إيلاف
تصدير المادة
المشاهدات : 8113
شـــــارك المادة
يلجأ السوريون الذين تقطعت بهم السبل في ظل المعارك العنيفة التي تشهدها بلادهم إلى بيع ما تبقى من أدوات منزلية في بيوتهم من أجل شراء طعام تقتات منه عائلاتهم. حلب: في حلب، يعمد كثيرون إلى بيع أغراضهم الشخصية من اجل الحصول على طعام، وبينهم أبو أحمد الذي حمل معه لدى نزوحه من منزله في حي بابا عمرو المنكوب في حمص (وسط)، مروحة للتهوية يسعى إلى بيعها في أحد أسواق المدينة الواقعة في شمال سوريا.
كل يوم، على غرار أبو احمد وهو خياط في الثلاثين من العمر، يأتي عشرات السوريين النازحين من مناطق أخرى تشهد أعمال عنف إلى هذا السوق ويعرضون ما تبقى لهم من أدوات منزلية أو شخصية للبيع من أجل شراء طعام تقتات منه عائلاتهم. ويقول محمد (52 عاما) الذي يجوب المنازل في الحي الذي يقطن فيه من أجل شراء أغراض يراد التخلص منها ويعمد إلى بيعها مجددا في السوق، "الناس يبيعون قبل كل شيء الأدوات الكهربائية، فالتيار الكهربائي مقطوع في أي حال"، موضحا انه يعمل في بيع القطع المستعملة من اجل تأمين حاجات أولاده الأحد عشر. في مكان آخر من السوق، يعرض احمد مضربي تنس وجهاز تلفزيون اشتراه من جاره. ويقول "عندما ذهبت لأخذ التلفاز، أجهش أولاده بالبكاء". إلا أنه يؤكد أن التلفزيون سيباع بثمن بخس جدا، مضيفا "لم يعد هذا التلفاز يساوي شيئا. الجهاز الذي كانت قيمته ثلاثة آلاف ليرة سورية (حوالي ثلاثين دولارا) لم يعد يساوي أكثر من ألف ليرة (حوالي عشرة دولارات)، بسبب انقطاع التيار الكهربائي". ثم يتوجه إلى حشد من الناس تجمعوا حول نقطة البيع الخاصة به وهو يصرخ "ألفا ليرة سورية، فقط ألفان، هل يريد احد هنا أن يشتري؟". على بعد أمتار من أحمد، يبيع فتى شموعا. مع انقطاع التيار الكهربائي، باتت الشموع سلعة أساسية ومطلوبة جدا في السوق. وفي محطة محروقات مهجورة في حي الصالحين في شمال شرق المدينة، يفاوض عشرات الرجال والفتيان أسعار بعض الأغراض المعروضة على قطعة قماش أرضا. إلى جانبي البسطة، بائعا حمام ودجاج. في المكان أيضا، يرتفع دخان شواء من بسطات بائعي الكباب... وفي السوق المستحدث أجهزة راديو قديمة وأطباق من المعدن وأقفال وأحذية مستعملة. في الماضي، كان سوق الخميس هذا يعرف بـ"سوق الحراميي"، إذ كان يمكن العثور فيه على أصناف عدة من السلع المهربة أو المجهولة المصدر. أما اليوم، فهو مقصد اليائسين والمكان الوحيد الذي يمكن أن يجدوا فيه مصدرا ماليا ولو محدودا من اجل البقاء على قيد الحياة في مدينة ضربتها الحرب منذ تسعة أشهر وتشتعل فيها أسعار المواد الاستهلاكية. ويقول أبو بكري لوكالة فرانس برس "كل الناس عاطلون عن العمل. لقد كانت نسبة البطالة مرتفعة حتى قبل الحرب، اليوم وصلت إلى مستوى لا يمكن تخيله. وكثيرون انقطعوا عن الذهاب إلى أعمالهم خوفا من أن يموتوا بالقصف على الطريق. لذلك يبيع الناس آخر ما يملكون". بين هؤلاء، صالح (16 عاما) الذي يعرض بخفر آلة تصوير قديمة. ويقول "والدي مات. ولا أحد يعمل في العائلة. جئت أبيع هذه الآلة لأطعم أشقائي وشقيقاتي". ويتقدم نحوه زبون ويعرض عليه مئة ليرة، أي ما يساوي ثمن كيلوغرام ونصف الكيلوغرام من الطماطم.
العربية نت
عبسي سميسم
بنان الحسن
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة