نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
تصدير المادة
المشاهدات : 4532
شـــــارك المادة
أكثر من 157 قتلا، وأكثر من 296 منطقة تقصف في يوم واحد، مع تحدٍّ صارخ من قبل الأسد الذي تستهدف مواقع قواته كل يوم وتسقط طائراته ومطاراته، حيث قال: إنه لا خيار له سوى الانتصار، تزامنا مع مواجهات محتدمة الصراع في 140 نقطة بين الثوار وقوات النظام، بينما تؤكد الأمم المتحدة استمرار مهمة الإبراهيمي وأميركا تعتزم إرسال مدربين إلى الأردن تفاديا لاستخدام الأسلحة الكيماوية.
الكثير من القتلى: قتلت قوات الأسد أكثر من 157 مدنيا في سوريا، فيهم 10 نساء و7 أطفال، و75 في دمشق وريفها معظمهم في جديدة عرطوز، و38 في حمص، و12 في إدلب، و9 في الرقة، و8 في درعا، و7 في دير الزور، و7 حلب و1 في حماه، إضافة إلى العديد من الجرحى والإصابات الخطيرة نتيجة القصف الهمجي على المنازل والأحياء. (1) قصف عنيف وغارات جوية: وثقت لجان التنسيق المحلية 296 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية، قصف الطيران منها 16 نقطة، وتم استعمال البراميل المتفجرة في منطقتين وقصف بصواريخ السكود كل من إعزاز في حلب والبويضة الشرقية في حمص، والقطيفة في ريف دمشق، وقام النظام بقصف عنيف بصواريخ أرض - أرض لكل من الميادين ودير الزور والبويضة الشرقية في حمص، والمنطقة الشمالية من حلب، بينما ألقيت القنابل الفوسفورية على كل من عين ترما وجزعة بريف دمشق واستعملت المواد الكيماوية في جوبر وعين ترما أيضا، أما القصف المدفعي فقد سجل في 115 نقطة والقصف بقذائف الهاون في 111 نقطة، أما القصف الصاروخي فقد سجل في 41 نقطة في مختلف أنحاء سوريا. (1) استنزاف دماء المعتقلين حتى الموت: قالت شبكة "سانا الثورة" إن وزارة الصحة السورية تستخدم المعتقلين في السجون التي تسيطر عليها قوات النظام كأشخاص احتياطيين لسحب دمائهم، بحسب ما أكدت مصادر عدة. وأضافت المصادر أن النظام يلجأ إلى استخدام دماء المعتقلين بشكل إجباري عند نقصان الدم لدى عناصر قوات النظام خلال عملياتهم القتالية. وأشارت المصادر نفسها إلى أن الكثير من المعتقلين يتناقص وزنهم بشكل كبير، بسبب سحب الدماء منهم بشكل يومي وشبه مستمر. وقال الناطق الرسمي باسم "سانا الثورة": إن أطباء يقومون بسحب الدم من المعتقلين لإنقاذ جرحى النظام وإمدادهم بالدم، وهذا ما أدى لموت الكثيرين من المعتقلين، ويتم رميهم بالشوارع. (4)
اشتباكات عنيفة وتحرير مطار الضبعة وقتل أعداد من جنود النظام: اشتبك الثوار مع جيش النظام في 140 نقطة، تمكنوا فيها من تحرير مطار الضبعة العسكري في حمص وسيطروا على مدفعين 23 ومضاد طيران 57 ودبابتين تابعتين لقوات النظام بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل قائد المطار وأكثر من 20 شبيحا، و20 من جيش النظام و10 جنود من حزب الله، وفي ريف دمشق تم ضرب خط المؤازرة العسكرية القادمة لتعزيز حاجز الدير خبية وقتل عدد كبير من عناصر قوات النظام، وفي عين ترما في الريف الدمشقي أيضا قام المجاهدون باستهداف حاجز المدينة بقذائف الهاون مما أدى إلى قتل عدد من الجنود، وفي العتيبة قاموا بقتل أكثر من 17 شبيحاً من قوات النظام بعد اشتباكات دامت عدة ساعات، وقد تم تحرير حاجز دروشا وقصف الفوج 100 الذي كان يقصف جديدة عرطوز. هذا واستهدف المجاهدون في اللاذقية بالدبابات قوات النظام في محور رأس البسيط وبيت فارس وأجبروا في جسر الشغور في إدلب قوات النظام على الانسحاب من مداخل المدينة، أما في خربة غزالة في درعا فاستهدفوا رتلا عسكريا لقوات النظام على الاستراد الدولي وقتلوا عددا كبيرا من جنود قوات النظام وجرحوا آخرين، أما في حماه فاستهدفوا حاجز الممكنة بقذائف الهاون وقتلوا عددا من عناصر قوات النظام، واستهدفوا أيضا معظم الحواجز الموجودة في بلدة المغير بصواريخ غراد. وتصدى الثوار في الرقة لرتل عسكري قادم من السلمية وغنموا ثلاث دبابات وراجمتين وقتلوا أكثر من 45 عنصرا من قوات النظام معظمهم برتبة ملازم وملازم أول، أما في دير الزور فقد قام المجاهدون بإعطاب آليتين تابعتين لقوات النظام في حي الصناعة واستهدفوا مقرات للشبيحة موقعين عددا من العناصر بين قتيل وجريح، هذا وقد استهدف المجاهدون أيضا أحد الأبنية التي فيها قوات النظام وشبيحته في حي الرصافة وأوقعوا العديد منهم بين قتيل وجريح بينهم ثلاثة ضباط في اشتباكات بحي العمال، كما قاموا بإعطاب عربتي ب م ب ودبابة ت72. (1) هذا ويستمر قتال عنيف في ريف مدينة القصير بريف حمص التي يحاول الجيش النظامي إخراج المقاتلين منها، كي يفتح الطريق تماما بين دمشق ومنطقة الساحل، تزامنا مع اشتباكات في محيط نامر بدرعا، حيث تحاول القوات النظامية فتح الطريق نفسها التي سيطر الجيش الحر على أجزاء منها، واشتباكات أخرى في بلدة الشيخ مسكين. (2) وقال نشطاء: إن مقاتلي المعارضة خرقوا دفاعات قاعدة القصير للدفاع الجوي التي تقع على بعد 14 كيلومترا من وادي البقاع بلبنان وهو معقل لجماعة حزب الله اللبنانية الشيعية الموالية للأسد بعد حصار استمر شهرا. (3)
أكبر مؤتمرات السلم: أطلق الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية مبادرة لتشكيل مجلس للسلم الأهلي، يضم مختلف الفئات السياسية والمكونات والطوائف السورية. وقد عقد الائتلاف مؤتمرا في مدينة إسطنبول التركية بحضور رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب، ورئيس حكومة الائتلاف غسان هيتو، ورئيس المجلس الوطني جورج صبرة، وعدد كبير من الشخصيات الدينية والوطنية والسياسية من داخل سوريا وخارجها. ويعتبر المؤتمر من أكبر وأشمل مؤتمرات السلم التي انعقدت حتى الآن لدراسة المرحلة المستقبلية، والعمل على تفادي نشوب نزاعات أهلية في مرحلة ما بعد سقوط النظام. كما يهدف المجتمعون إلى تأسيس مجالس محلية في المحافظات تعنى بمسألة السلم الأهلي. وقد التقى الخطيب وعدد من قادة المعارضة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. (2)
الأسد: في سوريا حرب حقيقية، والوضع أفضل من بداية الأزمة: أكد بشار الأسد أن ما يحصل في سوريا هي حرب حقيقية. واتهم الأردن بتسريب المقاتلين إلى بلاده محذراً من امتداد الحريق السوري إلى الأردن ودول الجوار. كما حمل الغرب مسؤولية دعم القاعدة والإرهابيين في سوريا، قائلاً إنه سيدفع ثمن هذا الدعم في قلب أوروبا والولايات المتحدة، بحسب قوله، ووصف معارضيه داخل سوريا بأنهم مجموعة مرتزقة وإرهابيون، وأشار إلى أن قضاء النظام السوري على جماعة الإخوان المسلمين أعاد المجتمع السوري إلى طبيعته، ولفت إلى أن الوضع الآن أفضل من بداية الأزمة، وما ينشر من خرائط تقسيم لسوريا جزء من الحرب النفسية. وعن الحوار الوطني أفاد أن الموضوع لا يزال في طور المناقشات التمهيدية، لمعرفة آلية وكيفية العمل على ذلك المؤتمر ومن سيحضره. وفي معرض حديثه هاجم تركيا وأردوغان واصفا إياه ببيع بلده مقابل مكانه الخاص. (4) من يقرر مصير الأسد: ومن ناحية أخرى، اعتبر الأسد أن الشعب هو الذي يقرر بقاء الرئيس أو ذهابه، وقال -ردا على أطراف عربية وغربية تدعو لتنحيه عن السلطة- "ما يقرره الشعب في هذا الموضوع هو الأساس، بالنسبة إلى بقاء الرئيس أو ذهابه"، معتبرا أن "المنصب ليست له قيمة إذا لم يكن له دعم شعبي". (2) وأضاف: إن الهزيمة أمام قوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة به ستعني نهاية بلده، وأنه لا خيار أمامه سوى الانتصار. (3)
معارضة أميركية للتدخل العسكري في سوريا: عبّر كبير الجمهوريين السناتور جون ماكين عن غضبه من تقاعس إدارة أوباما عن إنهاء الأزمة السورية، فيما طالب أعضاء في الكونغرس على الأقل بفرض منطقة حظر جوي في سوريا، بينما جددت الإدارة الأميركية معارضتها التدخل العسكري في سوريا خلال جلسة لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ. حيث صرح تشاك هيغل، وزير الدفاع الأميركي، أن "التدخل العسكري يمكن أن يجرّ الولايات المتحدة في مضاعفات غير محسوبة إلى صراع إقليمي أوسع أو حرب بالواسطة".(4) مباحثات سعودية أميركية: قالت متحدثة باسم البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما التقى ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وإنهما ناقشا الصراع في سوريا. وأضافت قولها في بيان: "أكد الرئيس والأمير سعود الفيصل من جديد على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والسعودية وناقشا المستجدات في المنطقة ومنها الصراع في سوريا. (3) وجود أميركي بالأردن: أعلن وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، أن الولايات المتحدة ستعزز وجودها العسكري في الأردن لتدريب الجيش الأردني، واحتمال التدخل لتأمين مخزون الأسلحة الكيماوية في سوريا. وقال هيغل في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي مخصصة لسوريا "الأسبوع الماضي أصدرت الأمر بنشر عناصر من قيادة أركان السلاح البري لتعزيز هذه المهمة في عمان". (4) وفي عمان قال وزير الدولة الأردني للإعلام محمد المومني: إن الولايات المتحدة سترسل 200 جندي إلى الأردن في الأسابيع القادمة لتعزيز دفاعاته مع تصاعد العنف في سوريا. (3) الإبراهيمي سيستمر: أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الوسيط الدولي لخضر الإبراهيمي سيستمر في مهمته مبعوثاً مشتركاً للأمم المتحدة والجامعة العربية بعد تصريح دبلوماسيين في المنظمة الدولية أن الإبراهيمي يأمل في تعديل دوره ليصبح مبعوثاً للأمم المتحدة فحسب. وقال كي مون: "الإبراهيمي كان وسيستمر في العمل كبعوث مشترك، ومن المهم جداً للأمم المتحدة أن تعمل مع جامعة الدول العربية.. لهذا السبب سأجتمع مع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي الأسبوع المقبل". (4) فرص السلام قاتمة: من جهته قال بان كي مون -قبيل اجتماعه في نيويورك مع المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي- إن "فرص التوصل إلى سلام (في سوريا) ربما تبدو قاتمة، ولكن التوصل إلى حل سياسي لا يزال أمرا ممكنا، والأمم المتحدة تدفع في هذا الاتجاه". وأضاف أنه سيناقش مع الإبراهيمي الخيارات الممكنة للصراع القائم في سوريا منذ أكثر من عامين. وسيلتقي بان كي مون أيضا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. (2) القضاء على فرص التسوية: في المقابل قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن عزل أحد طرفيْ الصراع في سوريا عن المساعي المبذولة لتسوية الأزمة السياسية يقضي على فرص التوصل إلى حل عبر التفاوض. وكان يشير بذلك إلى رفض قوى دولية وكذلك المعارضة السورية إشراك الرئيس السوري بشار الأسد في أي مفاوضات.(2) انقسام أوروبي حول التسليح: ما زال الاتحاد الأوروبي منقسماً حيال قرار تسليح المعارضة السورية. وبحسب دبلوماسيين غربيين فإن الاتحاد الأوروبي في طريقه إلى السماح بشراء النفط من المعارضة السورية. ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الاثنين المقبل في بروكسل لاتخاذ قرارٍ أيضا برفع الحظر عن بيع المعدات النفطية للمعارضة السورية. (4) السماح بشراء النفط من المعارضة: من جانب آخر قال دبلوماسيون إنه من المتوقع أن تتفق حكومات الاتحاد الأوروبي على السماح بشراء النفط من المعارضة المسلحة السورية، في محاولة لترجيح كفة المعارضة في صراعها ضد الرئيس بشار الأسد. وسيتفق وزراء خارجية الاتحاد أيضاً في اجتماع يعقد الاثنين المقبل على رفع الحظر عن بيع المعدات النفطية إلى المعارضة والاستثمار في قطاع النفط. وستفرض شروط لضمان عدم إجراء أي معاملات تجارية مع مؤيدي الأسد. وقال دبلوماسي أوروبي "المشتريات سيسمح بها عندما تصرح بها حكومات الاتحاد الأوروبي بعد التشاور مع المجلس الوطني (المعارض)". (4) انتقاد لأصدقاء سوريا: انتقد الوزير الروسي مجموعة أصدقاء سوريا لأنها أخلت -حسب رأيه- باتفاق جنيف الموقع في يونيو/حزيران الماضي، والذي ينص على انتقال سلمي للسلطة في سوريا، دون أن يحدد بوضوح أي دور للأسد. كما انتقد لافروف منح الائتلاف الوطني السوري المعارض مقعد سوريا بالجامعة العربية خلال قمة الدوحة نهاية مارس/آذار الماضي، معتبرا أن ذلك "مخالف لاتفاق جنيف، ولا يسهم في حل الأزمة السورية". (2)
كتب صالح القلاب: ماذا يريد الروس ولماذا يحولون دون تنحي الأسد؟! وقال: آخر معارك روسيا «السياسية» في الأمم المتحدة إلى جانب نظام بشار الأسد، الغارق في دماء شعبه حتى عنقه، تلك المرافعة «الحامية الوطيس» التي خاض غمارها أمام الجمعية للأمم المتحدة المندوب الروسي فيتالي تشوركين، رافضا تحت التهديد والوعيد إعطاء المقعد السوري في هذه الهيئة الدولية للمعارضة السورية، على غرار ما حدث في آخر قمة عربية، حيث أُعطيَ، وبالتصويت بالأغلبية، مقعد سوريا لهذه المعارضة التي تم الاعتراف بها ممثلا شرعيا للشعب السوري. كان تشوركين قد كشف عن أحد أسباب التدخل الروسي، وعلى هذا النحو الذي من المفترض أنه لم يعد هناك أي مجال لسكوت العرب عنه، عندما حذر في اجتماع سابق لمجلس الأمن الدولي من أن وجود «المسلحين»، والمقصود هنا مسلحو المعارضة السورية، في مرتفعات الجولان، قد يزعزع الأمن بين سوريا وإسرائيل. كل هذا والمعروف أن هذه الجبهة بقيت صامتة صمت أهل القبور لأكثر من 30 عاما، والواضح أن روسيا تريد استمرار هذا الصمت إلى الأبد، ما دام أنها تتمسك كل هذا التمسك بنظام بشار الأسد. وهنا، فإن ما بات مؤكدا ومعروفا أن روسيا، خدمة للتوجهات الإسرائيلية بالنسبة لهذه الأحداث التي غدت تعصف بنظام بشار الأسد، قد دأبت، بتدخلاتها السياسية والعسكرية في هذه الأزمة، التي غدت عاصفة وملتهبة على هذا النحو، على إطالة أمد هذه الحرب، وكأن المقصود، بل إن المقصود، هو إفشال كل فرص الحسم كي تأكل سوريا نفسها، وكي تتحول الدولة السورية إلى دولة فاشلة على غرار ما بقي عليه الصومال ولسنوات طويلة، وهذا بالفعل هو ما يريده الإسرائيليون، الذين حاولوا في البدايات دعم «صمود» بشار الأسد، لكنهم ما لبثوا أن اتخذوا هذا الاتجاه كبديل للخيار الآنف الذكر، عندما تأكدوا أن زوال هذا النظام في نهاية الأمر حاصل لا محالة. بلا أدنى شك هناك لروسيا دوافع وحسابات غير هذه الحسابات والدوافع الإسرائيلية، ولهذا فإن وزير خارجيتها سيرغي لافروف، الذي نقل عنه وزير خارجية إحدى الدول العربية أن بلاده لن تغير مواقفها تجاه الأزمة السورية إطلاقا، بقي يسارع، كلما شعر باحتمال انهيار بشار الأسد وقبوله بالتنحي والمغادرة استجابة لما تصر عليه المعارضة، إلى التأكيد على أن هذا التنحي غير وارد وغير ممكن، وأن الرئيس السوري صامد، ولن يستجيب إلى كل المطالبات العربية والدولية بتنحيه كحل لهذه الأزمة المستفحلة. وحقيقة أن كل متابع لمواقف روسيا تجاه هذه الأزمة منذ بدايتها في عام 2011، وحتى الآن، عندما يسأل نفسه: ماذا يريد الروس يا ترى، وما مصالحهم في سوريا التي تجعلهم يقاتلون إلى جانب بشار الأسد ونظامه بكل هذه «البسالة»! وبالسياسة والأسلحة وبالخبراء العسكريين، وربما بالمقاتلين أيضا؟! فإنه لا يجد إلا المصلحة الإسرائيلية! وبالطبع، وحتى لا نكون كمن يضع كفّ يده فوق عينيه حتى لا يرى الحقائق كلها، وحتى يبقى تفكيره محصورا في مسرب واحد، فإنه لا بد من التأكيد على أن للروس مصالح أخرى غير هذه المصلحة الإسرائيلية، هي التي تجعلهم يتخذون هذا الموقف ويرفضون أي حل سياسي وسلمي للأزمة السورية، التي باتت تهدد دول الجوار كلها، خاصة الدول العربية، وفي طليعة هذه الدول المملكة الأردنية الهاشمية، التي قدرها كدولة أن تكون في هذا الموقع الجغرافي، الذي بقي يتعرض لارتدادات كل أزمات وتقلبات الشرق الأوسط، ومن بينها هذه الأزمة التي سبقتها أزمات كثيرة، في مقدمتها أزمة القضية الفلسطينية. فروسيا، التي تحاول استعادة «مجد» الاتحاد السوفياتي السابق ومكانته، في ذروة الحرب الباردة وصراع المعسكرات، بادرت، وبسرعة، إلى ركوب موجة الأزمة السورية، ومنذ البداية، لتسديد حسابات كثيرة مع الولايات المتحدة، ومن بين هذه الحسابات إنهاء صيغة القطب العالمي الواحد، التي بدأت ببدايات عقد تسعينات القرن الماضي، لحساب عالم متعدد الأقطاب، والمعروف أن كلا من الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا قد أيدت هذا التوجه الروسي، الذي بدأ فعليا مع بداية وصول فلاديمير بوتين إلى موقع رئاسة الدولة الروسية. وكذلك، فإن من بين هذه الحسابات، التي تسعى موسكو لتسديدها بدماء السوريين وعذاباتهم مع الولايات المتحدة، مشكلة قواعد الصواريخ الاستراتيجية التي أقامتها واشنطن في بعض دول أوروبا الشرقية، ومشكلة إعلان الأميركيين عن أن منطقة بحر قزوين تشكّل بالنسبة إليهم منطقة مصالح حيوية، وأيضا مشكلة التدخل الأميركي السافر في بعض الجمهوريات الإسلامية التي كانت حتى بدايات تسعينات القرن الماضي جزءا من الاتحاد السوفياتي، والتي هي الآن تدور في الفلك الروسي من خلال صيغة شبه فيدرالية بائسة، من غير الممكن أن تستمر. وكذلك أيضا فإنه لا بد من إدراج مسرحية التهديد بالصواريخ النووية، لكل من اليابان وكوريا الجنوبية، التي لجأ إليها الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في هذا الإطار، على اعتبار أنها جزء من مبارزة تبادل عض الأصابع بين الروس والأميركيين، وهنا فإن أغلب الظن أن سيول (عاصمة كوريا الشمالية) من غير الممكن أن تلجأ إلى هذه اللعبة الخطيرة، حتى وإن كان رئيسها الشاب أراد تثبيت وجوده كزعيم عالمي على خطا جده كيم إيل سونغ، ما لم تحصل على موافقة مسبقة من موسكو، وأيضا من بكين، وكذلك ما لم تكن قد تلقت تشجيعا من فلاديمير بوتين، الذي بات يقلد جوزيف ستالين في تصرفاته الإمبراطورية؛ إن في الداخل وإن في الخارج، وغدا مصابا بداء العظمة، وبات يتصرف على أنه أهم رجل في الكرة الأرضية. إن هذا هو واقع الحال، وهذا هو ما يريده فلاديمير بوتين من الحفاظ على استمرار الأزمة السورية، وما يريده أيضا من بشار الأسد ومن كيم جونغ أون، وذلك مع أن الرئيس الروسي كان قد أبلغ رئيسا عربيا التقاه أخيرا في موسكو بأنه يعرف أنه من الصعب استمرار الرئيس السوري بالصمود، وأنه يعرف أيضا أن هذا الرئيس غدا يعيش هاجس توفير ملجأ آمن له ولعائلته ولبعض كبار رموز نظامه خارج سوريا.. ولكنه (أي الرئيس الروسي) قد بادر إلى الرفض المطلق، عندما عرض عليه هذا الرئيس العربي أن يتم توفير مثل هذا اللجوء في روسيا الاتحادية. إن الروس يعرفون أن بشار الأسد ساقط لا محالة، وأن هاجس إيجاد ملجأ له ولعائلته وأطفاله بات يسيطر عليه ويشغل باله أكثر مما تشغله المعارك المحتدمة التي غدا ميدانها يمتد من حلب في الشمال وحتى درعا في الجنوب، ومن الحسكة ودير الزور في الشرق وحتى حمص في الغرب، ولكن، ومع ذلك، فإنهم (أي الروس) مستمرون بالعناد وبالمكابرة؛ أولا لأنهم يريدون المزيد من تسديد الحسابات مع الولايات المتحدة، وثانيا لأنهم يسعون لضمان أن يكون النظام البديل لهذا النظام السوري مقبولا من قبل الإسرائيليين، وقادرا على ضبط الأوضاع على جبهة الجولان، على غرار ما بقيت عليه الأمور خلال الثلاثة عقود الماضية. وهكذا، فقد بات من المؤكد ومن الواضح أن الروس يلعبون لعبة عامل الوقت، وأنهم يريدون أن تكون هذه الحرب طويلة، وتستمر ربما لعشرات الأعوام، حتى وإن وصل عدد القتلى السوريين إلى المليون وأكثر، وحتى وإن وصل عدد المهجرين إلى الملايين؛ فالمهم بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو تثبيت نفسه لاعبا رئيسا في معادلة الصراع الدولية، وهو أن يبقى يعض على أطراف أصابع الأميركيين، ويسدد حساباته معهم من خلال هذه الحرب القذرة التي يشنها بشار الأسد على شعبه؛ فالدول، خاصة الدول الكبرى، لا تعرف إلا لغة المصالح والمصالح فقط، ولذلك فإن ما بات معروفا هو أن هذه الدول، وفي الوقت الذي تكثر فيه من الحديث عن الإنسان والقضايا الإنسانية، لا تفكر إلا في مصالحها الخاصة فقط، وهذه هي أحداث التاريخ لا تزال في متناول اليد، ودروسها لا تزال واضحة ومعروفة. (5) وكتب عماد الدين أديب: رسائل عربية حول سوريا؟، فقال: تصريحان حول الوضع في سوريا يستحقان منا التأمل الشديد. التصريح الأول لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وهو الرجل المعروف بدقته في اختيار كلماته، بعد لقائه نظيره الأميركي في واشنطن، أول من أمس، بأنه «لا مكان لحل سياسي في سوريا مع وجود الحكومة الحالية». التصريح الثاني كان لرئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم الذي التقى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والذي دعا فيه من برلين إلى تقديم المزيد من الدعم للمعارضة السورية المسلحة لإنهاء الصراع الدموي في سوريا. تصريح الأمير سعود رسالة واضحة لواشنطن ولكل من يحاول تسويق الفكرة الروسية - الإيرانية بضرورة التفاوض مع نظام الرئيس الأسد والتعامل معه على أنه أمر واقع لا بد من الاعتراف به. ويذكر أن هناك بعض الأفكار الأميركية داخل وزارة الخارجية في واشنطن قد تم تداولها بهذا الخصوص، حيث جرى تقديم «المصلحة الأميركية في التوافق مع روسيا» على الموقف الخلافي من المجازر في سوريا. أما التصريح القطري لرئيس الوزراء الشيخ حمد فهو محاولة لتحريك الجانب الأوروبي المتردد في موقفه فيما يحدث في سوريا. وكأن الشيخ حمد يقول للأوروبيين: لا يكفي نشاطكم الاستخبارتي أو مساعداتكم الإنسانية أو تصريحاتكم العلنية أو بياناتكم الرسمية حول سوريا، ولكن يجب الانتقال إلى حالة المواجهة الإيجابية مع ما يحدث في سوريا لأنه «لا يفل السلاح إلا السلاح». يأتي ذلك في ظل أنباء تأتي من مصادر مطلعة في سوريا عن نجاح قوات الجيش النظامي السوري مؤخرا في تنفيذ خطة عسكرية محكمة لتقطيع خطوط الإمداد والتموين والتواصل بين قوات الجيش السوري الحر، حيث تضع قواته مجموعات محدودة غير متصلة الخطوط حتى لا تتمكن من شن هجمات كبيرة منظمة. وينعكس ذلك إيجابيا على سلوك نظام الرئيس الأسد في تصريحاته وتحركاته السياسية وكأنه يستعيد مرة أخرى زمام المبادرة على الأرض وعلى مسرح العمليات. ويبدو أن تحرك الأمير سعود الفيصل في واشنطن وتحرك الشيخ حمد بن جاسم في برلين يعكسان رؤية الرياض والدوحة بشكل دقيق للوضع على أرض الحدث في سوريا ويحاولان أن ينبها واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة التحرك بشكل إيجابي على مسرح الحدث السوري. هل تفهم ميركل وهل يفهم جون كيري الرسائل الواضحة التي وصلت إليهما؟ مقبل الأيام يكفي للإجابة العملية عن ذلك. (5)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6) فادي حسين ظاهر الذياب - دير الزور - خالد عبد العزيز السلومي - حمص - القصير عبد الرحمن شديد - حمص - مسكنة موسى عبد القادر حيشية - حمص - مسكنة عبد الله حمد صبوح - حمص - جوبر عبد السلام فياض السلامة - دير الزور - الطيانة يحيى مبارك طرفة - حمص - القصير محمد عزام الحسن - حمص - تل شور أحمد ياسر غنوم "أبو فردين" - حمص - القصير: قرية الحميدية خلدون شحادة حميدان - حمص - قرية آبل يحيى عبد الهادي المرعي - حمص - القصير: عرجون خالد محي الدين شمس الدين - حمص - القصير براء أحمد العبد الله - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل أحمد محمد سويد - حمص - القصير حسون خير الله بكار - حمص - البويضة الشرقية لبانة ياسر حمزة - حمص - القصير أحمد الحمود - حمص - القصير سعد العزو - حمص - بابا عمرو المنتصر بالله عمر كرزون - حمص - البويضة الشرقية زياد أمين حمزة - حمص - البويضة الشرقية رضا أمين حمزة - حمص - البويضة الشرقية نجد أمين حمزة - حمص - البويضة الشرقية غنوة محمد حمزة - حمص - البويضة الشرقية هبة رضا حمزة - حمص - البويضة الشرقية فاطمة الرحموني - حمص - البويضة الشرقية سمر عبد الله الغني - دير الزور - حي المطار القديم إسماعيل محمد الجمال - دير الزور - قرية الحوايج محمد حسين الفراج - دير الزور - الموحسن عمران عبد الرحمن العايدي - درعا - حي طريق السد أنس الطعايني - درعا - درعا المدينة فايز عرموش - ريف دمشق - وادي بردى: جديدة الشيباني محمد سنوبر - ريف دمشق - وادي بردى: جديدة الشيباني عدنان محمد السرجاوي - ادلب - معرشورين ابنة عدنان محمد السرجاوي - ادلب - معرشورين محمود أحمد سرجاوي - ادلب - معرشورين محمود وليد المرعي - ادلب - معرشورين معاذ الحاج طاهر - حلب - بستان القصر سميرة الحلاق - ريف دمشق - حزرما وليد الأبش - ادلب - جسر الشغور: قرية كنيسة نخلة معتز صادقة - ريف دمشق - سقبا زكريا قشيشة - ريف دمشق - دوما إياد أحمد السقال - دمشق - الميدان قتيبة القادري - دمشق - القدم عائشة عثمان العثمان - ادلب - تلمنس عبد اللطيف الحسن - درعا - الجيزة بلال مصطفى المصطفى - دمشق - التضامن خالد القاسم العودات - درعا - الكرك الشرقي أحمد سوية - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل بلال شبرق - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل محمود فياض الشرع - درعا - خربة غزالة أبو البراء - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل أحمد التركماني - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل مصطفى فهد الخلف - درعا - اللجاة: قرية جدل والد أحمد التركماني - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل والدة أحمد التركماني - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل أخت أحمد التركماني - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل أحمد الشيخية - ريف دمشق - وادي بردى: هريرة قاسم الشيخية - ريف دمشق - وادي بردى: هريرة محمد الشيخية - ريف دمشق - وادي بردى: هريرة مصطفى الشيخية - ريف دمشق - وادي بردى: هريرة محمود الشيخية - ريف دمشق - وادي بردى: هريرة حسين خالد - ريف دمشق - وادي بردى: هريرة محمود مكي - ريف دمشق - المقيلبية فاطمة عماد الدين طربوش - ريف دمشق - النبك عبد الحكيم الخولي - حمص - قرية آبل علي حسين القاق - ريف دمشق - سرغايا معاذ عبدو دغلة - ريف دمشق - الدير خبية آل جرادة 1 - ريف دمشق - الدير خبية آل جرادة 2 - ريف دمشق - الدير خبية ياسين جمال عثمان - ريف دمشق - سقبا محمد رجائي جاسر - حلب - المغاير زكريا - حلب - الحيدرية محمد عبد الكريم دعيفيس - حمص - القصير سها الأشتر - حلب - الميدان مصطفى محمود الطويل - حلب - الباب وهبة محمد بكور - حلب - اعزاز وليد وحيد الترك - حمص - بابا عمرو أبو بلال - حلب - موفق ناصر - حمص - القصير ابتسام عبد الجبار التويني - ادلب - تلمنس طه الزعبي - حمص - بابا عمرو حسان حسن العموري - حمص - القريتين خالد الخليف - حمص - القريتين محمد الطالب - حمص - البويضة الشرقية عاطف زكريا - حمص - شنشار عبدو بسام الرويشدي - حمص - القريتين علاء عبد الكريم الضاهر - حمص - القريتين هاشم العرندس - حمص - القريتين محمد علي البيريني - حمص - جوبر المصادر: 1- لجان التنسيق المحلية. 2- الجزيرة نت. 3- وكالة رويترز. 4- العربية نت. 5- الشرق الأوسط. 6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.
الشرق الأوسط
العربية نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة