صفوان الأحمد
تصدير المادة
المشاهدات : 2976
شـــــارك المادة
أطلق عدد من الناشطين في مدينة ديرالزور شرقي سورية حملة أطلقوا عليها ( ارفعوا الحصار عن ديرالزور ) وتعتبر مدينة ديرالزور من المدن المنكوبة التي يعاني أهلها من حصار التنظيم من جهة والنظام من جهة أخرى.
وبحسب عدد من الناشطين فإن الأوضاع سيئة جداً في المدينة التي دخلت في شهرها الثاني تحت الحصار المشدد الذي يفرضه تنظيم الدولة الإسلامية على الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، هي التي دفعت بهم لإطلاق هذه الحملة لتذكير بمدينتهم، التي تعاني التدميرالمتواصل على يد قوات النظام وعناصر التنظيم. لكن هذا الحال ازداد سوءاً بعد فرض تنظيم الدولة لحالة حصار مشدد على مناطق سيطرة النظام السوري قاطعاً عنها جميع وسائل الاتصالات، ومانعاً المرور إليها أو عبور الأهالي والمواد الغذائية إليها، بعد أن حاول اقتحامها عدة مرات لكنه فشل في ذلك وتكبد خسائر كبيرة، كان آخرها مقتل عدد من قادة التنظيم على أسوار مطار ديرالزور بعد نجاح قوات النظام في صدهم ومحاولة الأخيرة التقدم إلى مناطق جديدة. من جهتهم، فقد أفاد عناصر داخل التنظيم أن هذا الحصار "ضروري وشرعي"، إضافة إلى سماح التنظيم للخارجين من المناطق المحاصرة بالعبور بأمان وعدم التعرض لهم، ليضيف "هذه حرب في النهاية وعلينا خوضها واستخدام جميع الأسلحة فيها"، بينما يرى عدد من الناشطين في هذه الحملة أن هذا الحصار يؤثر بالدرجة الأولى على المدنيين الموجودين في مناطق تخضع لأحد الطرفين دون أن يحقق أهدافه العسكرية. كما يصف أحد الناشطين في الهاشتاق الخاص بالحملة "هذا هو اليوم الـ 44 من الحصار، ودائماً أهالي المنطقة من المدنيين هم الطرف الخاسر الذي يدفع الثمن الأكبر، أما النظام فيستخدم المطار لتأمين مستلزمات جنوده كذلك التنظيم يستخدم حدوده مع العراق ومردوده من النفط والمحروقات وغيره, ليدفع فاتورة هذه الحرب الأطفال والنساء والشيوخ مع الشباب من أهالي دير الزور". يؤكد الناشطون أن العديد من المدنيين أجبروا على البقاء في بيوتهم التي لم تدمّر بسبب ضيق الحال وقلة الحيلة وهم من يعانون الجوع والعوز، وقد أثر الحصار في رفع أسعار العديد من المواد وبخاصة المواد الغذائية والمحروقات التي أخذت تختفي بشكل تدريجي، ما أجبر النظام على استخدام الحراقات البدائية لتأمين حاجته من النفط ومشتقاته.
لكن السؤال الذي يطرحه الناشطون هو "من هي مصادر النفط الخام الذي يحصل عليه النظام وبكميات كبيرة؟". الناشطون حاولوا توضيح "أن هذا الحصار موجه نحو المدنين أكثر منه ضد النظام مسقطين ادعاءات التنظيم"، وموضحين زيف دعواه الجهادية بقولهم: "أنكم تحاصرون أطفالاً ونساءً وشيوخاً ولا تحاصرون النظام، وكل شيء يحتاجه تؤمنه الطائرات، والعملاء منكم أيضاً يوفرون كل شيء للنظام، ولن يموت أحد من الجوع إلا المدنيين". معاناة متواصلة: يوجه العديد من الناشطين اتهامات وانتقادات للتنظيم في محاولته الاستحواذ على كل شيء حتى ولو كان على حساب المدنيين والخدمات المقدمة لهم، حيث قام تنظيم الدولة وخلال عدة أيام بشن حملة طالت المستشفيات والكوادر الطبية مستولياً على عدة مشافي في مدينة ديرالزور وريفها، وعلى ما يوجد داخلها من أجهزة وسيارات بدعوى اخضاع هذه المشافي للإدارة المباشرة من التنظيم، وقد كان المشفى الميداني في حي الشيخ ياسين آخر هذه المشافي التي تعرضت لمصادرة أجهزتها وسيارات الإسعاف. أوامر التنظيم تجاوزت المشافي إلى الصيدليات المجانية، حيث صدر قرار بإيقاف عمل هذه الصيدليات المجانية، وإيقاف صرف الدواء، وتوزيع حليب الأطفال والحفاضات، بينما يصف أحد الأهالي ما يجري بأنه دفع للناس لمبايعة التنظيم وبخاصة حصولهم على مورد ثابت للرزق وقدرتهم على التنقل بحرية، بعكس المدنين أو المناصرين الذين يخضعون لإجراءات أكثر تشدداً وصرامة في التنقل. يقول (سعد)، أحد أهالي حي (الحميدية): "جسر السياسية بقي لفترة طويلة ممنوعاً على المدنيين حيث كان لا يخرج من الجسر إلا عنصر الدولة، بينما يخرج المدنيون من معبر السفن الذي لا يبعد عن الجسر إلا أمتار قليلة، يمكن للعابرين من النساء والأطفال والشيوخ على متن السفن حاملين احتياجاتهم ومحدقين نحو الجسر الذي حاربوا من أجله لفك الحصار عن المدينة". يتابع (سعد) حديثه وهو يحدق نحو ركام الأبنية المنتشرة في أحياء ديرالزور: "أصيب الكثير من شباب الدير ومنهم من ضحى بدمائه لفتح ذلك الجسر أمام عامة الناس، لكننا اليوم نرى عليه من هم لا يستحقون دخول مدينتنا في تلك السيارات، أما النساء والأطفال والشيوخ على متن السفن يذوقون ذلك العذاب كل يوم". (عمر) من حي الجبيلة والنازح في قرية الكسرة يصف ما يحدث بغير العادل "أن عناصر التنظيم حاصروا وحاربوا المدني في المدينة بكل الطرق منعوا عنه المعونات التي كانت توزع كل شهر والخبز، بل ورواتب الأيتام بحجة أنه (مال مرتدين وكفرة)، وهم من يتمتعون اليوم بكل شيء في ديرالزور ". يذكر أن ريف مدينة ديرالزور يشهد ارتفاعاً في اسعار المواد الغذائية والتموينية جراء قطع النظام لطريق تدمر، ومنع عبور الشاحنات رداً على حصار الأحياء الخاضعة لسيطرته، حيث وصل سعر ربطة الخبز 20 رغيف 250 ل.س، بينما وصل كيس السكر 9500 ليرة سورية وكيس الطحين 6500 ل.ٍس. لعبة مزدوجة: يؤكد الناشطون والأهالي أن ما يحدث هو لعبة مزدوجة تهدف إلى تدمير المدينة، وقهر المدنيين يمارسها النظام السوري والتنظيم المتطرف، كما يقول (عمر): " تأكدت تماماً بأن الطرفين يلعبان ذات اللعبة، ففي حيي الجورة والقصور لا يعيش إلا الجيش والجيش الوطني فقد وقعنا بين خيارين في الأحياء المحتلة، إما أن تنتسب إلى الجيش الوطني أو أن تموت من الجوع، أما هنا في المدينة، أما أن تبايعهم أو أن ترحل قهراً وسجناً وتشريداً".
أورينت نت
أسرة التحرير
الأناضول
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة