عماد كركص
تصدير المادة
المشاهدات : 3593
شـــــارك المادة
صباح ثوري سوري ربيعي بامتياز، حملت ساعاته الأولى سطوع الشمس، مع فجر الحرية التي لبست ثوبها الزاهي جسر الشغور بريف إدلب.
تحررت جسر الشغور بعد احتلال مباشر طال أكثر من ثلاثة أعوام من قبل قوات النظام الغازية، والتي عاثت فساداً داخلها حتى أثخنتها، ثلاثة أعوام دفعت خلالها جسر الشغور ثمن الحرية التي طالبت بها منذ بدء الثورة، أثمان باهظة من دماء أبنائها اللذين كانوا ثواراً حتى ما قبل الثورة، وأحداث ثمانينيات القرن الماضي تشهد لهم . منذ الحظة الأولى للمعركة، قبل ثلاثة أيام، كان بشائر النصر تلوح في الأفق، وكان الثوار متيقنين بتحقيق النتائج حيث أطلقوا على معركتهم عنوان (النصر) الذي ينتظروه، اليوم الأول من المعركة، كانت حصون قوات النظام حواجز قوات النظام حول الجسر تنهار واحد تلو الآخر، وأيضاً على وقع الانتصارات التي يحققها الثوار بمكان ليس بعيد، عند معسكر القرميد قرب أريحا . في اليوم الثاني اقتحم الثوار أطراف المدينة، وسيطروا على عدة حواجز في أحيائه الشمالية والشرقية، وفرضوا حصار خانقاً على ما تبقى من حواجز قوات النظام وسط المدينة، في اليوم الثالث، استمرت المعركة بوتيرة أقوى، فدك الثوار معمل السكر الذي يعد من أقوى النقاط التي حولها النظام لثكنة عسكرية، وما إن حل الليل حتى حرر الثوار المعمل، وحاجز الأفندي داخل المدينة، وحاجز قرية بشلامون، ولم يتبق عليهم سوى توجيه الضربة القاضية . في اليوم الرابع، أنهى الثوار وجود قوات النظام داخل مدينة الجسر بعد اقتحام جميع الحواجز والنقاط المتبقية، وليأتي صباح الخامس والعشرين من نيسان 2015 بإعلان مدينة جسر الشغور محررة بالكامل، بنفس السيناريو الذي سارت به معركة تحرير إدلب المدينة ( أربعة أيام، وتحرير ). جسر الشغور والثورة: في جسر الشغور كانت أول الرصاصات تطلق على قوات نظام بشار معلنةً بدء الكفاح المسلح ضمن ثورة الحرية والكرامة التي بدأها الشعب السوري في 15 آذار 2011 ، كان ذلك في الخامس من تموز 2011 ضمن معركة مفرزة جسر الشغور الشهيرة التي قادها المقدم حسين هرموش، ضد المفرزة التي كانت تضم مئات عناصر الأمن وقوات ما يسمون (مكافحة الإرهاب) الذين أرسلهم بشار لقمع المظاهرات السلمية في عموم محافظة إدلب. وكانت تلك المفرزة نقطة تجمع لهم، أربعة أعوام مرت على ذلك اليوم الذي شهد أول انتصار عسكري للثوار السوريين، بالرغم من قلة الإمكانات والخبرة، وكانت قبلها جسر الشغور تحتضن أجمل المظاهرات التي كان يحولها الجسريون إلى مهرجانات ثورية بامتياز، وهم الذين عانوا ما عانوا من حكم نظام الأسدين الأب والابن على حد سواء . جسر الشغور وحكم حافظ : كانت جسر الشغور من أول المدن الثائرة ضد حكم حافظ الأسد، في صباح الثالث من آذار 1980 خرجت أول المظاهرات في جسر الشغور، شارك فيها الطلاب والأهالي، رافعين فيها شعارات عدة طالبت حافظ الأسد بالرحيل من بينها : ( يا أسد مانك منا .. خود كلابك وارحل عنا ). لم يأت عصر ذلك اليوم حتى حطت 25 مروحية عسكرية، محملة بجنود الوحدات الخاصة الذين يقودهم علي حيدر، لتبدأ مجزرة استمرت قرابة ثلاثة أيام ، حصد فيها حقد حافظ الأسد الطائفي أرواح حوالي 500 من أبناء جسر الشغور، بطرق وحشية يندى لها الجبين . وظلت جسر الشغور مع غيرها من المناطق المنفضة في إدلب التي ناصرت حماه، ظلت طوال فترة حكم الأسدين الأب والأبن ، مهمشة ومنسية، حتى خرج أول صوت للحرية في درعا يوم الخامس عشر من آذار 2011، ليجد صدى له في أول أيام الثورة في جسر الشغور، التي كانت من أوائل المدن الثائرة على الابن كما كانت كذلك في عهد الأب . تحررت جسر الشغور اليوم، وستتحرر أريحا قريباً، لتكون إدلب أول المحافظات التي ستخرج بالكامل من قبضة الأسد؛ تحرير الجسر سيكون، بداية الطريق لدخول اللاذقية، التي يعول عليها بشار الأسد، كمعقل أخير له بعد طرده من دمشق.
سراج برس
المرصد الاستراتيجي
العربي الجديد
رامي سويد
الشرق الأوسط
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة