وسائل الإعلام وزعماء الشبيحة والضيوف الإيرانيين والروس، أعضاء المصالحة من المشايخ والنصابين يعقدون صفقاتهم وفقط ستجدهم في بهو فندق داما روز يتصيدون الزبائن ويتحدثون عن العصابات المسلحة، ويعدون ضحاياهم بإخراج أبنائهم من السجن فقط بملايين الليرات التي سيتم تسويف صرفها وهدرها. بقية الفنادق المتوسطة كالخيام والفردوس وقرطاجة تكش الذباب فلم يعد يجرؤ الإيرانيون على دخول دمشق إلا تحت الحماية، وخصوصاً بعد حادث تفجير الحافلة الإيرانية قبل نحو ستة أشهر، ويبقى لهم فنادق السيدة زينب ورائحة القذارة الطائفية وهي تعتدي على ذاكرة أهل المدينة وإرثها.
أورينت نت
جابر عمر
المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات
المرصد الاستراتيجي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة