خالد الخلف
تصدير المادة
المشاهدات : 3880
شـــــارك المادة
باتت مدينة أريحا بريف إدلب الوجهة التالية للثوار، بعد التطورات والأحداث المتسارعة أمس الثلاثاء، والتي شهدت تقدماً كبيرا للثوار جنوب وشرق المدينة، بعد تحريرهم لحاجز الفنار في جبل الأربعين فوق أريحا، وحواجز معربليت، والمنشرة، وأجزاء من قرية مصيبين، لتصبح "مدينة الكرز" قاب قوسين أو أدنى من التحرير. أريحا هي بوابة جبل الزاوية من الجهة الشمالية، ولطالما شغلت بال نظام الأسد والثوار على حد سواء، يعلوها جبل الأربعين الذي يشرف على مساحة واسعة من جبل الزاوية المحرر وريف إدلب الغربي، كما يشرف على طريق حلب اللاذقية "شريان" قوات الأسد في إدلب على مدار السنوات الماضية، وأهم طرق إمدادها لوجستياً وعسكريا، فبسطت قوات الأسد سيطرتها على المدينة عام 2011 بعد مدينتي درعا وبانياس، لتقطع أوصال محافظة إدلب، وتعزل مدنها وقراها جغرافياً حتى اليوم. تمكن الثوار من تحرير المدينة ثلاث مرات على مدار سنوات الثورة، إلا أن أهميتها الاستراتيجية والجغرافية كونها عقدة مواصلات مهمة لقوات الأسد، جعل قوات الأسد تستميت للسيطرة عليها، ليخسر الثوار المدينة من جديد صيف 2014، بعد حملة شرسة من نظام الأسد، واستعانته بقوات النخبة في حلب وحماة، واستخدامه المكثف للبراميل المتفجرة /أكثر من 300 برميل/، ما أدى لتدمير واسع في البنية التحتية للمدينة، واستشهاد المئات من أبنائها، إذ وصل عدد الشهداء من أبناء مدينة أريحا إلى /1300/ شهيد في أوائل العام 2015، مع نزوح الآلاف من أبنائها إلى تركيا والمناطق المحررة في ريف إدلب. إلا أن المعادلة تغيرت اليوم، وخاصة بعد تطهير الثوار لمناطق واسعة في إدلب من قوات الأسد، لا سيما تحرير وادي الضيف والحامدية، ومعسكر القرميد (شرق أريحا) الذي طالما شكل حامية عسكرية للمدينة، ومنصة مدفعية وصاروخية تلعب دوراً مهماً في تحديد نتيجة أي معركة تسعى لتحرير المدينة، كما أن القوة العسكرية للثوار تطورت، بفضل توحدهم في غرفة عمليات "جيش الفتح"، مما يجنبهم التجارب الفردية للفصائل، والتي لم يكتب لها النجاح بتحرير المدينة في عدة محاولات قدموا فيها العشرات من الشهداء والجرحى، ولم تنتهي بسيطرة كاملة ومحكمة على المدينة. خلال الشهرين الماضيين، أغلقت قوات الأسد جميع مداخل ومخارج المدينة، لتبدو كسجن كبير يحوي الآلاف من المدنيين، الذين يعتبرهم نظام الأسد دروعاً بشرية لدى أي محاولة لتحرير المدينة، كما يوجد في المدينة أعداد كبيرة من الشبيحة وميليشيات الدفاع الوطني، يضاف لهم فلول قوات الأسد التي هربت من مدينة إدلب المحررة، من عسكريين ومسؤولين في نظام الأسد، فشلت كل مساعيهم للهروب تجاه محافظة اللاذقية، بسبب المعارك الدائرة على الطريق الدولي حلب – اللاذقية (غرب أريحا)، وبسبب تقييد قوات الأسد لسفرهم ومنعهم من دخول اللاذقية. جدير بالذكر أن مدينة أريحا هي المركز الإداري لمنطقة جبل الزاوية، يقطنها /75000/ نسمة، خرجت فيها أول مظاهرة تطالب بإسقاط نظام الأسد بتاريخ 22/4/2011، نزح عدد كبير من أبنائها خارج المدينة بعد سيطرة قوات الأسد عليها، وقدمت المئات من الشهداء في معارك تحرير محافظة إدلب.
سراج برس
الجزيرة نت
وسيم عيناوي
الأناضول
عباس عواد موسى
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة