..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

ملاحقة مجاهدي سورية

المسلم

١٥ فبراير ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4874

ملاحقة مجاهدي سورية
unnaمجاهديmed.jpg

شـــــارك المادة

ضمن خطة باتت فصولها واضحة المعالم ومكررة تسير الدول الغربية مع الثورة السورية ومجاهديها, فقد رفع الغرب من سقف المطالب في بداية الثورة مطالبا الأسد بالتنحي, إضافة للوعود المعسولة بتزويد الثوار بالسلاح بعد العسكرة, كما سمح الغرب بسفر بعض المجاهدين الأجانب -ممن تحركت فيهم دوافع العقيدة فضلا عن الإنسانية، وهم يرون قتل الأطفال والنساء والشيوخ بدم بارد- إلى سوريا للقتال ضد نظام بشار, أو على الأقل غض الطرف عن ذهابهم.


وبعد اشتداد عود المجاهدين وتحقيقهم لبعض المكاسب والانتصارات على الأرض جاءت مرحلة الانقلاب التدريجي لمواقف الغرب, فأدرجت جبهة النصرة ضمن لائحة الإرهاب الأمريكية, كما انخفضت لهجة مطالبة الأسد بالتنحي, واقتصر الأمر على الاستنكار والتنديد على مجازره التي تجاوزت جميع الخطوط والحدود, مكتفية بوضع الخط الأحمر الكيماوي أمام الأسد, الذي تجاوزه أيضاً في أغسطس2013م, دون أي عقاب يذكر اللهم إلا تجريده من السلاح الاستراتيجي الكيماوي في مواجهة "إسرائيل" الذي هو في الأصل ملك الشعب السوري.
وبعد صفقة تسليم الكيماوي بدأت مرحلة ملاحقة مجاهدي سوريا على ما يبدو, فظهرت على السطح مخاوف الغرب من المجاهدين الأجانب في سورية, وتناولت وسائل الإعلام الغربية والصحف هذا الموضوع وكأنه الخطر الأكبر الذي يهدد الغرب, متناسين آلاف المقاتلين الشيعة الأجانب من إيران والعراق ولبنان وغيرها الذين يتدفقون يوميا للقتال إلى جانب بشار.
ولم يتوقف الموضوع عند المخاوف والصخب الإعلامي, بل تجاوزه للتهديد باجراءات عقابية بحق المجاهدين, فكشفت صحيفة الاندبندنت البريطانية منع وزيرة الداخلية البريطانية "تيريزا ماي" بصورة سرية عودة مواطنيها الأجانب الذين يذهبون للقتال في سورية إلى بريطانيا , وذلك بتجريدهم من الجنسية البريطانية.
وتوالت بعد ذلك التصريحات الغربية العلنية في قضية المجاهدين الأجانب بسورية, فظهر تصريح لوزراة الخارجية البريطانية يعرب عن قلقه البالغ بشأن أمن البلاد بعد عودة هؤلاء إلى بريطانيا, ويبحث كيفية التعامل معهم بدءا بالخضوع للتحقيق, وليس انتهاء بسحب الجنسية.
ومنذ أيام وحتى الآن يواصل الاتحاد الأوروبي اجتماعاته في بروكسيل مع ثماني دول عربية بالإضافة إلى تركيا، للبحث فيما يسمونه: "مشكلة المقاتلين الأجانب في سورية" .
و مما يثير القلق في هذا الاجتماع حجم الدول المشاركة فيه, حيث أحصت وسائل الإعلام وجود خبراء من سبع وثلاثين دولة في جلسات الحوار فيه، ومحور النقاش تمركز حول قضية المجاهدين الأجانب في سورية، وسط قلق من مرحلة ما بعد عودتهم إلى بلدانهم الأصلية وخاصة في الغرب .
ويأتي الاجتماع بعد سلسلة من تصريحات الوعيد التي أطلقتها دول أوروبية باتخاذ إجراءات صارمة حيال رعاياها من المقاتلين في سورية, فبينما توعدت بريطانيا بسحب جنسية أي مواطن يذهب للقتال بالإضافة إلى محاكمته، لوحت فرنسا بإيقاع أي مواطن يغادر للتدرب على السلاح بالخارج والقتال تحت طائلة القانون, أما بلجيكا فقد تركت أمرهم للبلديات التي لديها السلطة في شطب اسم أي مواطن من السجل المدني للسكان، وبالتالي حرمانه من المنح الاجتماعية.
وعلى الرغم من أن ثوار سورية لم يكونوا يوما بحاجة لمزيد من الرجال، والمجاهدين بقدر حاجتهم إلى السلاح النوعي والدعم المادي والسياسي, إلا أن ذلك لا يعني طرد من جاء راغبا بالقتال في سبيل الله إلى جانبهم ضد طاغية الشام.
ورغم من أن أعداد المقاتلين الأجانب في صفوف الثورة السورية قليلة ولا تكاد تذكر أمام الأعداد الهائلة من المقاتلين الشيعة في صفوف النظام السوري والتي تقدر بأكثر من 40 ألف مقاتل, إلا أن الغرب جعل منهم همه الأوحد والمشكلة الكبرى, متناسيا جذور المشكلة، وأساسها المتمثلة بمستبد يقتل شعبه ويدمر البلد.
وإذا كانت خطة الدول الغربية في تسهيل سفر بعض مواطنيها من المسلمين إلى سورية للقتال فيها في البداية, ومن ثم إغلاق الباب أمام عودتهم إلى موطنهم, تهدف إلى التخلص من كل مسلم فيه بقية متبقية من ضمير أو حب للجهاد, إضافة لجمعهم في مكان واحد ومن ثم التحريض على قتالهم بتهمة أنهم إرهابيون وخطر على المجتمع الدولي, فإن حذو بعض الدول العربية والإسلامية حذو الدول الغربية في هذا الأمر, واتباعهم لنفس السياسة هو الأكثر خطورة والأشد كارثية.
ألم يفعل الأسد ذلك في حرب العراق 2003م, حين سمح و سهل سفر السوريين الراغبين بالقتال ضد الغزو الأمريكي للعراق, فعزز من أكذوبة المقاوم والممانع للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة, ثم بعد ذلك لاحق كل من عاد من العراق إلى سورية ولم يسلم من أجهزة أمنه ومخابراته.
يبدو أن المجتمع الدولي لم يعد قادرا على تحمل البقية المتبقية من إنسانيته الموجودة في قلوب بعض المسلمين الصادقين في العالم ويريد التخلص منهم, ولكن ذلك يبدو مستحيلا حسب قوانين الله وسننه في خلقه, حيث يقول صلى الله عليه وسلم: ((لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِىَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ)) [صحيح مسلم، برقم (5059)], والحديث يؤكد أن هذه الفئة باقية إلى أن يأتي أمر الله الذي فسر بالريح الطيبة التي تأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة, ليبقى شرار الناس بعد ذلك فتقوم عليهم الساعة كما قال صلى الله عليه وسلم: ((لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُقَالَ فِي الأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ)) [صحيح مسلم برقم (392)].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المسلم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع