عماد جبريل
تصدير المادة
المشاهدات : 3160
شـــــارك المادة
بعد ازدياد أعداد المهاجرين السوريين الذين يحاولون الفرار من همجية الأسد، تدخل رواية الهجرة عبر البحر فصولا جديدة من القتل عمداً، في عرض البحر، ورميهم للقروش والحيتان لتأكلهم وتخفي أثرهم.
يأتي ذلك بعد ما كشفت السلطات الإيطالية قبل أيام عن مقتل أكثر من 100 مهاجر سوري، كانوا على متن مركب متجه من تونس إلى السواحل الإيطالية، قضى معظمهم نتيجة رميهم في البحر وبعضهم طعن بالسكاكين قبل رميهم.
وقال شهود عيان توانسة على متن المركب: إن أحداث مروعة شهدها المركب في عرض البحر وإن المهاجرين اقتتلوا فيما بينهم، بعد أن خرجت مجموعة مذعورة كانت مختبئة في قلب المركب بعد شعورهم بالاختناق مطالبين بالعودة للشواطئ التونسية، واشتبكوا مع مجموعة من الشبان على سطح المركب، وقاموا برمي 50 منهم في البحر فورا فيما طعن 60 آخرين قبل رميهم. واعتقلت السلطات الإيطالية، فلسطيني وآخر سعودي، وشخصين من المغرب وآخر سوري مع مهربيين تونسيين، بتهم القتل بعد أن عثر على جثة 30 شخصاً بينهم طفل، كانت محتجزة في غرفة المحرك، ويبدو أنهم ماتوا اختناقاً في المركب الذي كان يحمل 560 شخصاً من المهاجرين غير الشرعيين أغلبهم سوريين. وكانت مالطا قد عثرت على 29 جثة فى قارب من خشب قبالة جزيرة (لامبيدوزا) الإيطالية، وبحسب السلطات العسكرية في مالطا، فإن المهاجرين قد يكونوا قتلوا "دهساً" خلال فوضى على سطح القارب أو اختناقاً بغاز (العادم)، بحسب أجهزة الإغاثة الايطالية لكن تفاصيل حدوث المجزرة لم تتبين بعد. من تشبيح الأسد الى تشبيح خفر سواحل اليونان: ولعل الأحداث التي تعرض لها مجموعة من الشبان السوريين عند سواحل اليونان أكثر غرابة مما سبق، بقصة (مصطفى) عندما قرر برفقة ستة من رفاقه السفر الى أوربا عبر قوارب الموت بحثا عن لقمة العيش وإعالة عوائلهم في الداخل السوري المحرر، وهم اللذين تركوا مقاعد الدراسة هربا من ويلات الحرب في سوريا، وضاقت بهم السبل في دول الجوار ( تركيا) فاتخذوا القرار بالذهاب لإحدى الجزر اليونانية المحاذية لتركيا ومنها إلى احدى بلدان الإتحاد الأوربي ظننا منهم أنهم في الطريق إلى "بلاد الأحلام ". وإن كانت الرياح جرت بما تشتهي المراكب، بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، اضطروا في نهايتها للسباحة 2 كيلو متر، وبقوا في الأحراش لأكثر من سبع ساعات قبل أن تلقي الشرطة اليونانية القبض عليهم، وروى مصطفى قصته: "حين وصولنا شواطئ الجزيرة شعرنا بالأمان، ظنناً منا أننا أصبحنا في بلد يحترم حقوق الإنسان، لكن الواقع كان خلاف ذلك تماماً، طلبنا المياه، فقابلونا بالصراخ والاستهتار، ثم حققوا معنا واحتجزونا لمدة 16 ساعة متواصلة دون طعام أو مياه. وتعرضنا للمعاملة السيئة لنفاجأ بدخول ملثمين قاموا بعصب أعيننا وتكبيل أيدينا ووضعونا بقارب صغير ومضوا بنا في البحر إلى مكان قريب من المياه الإقليمية التركية، حيث تركونا هناك وعادوا بقواربهم باتجاه اليونان، وقمنا بالصراخ، إلى أن وصل مركب لخفر السواحل التركية وأنقذنا". سماسرة وتجار أرواح ناهيك عن مئات السماسرة الذين يمتهنون التهريب عبر مراكب الموت في كل من مصر وليبيا وتونس وغيرها، وهم لا يبالون في التضحية بالعدد الزائد من الركاب في عرض البحر في حال تعرض المركب للخطر.
وتشير أنباء، أنه غالبا ما يتم التضحية بقائد الرحلة كون القوانين في ايطاليا وكافة بلدان أوربا تقضي بحبس قائد الرحلة من ثلاثة أعوام، إلى خمسة أعوام وعلى الرغم من ذلك، يتم يومياً تسير رحلات الموت، عبر قوارب الموت، عن طريق تجار الموت. وسبق أن أعلنت المفوضية العليا لشؤن اللاجئين أن أكبر مجموعة من المهاجرين "الغير شرعيين" على حد وصفها الذين وصلوا إلى ايطاليا بحراً هم من الجنسية السورية وتجاوز عددهم 11300 شخصا، وماتزال أرواح السوريين تزهق على شواطئ باقي بلدان أوربا وكلهم هربوا من الموت بقذائف ونيران الأسد ليستقبلهم الموت بطريقة أخرى ربما لا تقل قسوة. كارثة لامبيدوزا ( الأفظع ): ولعل في الكارثة البحرية التي أودت بحياة 374 شخطا من السوريين والفلسطينيين قبالة سواحل جزيرة ( لامبيدوزا) الإيطالية في 3 و11 من تشرين الأول من العام المنصرم المثال الأكبر على ذلك، 374 بريئا قضوا في تلك الواقعة الأليمة، دفنوا في مقابر ايطالية متعددة بعيدا عن التراب الذي ولدوا وتربوا فوقه، قبل أن يهجِّرهم الطاغية القابع في قصر المهاجرين بدمشق، على أيدي جنوده و"شبيحته" الأوفياء. كل ذلك يحصل ولازال صمت القبور يخيم على الدول والجهات المسؤولة عن دفع هؤلاء الأبرياء للمخاطرة بحياتهم للبحث عن ملجأ آمن، بعد اضطهادهم والتنكيل بهم من قبل نظام شرد الملايين من أبناء سورية.
أورينت
هيئة الشام الإسلامية
سراج برس
عمر يوسف
المختصر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة