صحيفة الحياة
تصدير المادة
المشاهدات : 8037
شـــــارك المادة
قالت مصادر مطلعة على التحركات العسكرية إنه مع اقتراب الحرب السورية من بداية عامها الرابع، صعّدت إيران دعمها على الأرض للرئيس بشار الأسد وزودت سورية بفرق خاصة لجمع المعلومات وتدريب القوات. ويساهم هذا الدعم الإضافي من طهران، بالإضافة إلى شحنات الذخائر والعتاد من موسكو، في بقاء الأسد في السلطة فيما لم تستطع قواته أو مقاتلو المعارضة حسم الوضع في ساحة المعركة.
وحتى الآن أنفقت إيران بلايين الدولارات على دعم الأسد، وعلى رغم أنه ليس جديداً وجود عسكريين إيرانيين في سورية، فإن كثيراً من الخبراء يعتقدون أن إيران أرسلت في الشهور الأخيرة مزيداً من الخبراء لتمكين الأسد من التفوق على خصومه في الداخل والخارج. ويعتقد محللون أن زيادة الدعم تعني أن الأسد ليس مضطراً إلى تقديم تنازلات في محادثات السلام المتعثرة في جنيف. خبراء عسكريون وتقول مصادر إيرانية مطلعة على حركة انتقال العسكريين ومصادر بالمعارضة السورية وخبراء أمنيون إن الأسد يستفيد الآن من نشر طهران مئات من الخبراء العسكريين الإضافيين في سورية. ومن هؤلاء قادة كبار من قوة القدس الخاصة التي تكتنف نشاطها السري، وهي الذراع الخارجية لقوات الحرس الجمهوري الإسلامي، بالإضافة إلى أفراد من الحرس الجمهوري. وتقول مصادر في إيران وخارجها إن مهمة هذه القوات ليست الاشتراك في القتال، بل توجيه القوات السورية وتدريبها والمساعدة في جمع المعلومات. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية: قلنا على الدوام أننا ندعم أشقاءنا السوريين ونحترم إرادتهم، ايران لم تتورط في سورية قط بتقديم السلاح أو المال أو بإرسال قوات. ولكن مسؤولاً إيرانياً سابقاً كان يشغل منصباً رفيعاً على صلة وثيقة بالحرس الجمهوري، قال إن قوات إيرانية تعمل في سورية، وقال: إن قوة القدس تجمع المعلومات في سورية التي تعتبرها إيران أولوية قصوى، وأضاف أن بضع مئات من قادة قوة القدس والحرس الجمهوري موجودون في سورية، لكنهم لا يشاركون مشاركة مباشرة في القتال. وقال قائد في الحرس الجمهوري تقاعد في الفترة الأخيرة: إن القوات الإيرانية على الأرض تضم بعض المتحدثين بالعربية، وأضاف: أن عدد القادة الكبار من قوة القدس يتراوح بين 60 و70 فرداً في كل الأوقات. وقال القائد السابق في الحرس الجمهوري: إن هؤلاء الأفراد يدعمهم أيضاً آلاف من مقاتلي الباسيج المتطوعين بالإضافة إلى متحدثين بالعربية من بينهم شيعة من العراق، وقدر المسؤول الإيراني السابق ومصدر بالمعارضة السورية القوات الخارجية بالآلاف. ولم يتسنّ التأكد من صحة هذه الأرقام من مصادر مستقلة في سورية، لكن سبق الإعلان عن مقتل اثنين على الأقل من قادة الحرس الجمهوري في سورية. عبر الحدود وقالت مصادر إيرانية ومصادر في المعارضة السورية إنه يمكن للأفراد الإيرانيين دخول سورية عبر الحدود مع تركيا لأن الإيرانيين لا يحتاجون إلى تأشيرات لدخول تركيا، ويأتي آخرون عن طريق الحدود العراقية بينما يصل كبار القادة جواً إلى دمشق. وقال مسؤول تركي: إن عدد الايرانيين العابرين إلى سورية، تزايد في الشهور القليلة الماضية وغالبيتهم تحمل جوازات غير إيرانية. وقال مصدر بالمعارضة السورية: إن قوات بقيادة إيرانية بدأت تعمل في الشهور الأخيرة في مناطق ساحلية من بينها طرطوس واللاذقية، وتحمل هذه القوات بطاقات هوية محلية وترتدي ملابس عسكرية سورية وتعمل مع وحدة استخبارات سلاح الجو السوري الخاصة. ولم يتسن التأكد من وجود وحدات في المناطق الساحلية، وامتنعت المصادر الإيرانية عن ذكر تفاصيل مواقع وجود القوات. وقال ريول مارك غريشت الضابط السابق في الاستخبارات المركزية الأميركية والذي عمل في الشرق الأوسط: إن إيران تسعى إلى تحاشي التورط في القتال المباشر. وقال غريشت الذي يعمل الآن لدى مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، وهي مؤسسة بحوث أميركية: سيكون من الصعب دمج الإيرانيين في العمليات القتالية التي يقوم بها العرب وسيتعين عليهم أساساً تنفيذ عملياتهم القتالية الخاصة لانهم سيرفضون العمل تحت سيطرة العلويين. شريان السلاح وقال نيك جينزن جونز خبير الأسلحة العسكرية ومدير مؤسسة ارمامنت ريسيرش سيرفسز للبحوث: إن قاذفات صواريخ إيرانية الصنع من طراز فلق 1 وفلق 2 أرسلت إلى سورية من إيران، وأضاف: على رغم أنها موجودة منذ فترة، فقد شهدنا زيادة في استخدامها في الفترة الأخيرة. وقال إن ذخائر أسلحة إيرانية صغيرة جديدة انتجت في السنوات الثلاث أو الأربع الاخيرة وصلت إلى سورية أخيراً. وقال مقاتل يعمل في محافظة حمص مع جماعة لواء الحق الإسلامية: إن قوات المعارضة على علم بوصول طائرات إيرانية إلى مطار حماه في وسط سورية لتسليم أسلحة. وقال مصدر في صناعة السلاح الدولية مطلع على حركة نقل الأسلحة في الشرق الأوسط: إن سورية تلقت ملايين الطلقات من ذخائر الأسلحة الصغيرة أخيراً، جانب كبير منها من الكتلة الشرقية السابقة، بعضها وصل بحراً، وبعضها جواً من منطقة البحر الأسود. وقال مصدر المعارضة السورية: إن مطار اللاذقية وميناءها، بالإضافة إلى ميناء طرطوس، تستخدم في جلب العتاد. وقال المصدر في صناعة السلاح: إن من الامدادات الأخرى مدافع رشاشة، وذخائر لوحدات المدفعية، والدبابات.
الشرق الأوسط
ريان محمد
رامي سويد
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة