خالد الخلف
تصدير المادة
المشاهدات : 7022
شـــــارك المادة
يواصل نظام الأسد حصاره الخانق على مدينة تل منين شمالي دمشق، لليوم الثامن عشر على التوالي، مغلقاً حواجزه في وجه المدنيين، ويمنعهم من الخروج أو الدخول من وإلى المدينة، باستثناء الموظفين، وقال شهود عيان من مدينة تل منين إن قوات الأسد تمنع دخول المواد الغذائية والخضار والطحين والفواكه إلى المدينة التي يتجاوز عدد القاطنين فيها حاليا المليون نسمة، مع وجود مئات الآلاف من النازحين إليها من مختلف المحافظات السورية، يحاصرهم نظام الأسد من أربع جهات.
ويؤكد ناشطون أن المدينة "تواجه تحديات ومخاطر كبرى إن بقي الحصار مستمراً، ما سيؤدي لكارثة إنسانية حقيقية مع بدء نفاذ المخزون الاحتياطي في المدينة والتي كانت محاصرة بالأصل منذ ما يقارب من عشرة أشهر، ولا يسمح نظام الأسد بدخول سوى كميات محدودة جدا من السلع لا تكاد تكفي الحاجة اليومية دون القدرة على التخزين وهو ما يجعل حصارها كارثة إنسانية كبيرة" . ويعاني السكان – وفق الناشطين- من نقص حاد في المواد الأساسية، الخبز والحليب والمواد الغذائية والخضار والفاكهة والمحروقات الضرورية كلها تمنع من الوصول للناس، وبات معظمها بحكم المفقود من الأسواق بشكل كلي، و لا يوجد غاز ولا بنزين ولا مازوت وهي مواد أساسية وأولية يعتد عليها لتأمين أساسيات أخرى كالماء والكهرباء، فيما بدأت أنواع عديدة من الأدوية الضرورية للحياة بالنفاذ أيضا من الصيدليات. تزامن هذا الوضع مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة وانقطاع المياه الصالحة، واعتماد الأهالي على مياه الآبار غير المراقبة مع انقطاع الكهرباء، مما فاقم الوضع وجعله يزداد صعوبة وخطرا وتسارعا في انتشار الأمراض والحاجة الملحة للأدوية والمستلزمات الطبية، بينما تمنع الحواجز دخول أيّة شاحنات محملة بالخضار، والتي تعتبر المادة الأساسية للطعام في هذا الفصل من العام ليتم إعادتها إلى دمشق. "الضاحية، طيبة، الجسر، منين، معرونة " خمسة حواجز كل منها بحجم ثكنة عسكرية كبيرة كلها تحاصر المدينة، وتعامل المدنيين بشكل همجي وعنيف. وفق ناشطين، وكما تعاني مدينة التل شمال دمشق من حصار الأسد، تعاني المعضمية غرب دمشق من حصار أقسى، إذ قال مكتب دمشق الإعلامي إن قوات الأسد أغلقت الأحد وبشكل كامل المعبر الوحيد الواصل بين مدينة معضمية الشام بريف دمشق والعاصمة دمشق، من خلال رفعها سواتر ترابية يزيد ارتفاعها عن الأربعة أمتار، وإقامة متاريس وتحصينات من الجهة الشرقية للمدينة، التي دخلت في حصار كامل. وأضاف مكتب دمشق الإعلامي إن قوات الأسد قد أغلقت معابر مدينة المعضمية بشكل جزئي منذ ستة عشر يوماً، ومنعت الأهالي من الدخول والخروج، باستثناء الطلاب والموظفين في ظل تدقيق شديد وعدم السماح لهم بإدخال أي شي بحوزتهم، وذلك بُعيد قيام عناصر الجيش الحر في المدينة باعتقال عسكري تابع للنظام السوري، واشتراط قوات الأسد الإفراج عنه مقابل إعادة فتح المعبر. الجدير ذكره أن مدينة المعضمية كانت تعيش تحت حصار جزئي بعد منع قوات الأسد إدخال المواد الغذائية والطبية إلى المدينة منذ عدة أشهر، في ظل ظروف معيشية سيئة يعيشها الأهالي مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية تهدد حياة أكثر من 40000 ألف مدني يقطنون المدينة المحاصرة والتي يغيب عنها أدنى مقومات الحياة. من ناحية أخرى، شهدت المدينة في اليومين الماضيين تصعيداً من قبل قوات الاسد، تزامن مع المعارك التي تشهدها جارتها مدينة داريا، حيث استهدفت المدينة بقصف مدفعي طال الأحياء السكنية فيها، استشهد وأصيب جرائها عدد من المدنيين، في ظل نداءات لفتح ممرات إنسانية لإجلاء الجرحى نتيجة النقص الحاد في الأدوية، وقلة الكوادر الطبية نتيجة الحصار المفروض على المدينة.
سراج برس
أسرة التحرير
محمد كركص
أبو عبد الله الحوراني
جلال بكور
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة