عوض السليمان
تصدير المادة
المشاهدات : 3174
شـــــارك المادة
يبدو أننا أخطأنا بحق السادة أعضاء الائتلاف إذ قلنا إنهم يغطون في نوم عميق، عندما لم يحركوا ساكناً في مواجهة قرار مفوضية الأمم المتحدة بتخفيض مساعدات اللاجئين السوريين في دول الجوار بنسبة أربعين بالمائة.
بعد قرار المفوضية المشؤوم هذا، والذي جاء ضمن التعامل الدولي اللاأخلاقي ضد الشعب السوري، تشجعت دول عربية وعالمية على الاستمتاع بإهانة السوريين والتقليل من شأنهم. كيف لا، إذا كانت الأمم المتحدة نفسها تساهم في مثل هذا العمل الشائن.
مجلس الوزراء الأردني، أعلن قبل يومين عن تبنيه لقرار يحرم السوريين في المملكة من العلاج المجاني في المشافي العامة، مع العلم أن الأردن دولة فاعلة في ما يسمى مجموعة أصدقاء سورية!، ناهيك عن الإهمال الذي تعرض له السوريون في مخيم الزعتري ومنعهم من العمل بذريعة الضرورات الأمنية.
من جانبه، لم يتأخر لبنان "الشقيق" عن تنفيذ المطلوب منه في الإساءة للسوريين، حيث قررت الحكومة مشكورة، أن تخلي مخيم "المرج" من قاطنيه قبل صباح يوم الاثنين 24/11/2014.
بما يعني أن مئات من اللاجئين السوريين سيبيتون في العراء وهم من صغار السن والنساء والعجزة، وربما لن يناموا في العراءـ إذ قد يبيتون في "حضن حزب الله" الذي ينتظرهم بفارغ الصبر، ليطبع على جبهاتهم "لن تسبى زينب مرتين".
في مصر، يُمنع السوريون من رفع علم الثورة، ومن الاعتصام، أو التنديد علانية بحكم بشار الأسد، وعليهم ألا يتكلموا عن الثورة والثورات لأن ذلك يجرح مشاعر السيسي الذي وصل إلى الحكم بطريقة ديمقراطية شفافة، حيث انتخبه كل بائعي المخدرات والمجرمين والراقصات أيضاً.
لا أريد أن أحدثكم عن الإمارات العربية المتحدة، التي تسمح لأنصار الأسد بالتظاهر بمنتهى الحرية وتمنع أنصار الشعب من الحركة، خوفاً على الأمن الوطني بالطبع.
هذه عينة مما يتعرض له السوريون في دول الجوار العربية والصديقة للشعب السوري، فكيف بتلك التي تقف ضده وتؤيد بشار الأسد كالعراق وإيران مثلاً؟
من قال إن الائتلاف نائم عن كل هذا؟
وإنه صامت عن تذكير الأمم المتحدة بواجب كل أعضائها تجاه اللاجئين السوريين؟
من قال إن الائتلاف يصمت عما تعرض له اللاجئون على الحدود السورية الأردنية طوال العام الماضي؟
ومن قال إنه لم يسمع أصلاً بما حدث للسوريين في مخيم "كاليه" في فرنسا؟. وإنه صمت عن كل إهانة عاشها "شعبهم" في بقاع الدنيا كلها.
الحق يقال، إن الائتلاف ليس نائماً ألبتة، ولكن أعضاؤه مشغولون بانتخاب الحكومة الجديدة، وقد اختلفوا بينهم، وهم منذ ثلاثة أيام في "انتظار الحل التوافقي من خلال المباحثات الماراثونية".
فميشيل كيلو وجماعته لا يريدون أن يحتفظ الائتلاف بالخارجية، بينما يصر البحرة وأصحابه على الحقيبة تلك.
ولا أحد يعرف ماذا يستفيد الشعب السوري من الائتلاف وخارجيته.
الأجمل من ذلك أن يشدد البحرة في تصريحاته الأخيرة "على أن القرار السوري يصنعه السوريين، كل السوريين ولا يمكن لأحد أن يتفرد بالقرار في هذه المرحلة الخطرة".
هل من المعقول أن هادي البحرة لا يعرف أن السوريين لم يطلبوا منه تمثيلهم، ولم تجر أي انتخابات على شرعيته أو شرعيه مؤسسته.
وربما أن كثيراً منهم لا يعرفه ولم يسمع باسمه أصلاً.
والأنكى أن الرجل يطالب بتشكيل حكومة خبرات! وهو نفسه لا يملك أي خبرة بالعمل السياسي، وإنما تعادل خبرته خبرة سابقيه الشيخ المهندس معاذ الخطيب والسيد أحمد الجربا.
باختصار، لا ينطبق على الائتلاف ما ذكرناه عنهم سابقاً بأنهم يغطون في نوم عميق، بل يصح في وصفهم قول أهل الشام، عربْ وين وطَنبورة وين.
العصر
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة