نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
تصدير المادة
المشاهدات : 3869
شـــــارك المادة
صات الأسد صوتا بعد يومين من غارات إسرائيل أنه على مقدرة من الرد، تزامنا مع توافق روسي أميركي على حل سياسي لأزمة سوريا، بينما استمر النظام في قتل شعبه مخلفا 128 قتيلا و287 منطقة مقصوفة بأسلحة دمار محرمة، والثوار يهاجمون قوات النظام في 136 نقطة محرزين غنائم وانتصارات بطولية منها تدمير آليات عسكرية وقتل أعداد كبيرة من قوات النظام.
أعداد القتلى: قتلت قوات الأسد 128 شخصا في عموم سوريا توزعوا على هذا النحو: 46 في درعا بينهم 12 شخصا عثر عليهم في مقبرة جماعية بالشيخ مسكين، و35 في دمشق وريفها، و9 في حماه، و9 في القنيطرة، و9 في حلب، و8 في حمص و7 في إدلب، و4 في دير الزور. (1) حالات القتلى: هذا وكان معظمهم في درعا وريف دمشق بينهم 5 شهداء ارتقوا خلال الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في تسيل بريف درعا و 18 شهيدا من درعا ارتقوا خلال الاشتباكات في القنيطرة، كما قامت شبيحة النظام بارتكاب مجزرة بحق 12 مدنيا تم إعدامهم ذبحا ومن ثم حرق جثثهم في إحدى حاويات القمامة في مدينة المعضمية بريف دمشق بالإضافة إلى 5 شهداء ارتقوا بالقصف العنيف على قرية الرفيد بالقنيطرة وكذلك 3 شهداء من حي الحميدية بحماة ارتقوا برصاص الأمن، وبين الشهداء مجند منشق وطفلة و3 نساء. (2) قصف المناطق السكانية: ووثقت لجان التنسيق 287 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية، استهدف القصف بالطيران الحربي 33 نقطة وألقيت البراميل المتفجرة 4 مرات في مصيف سلمى في اللاذقية، وقصف بصواريخ سكود في 3 نقاط كان أعنفها على الرقة، واستخدمت القنابل الفراغية في القصير في حمص أما القصف المدفعي فقد سجل في 118 نقطة، تلاه القصف بقذائف الهاون الذي سجل في 72 نقطة ومن ثم القصف الصاروخي الذي سجل في 53 نقطة مختلفة من سوريا. (1) قتلى من اللاجئين: أفادت الهيئة العامة للثورة أن نحو عشرين شخصا قتلوا وجرح أكثر من خمسين آخرين جراء سقوط قذائف على مدرسة للاجئين اتُخذت ملجأً للأطفال والنساء بمنطقة دير قانون بوادي بردي في ريف دمشق. (3)
مواجهات عنيفة: اشتدت مواجهات الثوار لقوات النظام في 136 نقطة، فقصف المجاهدون مطار حماه العسكري بصواريخ غراد وقاموا بتدمير دبابة لقوات النظام، واستهدفوا قوات النظام الموجودين في الراموسة ومعامل الدفاع في حلب وقاموا بتدمير دبابتين، واستهداف مبنى السجن المركزي للمدينة بالإضافة إلى تصديهم لقوات النظام أثناء محاولتها اقتحام حي الشيخ سعيد وألحقوا بها خسائر فادحة، وجراء الاشتباكات التي وقعت في دمشق وريفها مع قوات النظام بالقرب من المعضمية سجلت خسائر كبيرة في صف النظام، وتم استهداف قصر المؤتمرات وتجمعات الأمن والشبيحة في حي المزة 86 ومساكن العريب، كما تم استهداف قوات النظام في سجن عدرا ومساكن نجها على طريق مطار دمشق الدولي ومهاجمة قوات النظام المتمركزة بالقرب من مشفى حرستا بصواريخ محلية الصنع، وأيضا تم قصف قوات النظام الموجودة في القلمون بريف المدينة. وفي السياق ذاته استهدف المجاهدون قوات النظام الموجودة في الفرقة 17 بقذائف الهاون، وتم اقتحام اللواء 61 وتحرير الكتائب الأولى والثانية والرابعة والجاموس والإشارة والهاون في القنيطرة إضافة إلى مقتل الكثير من قوات النظام وتحرير السرية الثانية والكتيبة 23 والكتيبة 29 ومفرزة الأمن الداخلي في قرية كودنة، كما قام المجاهدون بضرب حواجز تابعة للواء 61. أما في القصير بحمص فقد قتل الثوار أكثر من 15 عنصرا من عناصر حزب الله اللبناني أثناء محاولة الأخير اقتحام المدينة مدعوما من قوات النظام، وفي دير الزور استهدف الثوار فرع الأمن العسكري وكتيبة الدفاع التابعة للمطار بقذائف الهاون والصواريخ، بالإضافة إلى استهداف مطار المدينة العسكري وتدمير عربة بي ام بي بالقرب من بريد العمال في المدينة، وفي درعا تصدى الثوار لمحاولة اقتحام قوات النظام لخربة غزالة على الاتوستراد الدولي و كبدوها خسائر فادحة. (1) استعادة خربة غزالة: أعلنت قوات المعارضة السورية المسلحة أنها استعادت السيطرة على بلدة خربة غزالة في درعا, وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش النظامي اقتحام البلدة والسيطرة عليها، وبث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر إعادة انتشار قوات المعارضة في البلدة. (3)
مخاوف من مجزرة جديدة: على خلفية قطع الإنترنت عن دمشق بالكامل أعرب ناشطون عن خشيتهم أن يكون النظام يخطط لارتكاب مذبحة جديدة ويستبقها بمحاولة عزل دمشق عن العالم وقطع وسائل الاتصال. (4) ملايين النازحين: أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن عدد السوريين النازحين داخل بلادهم جراء النزاع الدائر فيها بلغ 4.25 مليون شخص، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات في مدن وبلدات سورية عدة. وأوضح المتحدث باسم المكتب جينز لايركي أن «حركة تنقل النازحين داخل البلاد لا تزال واسعة النطاق وغير محددة، نظرا إلى أن كثيرا من السوريين ينزحون عدة مرات، إلا أن غالبيتهم يتركزون في مدينة حلب، وفي مناطق ريف دمشق». (5)
مواجهة المغامرات الإسرائيلية: صرح الأسد بعد لقائه بعلي أكبر صالحي أن «الشعب السوري والجيش قادران على مواجهة المغامرات الإسرائيلية»، في إشارة منه إلى الغارات الجوية الأخيرة التي قامت بها إسرائيل على سوريا، مشيرا إلى أن تلك الغارات تظهر مدى تورط إسرائيل والدول الإقليمية والغربية الداعمة لها في الأحداث بسوريا. (5) وأضاف الأسد في أول تصريحات له بعد العدوان الإسرائيلي نقلها تلفزيون المنار اللبناني أن "العدوان الإسرائيلي الأخير يكشف حجم ما وصفه بتورط الاحتلال الإسرائيلي والدول الإقليمية والغربية الداعمة له في الأحداث الجارية بسوريا". (3)
مصلحة أميركية وروسية في حل أزمة سورية: قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قبيل اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إن «الولايات المتحدة وروسيا لهما مصلحة مشتركة لحل الأزمة السورية». ولفت كيري إلى أن كلتا الدولتين مهتمتان باستقرار المنطقة وأن تكون خالية من التطرف. وتدفع واشنطن موسكو إلى لعب دور فعال في الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لحمله على التنحي. (5) توافق روسي أميركي على حل سياسي: وعلى ضوء هذا المصالح المشتركة توافقت روسيا والولايات المتحدة في موسكو على حض النظام السوري ومقاتلي المعارضة على التوصل لحل سياسي للنزاع، والتشجيع على تنظيم مؤتمر دولي نهاية الشهر الجاري. وصدر هذا الإعلان بعدما التقى وزير خارجية أميركا جون كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتباحث معه لعدة ساعات، واستقبله بعدها وزير الخارجية سيرغي لافروف. (3) الإبراهيمي يمتدح التوافق المشترك بين روسيا وأميركا: الأمر الذي جعل موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي يمتدح ذلك التوافق الروسي الأميركي على حض النظام السوري ومقاتلي المعارضة على إيجاد حل سياسي للأزمة، واعتبر أن ذلك يعد خطوة أولى هامة جدا. (3) لا توجد أدلة دامعة وتحليلات مؤكدة: يأتي هذا بينما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه رغم وجود أدلة على استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا إلا أنه لا يمكن أن يتخذ قراراً بشأن ذلك إلا إذا توفرت أدلة دامغة وتحليلات مؤكدة، مشيراً إلى أنه يتأنى في اتخاذ قراراته، لكنه يفي بالتزاماته ولو بعد حين.(4) مباحثات إيرانية أردنية حول سوريا: تسلم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، رسالة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد نقلها وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي. ولم يكشف الديوان الملكي الأردني، عن فحوى هذه الرسالة مكتفيا بالقول في بيان مقتضب إنه جرى خلال اللقاء، بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا المستجدات في سوريا، وجهود تحقيق السلام في المنطقة. (5) زيارة مفاجئة لصالحي: وصل وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي إلى دمشق قادما من عمان، في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقا. وكان صالحي، الذي تعد بلاده أبرز الحلفاء الإقليميين لنظام الرئيس بشار الأسد، دعا، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة، إلى حل سلمي للنزاع «وبشكل سوري - سوري». (5) إسرائيل لن تورط نفسها: أكد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أن إسرائيل لن تتورط فيما سماها الحرب الأهلية في سوريا، ولكنها أعلنت ما هي مصالحها وستواصل منع نقل الأسلحة إلى حزب الله. وقال يعالون في تصريحات نقلتها الإذاعات الإسرائيلية خلال جولة بالقرب من قطاع غزة إن إسرائيل وضعت خطوطا حمراء من بينها نقل الأسلحة المتطورة لما سماها المنظمات الإرهابية مثل حزب الله وغيره أو أسلحة كيمياوية أو الخرق لحدودها. (3) تفاوض حول المخطوفين وسجينات: بدأت تظهر بوادر إيجابية على خط قضية اللبنانيين المخطوفين في منطقة أعزاز في حلب منذ نحو سنة، لدى «لواء عاصفة الشمال» في الجيش الحر. فبعدما تسلم وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل لائحة بـ371 اسما لمعتقلات في السجون السورية من المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم، تولى الأخير مهمة التفاوض مع النظام السوري الذي أبدى بحسب أدهم زغيب نجل أحد المخطوفين، تجاوبا في هذه القضية. (5)
كتب يوسف الديني تحت عنوان: الصمود الثوري: من البعث إلى العبث! وقال: أربعون عاما من عبث «البعث» بمفردات المقاومة والعروبة والقومية والممانعة والتصدي كفيلة بإنتاج خطاب سياسي آيديولوجي مبني على الأوهام والأساطير أكثر من الحقائق على الأرض، هذا متفهم في ظل نظام استبدادي قائم على أولوية الخيار الأمني والتدمير الذاتي لمواطنيه عبر كل آليات الترويع والتعذيب الوحشي التي ستأخذ حيزا بشعا من الذاكرة حال سقوط هذا النظام عاجلا أم آجلا. لكن من غير المتفهم أبدا أن يسكت البعثيون بالوكالة من بقايا العروبيين تجاه كل جرائم النظام السوري التي خلفت مائة ألف قتيل وملايين المشردين وشعبا سيكون ناقما ليس فقط على الذين خذلوه، بل على المجتمع الدولي بأكمله الذي خذله وتركه يواجه الدمار والموت اعتراضا على وجود مجموعات جهادية استغلت الوضع على نحو طارئ ومسبوق في كل التوترات بدءا من أفغانستان ومرورا بالبوسنة والشيشان والعراق، وفي كل تلك التجارب كانت الأزمة في عودة المقاتلين أكبر بكثير من استثمارهم لمنطقة التوتر في الإقامة ومع كل السيناريوهات التي يطلقها اليوم من يستخدمون فزاعة «القاعدة» لخذلان الشعب السوري فإن أسوأ سيناريو هو أقل بشاعة ولا شك مما يجري على الأرض الآن. إدانة الضربة الإسرائيلية ليست عملا حربيا ولا تعبر عن موقف سياسي صلب، بل هو جزء من تكنيك «التطهر» الذي تمارسه الدول والمنظمات وحتى الأفراد كضريبة للشرخ النفسي العميق الذي يسكننا جميعا تجاه قضية «فلسطين»، لكنه في الحالة السورية يعتبر فضيحة أخلاقية تعبر عن نفاق سياسي يقاوم بالكلمات إذا كان مقتصرا على إدانة الضربة والسكوت عن جرائم النظام، وأعتقد جازما أن هذه الولولة السياسية التي نشاهدها ستنعكس على إيمان شرائح كثيرة من الشعوب العربية بالقضية الفلسطينية التي اختطفها خطاب البعث وحولها إلى عبث لم ينعكس على الفلسطينيين إلا بالسلب، وربما لأن ذاكرة «العروبيين» قصيرة جدا، فمن المهم التذكير بأن هذا النظام المقاوم هو الذي وقف على الضد تماما في كل مواقف التحرر والتحرير التي خاضتها شعوب خذلها البعث بمواقفه المتناقضة من أفغانستان والشيشان ووقوفه مع الروس إلى البوسنة وتأييده للصرب إلى حرب العراق وإيران وانحيازه لطهران، بل إن جرائم هذا النظام واضحة تجاه فصائل المقاومة الفلسطينية ذاتها، ومن يقرأ كتاب حازم صاغية المهمة «البعث السوري تاريخ موجز» فسيذهل من حجم ما سماه التذرع بالمقاومة للوصول للسلطة والقاطرة التي أسست لأكثر نظام استبدادي متناقض عرفته المنطقة وأثر ذلك النظام المدمر على سوريا والعراق ولبنان والقضية الفلسطينية ذاتها. مرضى «العروبة» لم يلتفتوا حتى إلى رد فعل النظام وأنصاره على الفضائيات والتي لو قدر لمخرج أن يجمعها في سياق واحد لخرجنا بأحد أكثر نصوص الكوميديا ثراء كما أنهم يتجاهلون ببلادة أن العنف الموجه تجاه الشعب السوري ازداد بوتيرة مفجعة بعد الضربة الإسرائيلية التي رغم كل هذا العويل يمكن قراءتها سياسيا في محاولة إسرائيل الدؤوبة لقراءة حجم إدارة الولايات المتحدة لإيقاع الربيع العربي ورد فعل هذا الصعود للإسلام السياسي تجاه عنجهيتها وغطرستها، حيث لا تجد سوى الكثير من الكلام والاستنكار الذي يعبر في جوهره عن عجز «الفعل العربي» السياسي بشكل مخيف ومحبط. والحال أن الواقع السوري الآن المتروك بيد نظام الأسد لن ينتج سوى المزيد من الفوضى في حال بقاء المجتمع الدولي متفرجا، فبإزاء تعاظم وتنامي حالة «العسكرة» وهي أشمل بكثير من عقدة «القاعدة» التي يتم اجترارها لأغراض سياسية، هناك كم من التيارات المقاتلة التي لا تنتظمها قيادة موحدة، كما أن تحول مناطق بأكملها تحت سيطرة فصيل جهوي كالأكراد أو عشائري كما يحدث في الأرياف سيطيل أمد الفوضى حتى بعد رحيل النظام، وهو أمر قادم لا محالة رغم كل محاولات الإنعاش السريري التي يتقاطر تجار المواقف السياسية الآن لاستغلالها ليس بغرض الدفاع عن الشعب المسحوق بنيران النظام، وإنما لكسب تحالفات إقليمية ودولية. من جهة السياسة؛ فإن استنزاف الشعب السوري بهذه الطريقة ودخول إيران وبشكل سافر عبر حزب الله إلى الداخل السوري، وإرسال مقاتلين وأسلحة سينعكس سلبا على القضية الفلسطينية التي يتذرع بها النظام للبقاء وسحق شعبه؛ بل وعلى المستوى السياسي سيضغط على أوباما لتمرير مشروع يهودية الدولة عبر السكوت عن المشروع الاستيطاني والضغط لبدء مفاوضات تنازلية هشة في مقابل أن تقوم أميركا بالضغط على أنصارها الجدد وتحديدا «الإخوان» للبقاء في معسكر السلام لضمان بقائهم في السلطة. هذه المقايضة بين أمن إسرائيل الذي يتم تأسيسه أميركيا الآن وبقاء «الإخوان» في السلطة رغم إخفاقاتهم الداخلية هو «العبث» المسكوت عنه والذي يتم تعويمه ببلاغات لفظية لا علاقة لها بالسياسة أو حتى قراءة منطق إسرائيل السياسي بشكل صحيح. التسوية التي يعد لها الآن لن تكون دون تنازلات ضخمة من دول الربيع العربي وتحديدا «الإخوان» في مصر لضبط قطاع غزة وفصائل المقاومة كثمن مستحق على الدعم الأميركي اللامحدود لها تجاه كل القوى المدنية والمعارضة الداخلية وحتى الإخفاق المروع في الأداء السياسي، وحتى لا يبدو هذا تحاملا يمكن إعادة قراءة خط مسار حضور إسرائيل في خطاب الربيع العربي منذ التأكيدات بالحفاظ على المعاهدات الدولية مرورا بالدور الإقليمي لتركيا وقطر والإشارات المطمئنة التي أطلقها أولئك الذين يرمون إسرائيل في البحر في خطاباتهم لكنهم يرمون شعوبهم في أتون الفقر والانهيار الاقتصادي والتشرذم الطائفي والسياسي في تأكيد أننا ننتقل من البعث إلى العبث بكل ما تعنيه الكلمة من فوضى! (5) بينما كتب طارق الحميد مقالا وسمه بـ "أميركا وروسيا.. تفاوض المحبطين حول سوريا!" وقال: بدأ وزير الخارجية الأميركي زيارة مهمة لموسكو يلتقي فيها نظيره الروسي والرئيس بوتين لمناقشة الأزمة السورية، وذلك على أثر التطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا وباتت تؤثر على كل أطراف الأزمة، فهل هي زيارة الفرصة الأخيرة، كما يقال؟ ما يجب أن ندركه هو أن واشنطن، وإلى هذه اللحظة، لا تعرف الثمن الذي يريده الروس مقابل رأس الأسد، ومن غير المعروف أيضا إذا ما كان الروس قادرين على إخراجه الآن. صحيح أن تغير الموقف الروسي سيكون بمثابة قاصمة الظهر للأسد ونظامه، لكن الأسد لا يتصرف بحسابات عقلانية، بل إنه يسير للهاوية، وإن كان هناك من يراهن على أنه بمجرد تغير موقف الروس، فإن من شأن ذلك أن يدفع الدائرة الضيقة حول الأسد للانقلاب عليه. لكن، عدم معرفة الثمن الذي يريده الروس مقابل رأس الأسد يشكل عامل إحباط لواشنطن، وهذا ما كشفته عدة وسائل إعلام أميركية. ولذلك، فإن زيارة جون كيري لموسكو، ولقاءه بوتين، هي أقرب إلى مفاوضات «المحبطين». إحباط واشنطن سببه أن الإدارة الأميركية تحت ضغوط كبيرة الآن نتيجة الخطوط الحمراء التي رسمها أوباما وتجاوزها الأسد، مما وضع مصداقية أوباما على المحك، داخليا وخارجيا، ولذا تريد واشنطن دفع موسكو للتفاوض الجاد، ولذلك تلوح واشنطن باستعدادها لتزويد الجيش الحر بالأسلحة الفتاكة. وبالنسبة للروس، فإنهم محبطون أيضا، والأسباب واضحة، فالأسد يخرج من ورطة ليدخل في أخرى، خصوصا مع استخدامه الأسلحة الكيماوية، مما جر إسرائيل للأزمة، وعرض موسكو لضغوط هائلة، حيث أضعف حجتها، وعرضها لخسارة كبيرة محتلمة في الثمن الذي تبحثه مقابل رأس الأسد، هذا عدا تعريض مصالحها للخطر في سوريا ما بعد الأسد. ويتضح الإحباط الروسي أيضا من تحذيرات موسكو بأن التطورات الأخيرة قد تفتح الأبواب للتدخل الخارجي في سوريا. ومن المؤشرات أيضا على أنها مفاوضات «المحبطين» قول المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «لقد أكدت روسيا رسميا تمسكها ببيان جنيف، وعلينا الآن التحرك أبعد من التصريحات الرسمية»، أي إن واشنطن تريد سماع ما لم تقله موسكو. أما روسيا فيقول لي مسؤول عربي كبير التقى جل القيادات الروسية مؤخرا، في مناسبات مختلفة، إنه حين يتحدث الروس عن الأسد فإنهم «يصفونه بألفاظ أقسى مما تتخيل، وأقسى مما يقوله أعداؤه بالمنطقة»، مضيفا أن إشكالية الروس تكمن في أنهم لا يطرحون ثمنا.. «هم يريدون عروضا، وحينها يقولون لك: نوافق أو لا نوافق»! وعليه، فما العرض الذي سيقدمه كيري لموسكو، خصوصا أن هناك لقاء مرتقبا بين أوباما وبوتين؟ وهل يكون قرار تسليح الجيش الحر مبنيا على رد روسيا، بمعنى أن الكرة الآن في الملعب الروسي، فإما أن يتخلوا عن الأسد، وهذا المطلوب، أو يتمسكوا به، ويكون ذلك بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة حيث يباشر الأميركيون تسليح الجيش الحر، وهذا المطلوب أيضا؟ دعونا نرَ. (5)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء) (6) يوسف محمود الضرير - حماه - إبراهيم الحسين - حلب - تل الضمان مثنى أحمد العبد الباري - دير الزور - القورية عزت الدرباس - ريف دمشق - مخيم الحسينية قاسم عصام الغافل الحاج علي - درعا - خربة غزالة: الكتيبة عطاء فراس شمس الدين - حمص - الإنشاءات يونس عبد القادر - ريف دمشق - دوما ماهر فواز الزعبي - درعا - النعيمة عبد الله عودة القعيري النعيمي - القنيطرة - الرفيد لورنس القعيري النعيمي - القنيطرة - الرفيد محمود العباس - ريف دمشق - حرستا محمد علي إدريس إدريس - دمشق - جوبر منذر عمر الجيسي - دير الزور - محمد عب الحميد الحايك - درعا - تسيل علاء محمد خير يوسف المصري - درعا - حي الكاشف نبيل عبد المالك الرزمك - درعا - تسيل أحمد عدنان أبو حصيني - درعا - تسيل عمر عدنان القداح - درعا - تسيل أدهم يوسف السعيد - درعا - تسيل ياسين محمود النابلسي - درعا - نافعة خديجة جرو - درعا - جاسم حامد عبد الله الرجا - دير الزور - محمد يوسف جاد الله النصار - درعا - نمر أحمد رشيد المصري - درعا - نمر أنس عدنان الحلقي - درعا - جاسم مهند مزيد الجباوي - درعا - جاسم حازم خالد الفلاح الجباوي - درعا - جاسم قاسم إسماعيل المحاسنة - درعا - جاسم نزار محمد موسى السمير الوادي - درعا - انخل نصر سليم السعدي - درعا - انخل نصر أحمد الوادي - درعا - انخل قاسم محمد سعيد مطر - درعا - انخل قاسم سلامة الفندي - درعا - انخل مصطفى محمد فارس مطاوع - درعا - الحارة خالد الحسن - درعا - كفرشمس مالك جميل العيسى - درعا - كفرشمس أحمد زياد القطيش العباس - درعا - كفرشمس محمد رضى بشار رضى الغوثاني - درعا - انخل: قرية سملين بشار رضى الغوثاني - درعا - انخل: قرية سملين عبد الله الرفاعي - درعا - زمرين سعد الله الراعي - حمص - القصير سليمان رفعت خضير - دمشق - دمر شحادة نور الدين العزة - حمص - تدمر سالم خليف الشويكي - حماه - عكش قاسم محمد سرحان - ريف دمشق - العبادة أحمد جميل عقيل السيد - ادلب - بنش أحمد غزال - ريف دمشق - الضمير مجهول الهوية - غير ذلك - مصر يوسف أحمد البشير - القنيطرة - ابراهيم مصطفى الخشن - ادلب - أريحا مفيد عدنان الضاهر النعيمي - القنيطرة - الرفيد صدام عودة القعيري - القنيطرة - الرفيد صبحة عودة القعيري - القنيطرة - الرفيد علي عنتر البشير - القنيطرة - الرفيد محمد طاهر باكير - ادلب - أريحا فهيمة عطار - ادلب - جبل الزاوية: معترم نورشان رامحمداني - ادلب - معرة مصرين محمد مصطفى السارح - ادلب - أريحا جهاد فاروق محمد العمور - درعا - خربة غزالة جهاد أحمد كهنوش - درعا - جباب محمد عبدالستار الحاج علي - درعا - خربة غزالة سعد كمال الرداوي - دير الزور - حي الجورة عمر ميسر التركي - دير الزور - الموحسن محمد عمر الرزوق - حماه - طيبة الامام سالم خليف الشوبكي - حماه - عكش رعد عبد الرزاق ظاظا - حماه - الحميدية مصطفى الصالح - حمص - الغنطو علي عكيل - حمص - عبدو فايز حمدان - حمص - الرستن أحمد عبد الحميد جواد - ادلب - جبل الزاوية: معترم محمد محمود - ريف دمشق - وادي بردى: دير قانون محمد صليبي - ريف دمشق - وادي بردى: دير قانون المصادر: 1- لجان التنسيق المحلية. 2- الهيئة العامة للثورة السورية. 3- الجزيرة نت. 4- العربية نت. 5- الشرق الأوسط. 6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.
الجزيرة نت
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة