حسن قطان
تصدير المادة
المشاهدات : 3141
شـــــارك المادة
وسط ساحة حي بستان القصر بمدينة حلب وقف عشرات الناشطين بصفٍّ واحد وهم يلبسون قمصاناً بيضاء كُتِبَت عليها عبارة "استنشاق الموت" بكلتا اللغتين العربية والإنجليزية، وهو الشعار الذي ترمز إليه الحملة التي تُنظَّم عالمياً لتحريك الرأي العام العالمي بشأن قضية مجزرة الكيميائي، التي سقط فيها نحو 1400 سوري فجر يوم 21 أغسطس/آب العام الماضي.
وحمل المشاركون في الفعالية لافتاتٍ ورسوماتٍ هزليةً تدين المجتمع الدولي، وتحمِّله مسؤولية الصمت عن الجرائم التي يقولون إنّ نظام بشار الأسد يرتكبها بحق الشعب السوري منذ بدء الثورة حتى الآن. وبعد دقائق طويلة من الهتاف والأغاني الثورية التي عبَّر من خلالها المتظاهرون عن تضامنهم مع أهالي المدن والبلدات التي تعرضت للقصف الكيميائي شرع الحاضرون بإطلاق البالونات في السماء، حيث جرى تلوين هذه البالونات باللونين الأحمر والأصفر، في إشارة إلى الخط الأحمر الذي رسمه البيت الأبيض لنظام الأسد والذي تجاوزه باستخدامه السلاح الكيميائي، كما قال ناشطون شاركوا في الفعالية. خطوط زائفة: "لم نعد نحتمل كذبهم بعد الآن" هذا ما قاله الناشط براء الذي شارك في التظاهرة، وتابع "استمروا بالكذب علينا طوال العام الماضي"، وزاد "عاقبوا المجرم بتجريده من سلاحه الكيميائي في مسرحية هزلية، ليتركوه بعد ذلك طليقاً دون أي عقاب، أهَذان هما الأمن والسلم الدوليان اللذان يقومون بحمايتهما؟ أهكذا يُؤخَذ حقُّ الضحايا؟". ويرى يوسف -وهو ناشط آخر كان بين المشاركين-أنه "لا فائدة مرجوَّة من المجتمع الدولي"، موضحاً عدم اهتمام هذا المجتمع بثورة الشعب السوري منذ البداية، وأضاف "منذ البداية نعلم أنهم لم يهتموا بقضيتنا ليكترثوا بضحايا الكيميائي، المجتمع الدولي هو من أعطى الضوء الأخضر للأسد كي يقوم بتنفيذها بعد صمته على مجازر سابقة، وكل الخطوط الحمراء التي رسمها أوباما كانت زائفة". وتحدث أبو عامر -وهو أحد منظمي الفعالية- وهو يضع كمامة طبية على وجهه كتلك التي تُستَخدَم في الأماكن التي تنتشر فيها الغازات السامة، عن الهدف من إقامتها، قائلاً: "هدفنا التضامن مع أهالي الغوطتين عبر التظاهر، وهو أقل ما يمكننا فعله لهم اليوم بعد أن خذلهم الجميع". وتابع "جئنا إلى هنا كي نقول إننا لن ننسى ولن نسامح المجرم بشار الأسد مهما طال الزمن، سنظل نطالب بمحاسبته حتى ينال العقاب المناسب"، ويضيف "نَحمِل اليوم الكثير من الغضب في قلوبنا على الأسد أولاً، وعلى كل من قام بتسهيل الجريمة له أو غض البصر عنه، لقد تلاقت مصالحهم معه في نزع السلاح الكيميائي، وحينها تماماً دُفِنَ الضمير العالمي مع ضحايا المجزرة". قَسَم الثورة: المشاركون في الفعالية تعاهدوا على الاستمرار بالثورة على النظام السوري حتى إسقاطه، فأدَّوا ما يعرف بـ"قَسَم الثورة"، حيث تجمهر المتظاهرون ورفعوا أيديهم ليقسموا بصوت واحد ويعلنوا معاً عدم تراجعهم عن أهداف الثورة حتى تحقيقها بالكامل.
يُذكَر أن الغوطة الشرقية ومعضمية الشام بريف دمشق -أبرز معاقل المعارضة السورية- تعرضتا يوم 21 أغسطس/آب العام الماضي لهجوم بغاز السارين أدَّى إلى مقتل أكثر من 1400 من المدنيين. ونجح النظام السوري في تفادي ضربة عسكرية غربية على مواقعه بفضل اتفاق رعته روسيا الداعمة لبشار الأسد، يقضي بتدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، وهو ما تمَّ فعلاً حيث أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الشهر الجاري الانتهاء من تدمير هذه الترسانة.
الجزيرة نت
أحمد أرسلان
راني جابر
مجلة البيان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة