عامر قلعجي
تصدير المادة
المشاهدات : 2664
شـــــارك المادة
"نحن الأنصار والسوريّون هم المهاجرون وعلينا أن نقوم بواجب الضيافة"، كلمات كان يقولها رئيس الوزراء التركي السابق رجب طيب أرودغان والرئيس الحالي لتركيا في كلّ خطاب يتوجّه به إلى الشعب التركي، وذلك من أجل حثّ الأتراك على مساعدة الوافدين السوريين في كلّ مجالات الحياة.
وشملت التسسهيلات مجالات التعليم والصحة وتسهيلات في المشاريع الاقتصادية وإعفاء السوريين من ضرائب كثيرة وانتشار المخيّمات الكثيرة التي تحتضن العائلات النازحة والمنظمات الإغاثيّة التركيّة التي تعين الأسر الفقيرة، وكلّ ذلك بعمل مستمر من أرودغان لتسهيل المعيشة لدى السوريين على حسب رأي الكثيرين. تسهيلات: منذ أكثر من ثلاث سنوات والعائلات السوريّة المتواجدة على طول الحدود الشمالية لسوريا تنزح إلى المدن الحدوديّة التركيّة طلباً للأمان، تطوّر الأمر وأصبح السوريون يمشون في شوارع استنبول وأنقرة دون وجود أيّ شيء يثبت دخولهم البلد. وبدأت موجة من القرارات تصدر كل فترة وفترة هدفها مساعدة السوريين على التأقلم في التعايش مع طبائع وعادات الأتراك، لدرجة أنّ بعض العائلات السوريّة قرّرت الاستقرار التام في تركيا وحتّى قامت بعضها بشراء المنازل وفتح المشاريع الاقتصاديّة، في حين قام بعض الأهالي ممن لهم أصول بتركيا بالسعي لكسب الجنسيّة التركيّة من أجل التمتّع بحقوق وواجبات المواطن التركي كاملة. وانتشرت ورشات الخياطة السورية ومصانع للألبسة وتجّار لقطع الأثاث وآخرون اختصّوا بتجارة المواد الغذائيّة السوريّة، أمّا أصحاب الكفاءات العلميّة فقرّروا افتتاح عيادات طبيّة كلّ ذلك بشروط إداريّة يسيرة وممكنة تراعي في مضمونها قدرة صاحب العمل الماديّة، في سياق منفصل أعلنت الحكومة التركية منذ أكثر من سنة بفتح المشافي الحكوميّة للسوريين وتأمين معالجتهم مجاناً مثلهم مثل أيّ مواطن تركي في حين أطلقت المنظمات الإغاثيّة والصحيّة لدعم السوريين في المخيّمات وداخل الأحياء الشعبيّة. أمّا فيما يخصّ التعليم فقد خصّت قرارات وزارة التعليم العالي منذ سنتين بفتح باب التسجيل للطلّاب السوريين المستجدّين والذين انقطعوا عن دراستهم، بسبب أحداث سوريا، لكن هذه السنة سهّلت الحكومة التركيّة هذه الشروط وذلك بعد اعتماد الشهادة الثانوية الليبية والتسجيل بناء على بطاقة الضيف التي يحصل عليها السوري عند تسجيله في دار المختار الموجود في الحي الذي يقطنه. الشاب (أمجد) مضى على تواجده في تركيّا نحو عام ونصف العام، وقد تأقلم على العيش هنا بغازي عنتاب، خاصّة بعدما سجّل في الجامعة وهو الآن يدرس ويعمل في آن واحد قال لأورينت نت: "واجب علينا أن نشكر الأتراك حكومة وشعباً لما قدّموه للسوريين من خدمات لم تقدمها أيّ دولة عربيّة". وقفة شكر: بسبب كثرة الوافدين السوريين إلى مدن تركيّا ونتيجة لتعقّد العلاقات بينهم وبين الأتراك، بعد المشاكل التي قام بها بعض السوريين في كلّ من كلّس وعينتاب واسطنبول قام بعض النشطاء وقتها بالعديد من الحملات منها كان تقديم رسالة شكر لتركيّا لما قدّمته للسوريين كإهداء الأزهار للمواطنين الأتراك أو كراتين كُتب عليها رسالة شكر للحكومة والشعب التركي. الحملات كانت كثيرة ويقول البعض أنّها كانت سبباً رئيسيّاً لإزالة الحساسيّات التي أثارها نشطاء الحزب المعارض لأرودوغان، في سياق منفصل حملت الأيّام الماضية قلقاً شديداً للسوريين بسبب التخوّف من فوز الحزب الجمهوري الذي يقوده إحسان أوغلو. الشاب (أحمد عليوي) قال "نتمنّى جميعاً كسوريين أن يفوز برئاسة تركيّا رجب طيّب أرودغان وليس الحزب الجمهوري المعارض، وذلك لأسباب تتعلّق بتعارض مصالح السوريين مع القوميّة التي تفرضها مبادئ الحزب الجمهوري، لكن بعدما سمعنا بنتيجة التصويت ارتحنا كثيراً وأصبحنا نبارك بعضنا كسوريين ونبارك لجيراننا الأتراك المنتمين لحزب العدالة والتنمية". فرحة وارتياح انتاب نفوس العائلات السوريّة بعد خبر فوز أرودغان بانتخابات الرئاسة، لكنّ الغصّة أكبر عندما المواطن السوري يفرح للتركي بفوز رئيس ما فيما نظام الأسد يفتك بالشعب ويقتل منه العشرات كلّ يوم.
أورينت
أسرة التحرير
شبكة شام الإخبارية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة