..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

أطفال الشوارع.. مستقبل ينام في أزقة اللاذقية

بنان الحسن

٥ يناير ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3288

أطفال الشوارع.. مستقبل ينام في أزقة اللاذقية
1012015150441.jpeg

شـــــارك المادة

تمشي سمية بحذر بعد صلاة العشاء وسط ظلام يلف المكان، بسبب انقطاع مستمر للكهرباء كي لا تطأ قدماها بالخطأ يد طفل ينام على رصيف أحد شوارع حي مشروع الصليبة بمدينة اللاذقية.

 


سمية وهي أخصائية نفسية، تقول للجزيرة نت "ظاهرة أطفال الشوارع وتشردهم باتت عامة في اللاذقية، هم ضحية صناعة حرب لا يمتّون إليها بصلة، أفرزتهم حالات اليتم والفقد والنزوح التي شهدتها البلاد خلال السنوات السابقة".
وتضيف "أشعر بالعجز تجاههم، فالجمعيات الخيرية في اللاذقية مسيّسة ومحكومة من كبار الشبيحة في المدينة، وأعمالها الخيرية موجهة للنازحين المؤيدين للنظام بشكل كامل، بينما تبقى هذه الفئة من الأطفال تلتقط رزقها من بقايا فتات قمامات الشوارع أو ما يجود به بعض المتعاطفين معهم".
وتتابع "لا يزال يحفر في ذاكرتي الطفل محمد فتاحي الذي مات من شدة البرد في وسط سوق الداية بالمدينة، فنحن تحت القبضة الأمنية القوية لا نستطيع أن نتعامل كأخصائيين مع هذه الظاهرة بشكل جماعي وإلا تعرضنا للمساءلة الأمنية أو الاعتقال، من الجيد أن تنقذ طفلاً من التشرد ولكن بالمقابل هناك المئات منهم على أرصفة اللاذقية".
أيتام الثورة:
وأحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في نهاية عام 2013 وجود نحو 30 ألف يتيم خلال الثورة السورية لم يجدوا الكفيل الضامن والكافي لحاجتهم، ويصف الباحث الاجتماعي محمد الفاتح وضع أيتام النازحين في اللاذقية بالمأساوي.

ويضيف "كلما سنحت لي فرصة التجول بالمدينة بعيداً عن أعين الشبيحة أحاول أن أتحدث مع هؤلاء الأطفال وأتلمس احتياجاتهم، كي أبعدهم عن شبح التشرد وأكفيهم مؤونة التسول وخاصة الفتيات الصغيرات بحسب قدرتي المادية".
ويكمل "أرعى الفتيات تحديداً لإبعادهن عن خطر اصطيادهن من قبل الشبيحة، مثل ما حدث مع إحدى الفتيات التي كانت تتسول في ساحة الشيخ ضاهر وسط البلد، فسمعتُ عنصرين من الشبيحة وقد قررا أخذها فأسرعت إليها محذرا حتى استطاعت مغادرة المكان بأمان، هناك العشرات من القصص التي يُعثر فيها يومياً على حالات الأطفال المشردين حتى مع أمهاتهم".
تمييز مناطقي:
ويؤكد ناشطون سوريون من مدينة اللاذقية أن هناك تمييزاً مناطقياً يعاني منه النازحون في المدينة من قبل الجمعيات الخيرية التابعة للنظام، فنازحو إدلب وحلب لا يستوون مثلاً مع نازحي قرى الجبل العلوية المؤيدة لنظام بشار الأسد.
قبل أن يفترش قطعة من الورق المقوى يمدها على رصيف الشارع، ترقب عينا سامر عيون المارة، فهو لا يريد شفقة من أحد، فقد تعود على بيع الورود في شوارع اللاذقية، بهذه الجمل، يصف مالك عبود -أحد المنتسبين إلى جمعيات خيرية- الطفل سامر الذي تعود على النوم يومياً بعد صلاة العشاء على رصيف مقابل لمدخل بيتهم.
ويقول مالك "انتسبت متطوعاً في جمعيات خيرية حتى أتمكن من زيارة النازحين ومعرفة أحوالهم سواء في المدينة الرياضية أو مخيم كرسانا على طريق كسب الذي عندما تدخله تجد اهتماماً واضحاً ومعونات مستمرة وبرامج ترفيهية لأطفال النازحين حفاظاً على صحتهم النفسية فقط لأنها منطقة تجمع نازحين من قرى علوية مؤيدة".
ويتابع "في المقابل تجد في المدينة الرياضية الفاقة والفقر حيث يضطر الأهالي لإرسال أطفالهم للعمل والتسول في الشوارع لأن غالبيتهم فقد المعيل في الحرب الدائرة".

 

 

 

 

الجزيرة نت
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع