سعيد دوبا
تصدير المادة
المشاهدات : 8756
شـــــارك المادة
بتصميم على الثورية منقطع النظير قدمت معضمية الشام وبشكل مذهل جداً ولا تزال تقدم أكثر مما هو مطلوب منها ثوريًّا وكجزء من الثورة السورية في الوطن الكبير... يقف المحللون مذهولين أمام الوعي الثوري الذي يمتلكه أبناء هذه المدينة الذين صمدوا في وجه نظام مجرم لم يعرف له التاريخ في الإجرام والطائفية مثيلًا،
بالكلمة الحرة والسلمية التي وقف أمامها النظام حائراً وحاول جاهداً توريطها بشتى السبل في أعمال عسكرية ضده حتى يصفها بالإرهاب ويقمعها بشدة، ولكن أبناء المدينة كانوا أذكى ولم يعطوه هذه الذريعة شهورًا والكل يذكر تخلّي بعض عناصر النظام عن أسلحتهم وقيام وجهاء المدينة بإعادتها لجيش النظام. وحين أمعن النظام المجرم في إهانة أبناء المدينة والتنكيل بهم حق الحق في المدينة فانبرى مجموعة من الشباب الثوري من أهل المدينة إلى مقاومة الإجرام الطائفي البشع الذي تقوده العصابة الأسدية فحمل بندقيات صيد وأسلحة خفيفة استطاعت ردع الإجرام ريثما قام بعض الأهالي المدنيين بمغادرة المدينة في حين بقي قسم كبير أيضاً داخلها، وبدأت المقاومة الحقيقية للإجرام الطائفي البشع الذي لجأ لاعتقال أبناء المدينة لمجرد أنهم من المعضمية. ولجأ المجرمون إلى الحصار والتجويع على مرأى العالم وبصره وسقطت مع الحصار أكذوبة العالم المتمدن والقيم والقانون الأخلاقي الذي يحكم الأمم... وأعطي النظام الطائفي المجرم كل التسهيلات لتنفيذ جريمته العلنية في القتل والتدمير، وأرعبه صمود المدينة وإصرارها على الانتصار... وبدأت خسائره تكثر وجثامين الطائفيين تعود إلى مهدها مكللة بالعار بسبب الوقوف في جانب الإجرام... وأخيرًا -بسبب ازدياد قتلى عناصر النظام وشبيحته- عرض الهدنة على المقاتلين الصامدين مقابل إيقاف الحصار المجرم... وعرضت الفكرة على أهل المدينة وعلى الناشطين في قيادة الثورة السورية وتم حساب نقاط القوة ونقاط الخسارة في هدنة مع الإجرام خاصة أن السلاح والعتاد لا يتدفق على الثوار، وقد مكر بهم الداني والقاصي، وبدأت المفاوضات التي لم تكن يومًا بمعزل عن الناشطين في قيادة الثورة السورية، وتبين أن المكاسب جيدة على عكس ما يروّج له إعلام النظام الطائفي المجرم الكاذب، فالنظام هو الذي لجأ للهدنة وبحث عن كل سبيل لإبرامها، وبأي طريقة ممكنة، وقد كان من نتائجها: 1. النظام المجرم وعلى عكس ما يروج له إعلامه الفاجر أُجبر على توقيع الهدنة مع الثوار في مدينة معضمية الشام، إذ لو كان منتصرًا لما كان مضطرًا لعقد هدنة مع من يحاربونه، وكل ما يقال غير ذلك تجميل لأفعال النظام الطائفي المجرم وكلنا يذكر قصة الكيماوي الذي استخدمه في هذه المنطقة بوحشية منقطعة النظير، وكيف أن تسليمه للغرب صار نصراً مؤزراً عند الإعلام الفاجر. 2. سلاح الثوار في أيديهم وهم في المدينة يحمونها. 3. انتصر الثوار عند حاضنتهم من أهل المدينة... فكل ثائر بطل واستقبالهم للأهالي ينطق بذلك. 4. ازداد ارتباط الأهالي بشهداء المدينة الأبرار الذين ضحوا في سبيل رفع الظلم عن هذه المدينة الثائرة، و1400 شهيد من أبناء المدينة، ومن كل العائلات فيها بلا استثناء رمز يوحد المدينة ويجعلها شامة في خد الثورة السورية المباركة. 5. انفرجت أحوال المدينة من جهة فك الحصار وإدخال المواد الغذائية التي سيستفيد منها الثوار في التزود للمستقبل فالمعركة مستمرة. 6. أعلنت الهدنة هزيمة النظام المجرم وبداية انتصار الدم على سيف الإجرام وأفول عرش الظلم. 7. بدا النظام متلاعباً بأتباعه الذين غرر بهم، فمرة يأمرهم بالقتال ومرة يطالب بالهدنة والمصالحة، حتى فقد كثير منهم عقله من حمق قادة النظام المجرمين الطائفيين الذين جعلوا منهم وقوداً لحرب ظالمة، وأضحوا ورقة خاسرة في أيدي أنظمة طائفية في المنطقة فخسروا كل شيء. وفي الحراك الإعلامي الذي أعقب توقيع الهدنة تقدمت معضمية الشام إلى واجهة الأحداث من جديد، وبادر بعض المتسرعين إلى انتقاد هذه الهدنة ورأوا أنها استسلام، ولكن هؤلاء -وهم قلة- لم يعرفوا أن هذه المدينة الثائرة قد قطعت (كرت) النظام الطائفي المجرم إلى الأبد، وأنها تجد نفسها في قلب الثورة، وأنها شعلة من شعلها إلى يوم النصر النهائي القريب بإذن الله تعالى.
أسرة التحرير
وكالة قاسيون
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة