إن حي بابا عمرو له من اسمه نصيب كبير، فقد سمي الحي بهذا الاسم نسبة للصحابي البطل عمرو بن معد يكرب وهو صحابي وشاعر اشتهر بفروسيته حتى لُقِبَّ بفارس العرب، وكان له سيف اسمه الصمصامة، وقد شارك في معارك الفتح الإسلامي في الشام والعراق وشهد معركة اليرموك والقادسية، ولم يتخلف عن حرب مع المسلمين ضد أعدائهم قط.

وكان عمرو بن معد يكرب طويل القامة وقوي البنية، حتى أن عمر بن الخطاب قال فيه: الحمد الله الذي خلقنا وخلق عمرواً، تعجب من عظم خلقه. في يوم اليرموك حارب في شجاعة واستبسال يبحث عن الشهادة، حتى انهزم الأعداء، وفروا أمام جند الله.
وقبيل معركة القادسية طلب قائد الجيش سعد بن أبي وقاص مددًا من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليستعين به على حرب الفرس، فأرسل أمير المؤمنين إلى سعد رجلين فقط، هما: عمرو بن معد يكرب، وطليحة بن خويلد، وقال في رسالته لسعد: إني أمددتك بألفي رجل. الطبراني.
وعندما بدأ القتال ألقى عمرو بنفسه بين صفوف الأعداء يضرب فيهم يمينًا ويسارًا، فلما رآه المسلمون؛ هجموا خلفه يحصدون رؤوس الفرس حصدًا، وأثناء القتال وقف عمرو وسط الجند يشجعهم على القتال قائلاً: يا معشر المهاجرين كونوا أسودًا أشدَّاء، فإن الفارس إذا ألقى رمحه يئس. فلما رآه أحد قواد الفرس يشجع أصحابه رماه بنبل، فأصابت قوسه ولم تصبه، فهجم عليه عمرو فطعنه، ثم أخذه بين صفوف المسلمين، واحتز رأسه، وقال للمسلمين: اصنعوا هكذا. وظل يقاتل حتى أتمَّ الله النصر للمسلمين. الطبراني.
وشارك بشجاعة في فتح نهاوند. سكن مدينة حمص بعد فتوح الشام وتوفي فيها سنة 87 للهجرة ودفن بمكان له بابان مطلان على المدينة فسمي المكان باسمه "بابا عمرو" ثم صارت شجاعات أهل هذا الحي فيما بعد تنسب للتراب الذي دفن فيه رجلٌ شجاعٌ كالصحابي عمرو.
يعتقد أن السيف الشهير بالصمصامة موجود في بابا عمرو. كما أن سيف خالد بن الوليد موجود في مسجد خالد الشهير الذي فيه ضريحه وهو في الخالدية أحد أحياء حمص الشهيرة.. إنها حمص بلد يقول التاريخ أن فيه رفات خمس مئة صحابي هم أهم كتيبة شاركت في فتوح الشام.. أبناء حمص هم أحفاد خالد وأحفاد عمر بن معد يكرب وبقية الصحابة الأبطال يجددون بطولات أجدادهم أنه التاريخ يجدد نفسه في معجزة الثورات.