المركز الصحفي السوري
تصدير المادة
المشاهدات : 3247
شـــــارك المادة
حاول نظام الأسد، طوال السنوات الثلاثة الماضية، إصدار القرارات والمراسيم التشريعية التي يعتقد أنها قادرة على ترميم العطب الذي أصاب بنيته العسكرية والاقتصادية، بموازاة عزوف عدد كبير من المطلوبين للخدمة العسكرية عن الالتحاق بمواقعهم وثكنات تجنيدهم، وتخلفهم عن الخدمة، واقتصار المنضمين على عدد قليل ومعظمهم من الساحل السوري، معقل النظام.
ويشار إلى أن الجيش السوري النظامي يعاني من نقص شديد في عدد العسكريين على مختلف الرتب والاختصاصات، في حين يمتنع مئات الآلاف من الشباب السوري عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية، في ظل الظروف الحالية من انتشار العنف وعدم ظهور بوادر حل يوقف سفك دماء السوريين ويحقق مطالبهم بالحرية والكرامة. وقد كشف ضابط رفيع في "إدارة التجنيد العامة" وهي الإدارة المسؤولة عن تنظيم الدعوة إلى خدمة العلم (الإلزامية) في الأركان العامة في الجيش السوري، أن نسبة المتخلفين عن تلبية الدعوة للخدمة من المكلفين بلغت حوالي 65% في الدورة الأخيرة.
وقال الضابط إن النسبة تتفاوت من منطقة إلى أخرى، ومن مستوى تعليمي إلى آخر ، إلا أن متوسط النسبة الإجمالي على مستوى محافظات القطر بلغ 70% بالنسبة لذوي التعليم المتدني، وحوالي 60% لذوي لتعليم المتوسط والعالي. وهو يرتفع في المحافظات التي تشهد مواجهات عسكرية، مثل إدلب، إلى حوالي 90% وأكد الضابط أن الجيش بات يعتمد بشكل أساسي على المتطوعين، مشيراً إلى أن هناك حالة "تكفكك" حقيقية في الجيش السوري، وأن بعض الوحدات العسكرية البرية، لم يبقَ منها أكثر من 50%، بينما هناك وحدات عسكرية لم تعد موجودة عملياً، مثل الفرقة 18 في حمص التي تبخرت بشكل شبه كامل. فهذه الفرقة شهدت أول انشقاق في أوساط الضباط ( المقدم حسين هرموش)،لم تعد موجودة عملياً، ومن تبقى من ضباطها وصف ضباطها وجنودها دون أن يفر أويقتل في المواجهات العسكرية أو يجري اغتياله على أيدي الجماعات المسلحة، جرى ندبهم ليكونوا بمثابة "شرطة حفظ نظام" في شوارع حمص، وبعض الأماكن الأخرى في المنطقة الوسطى. لذلك بات مئات الآلاف من الشباب مطلوبين إلى "نظام الأسد" للخدمة العسكرية، وحوالى 60% من الشباب المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، هم طلاب جامعات تركوا دراستهم، لأنهم باتوا مطلوبين إلى النظام، ظناً منهم بأن الأحداث في سوريا ستؤدي في نهايتها إلى تفكك النظام وخلاصهم من الخدمة العسكرية. "الشاب مصطفى" من ريف إدلب الجنوبي، 27 عاماً، يقول: لقد تركت دراستي وأنا في السنة الرابعة في كلية الآداب بجامعة حلب قسم "جغرافية"، في بداية الثورة أصبحنا نتعرض لمضايقات من قبل الأجهزة الأمنية، وخاصة الطلاب من (محافظة إدلب و حماة و درعا)، ولقد تعرضت للاعتقال في بداية الثورة لمدة 22 يوم في فرع المخابرات الجوية بحلب، بتهمة التظاهر بالمدينة الجامعية.
وبعد خروجي من المعتقل تركت دراستي، وتخلفت عن الخدمة الإلزامية، بسبب عدم حصولي على التأجيل من الجامعة، ويضيف "مصطفى أنا لست الوحيد الذي ترك دراسته، فهناك مئات الآلاف من طلاب الجامعات الذين تركوا دراستهم نتيجة التخلف عن الخدمة الإلزامية". لا يخفى على أحد داخل سوريا أو خارجها بأن الجندي في الجيش السوري الجوعان و العريان سيحقق أي نصر؛ لأن الانتصارات لا يحققها إلا الأحرار.
عبد الرحمن خضر
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة