الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 9658
شـــــارك المادة
ينضم أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، بأعداد ضخمة إلى صفوف المعارضة على الرغم من التزامها الحياد لفترة طويلة، مما يزيد الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب نشطاء معارضة وقادة عسكريين لصفوف الثوار.
لقد تمكن الأسد من الاحتفاظ بدعم الكثير من رفاقه العلويين، وأصبح الإبقاء على دعم الأقليات الأخرى هدفا أساسيا لحكومته، التي حاولت تصوير النزاع بوصفه مؤامرة أجنبية وليس تحديا داخليا لسلطتها. ويقول فريد خزان، عضو البرلمان اللبناني وأستاذ سياسات الشرق الأوسط بالجامعة الأميركية في بيروت: «يحاول نظام الأسد إبعاد الدروز والأقليات الأخرى لضمان عدم تحالفها مع المعارضة».
يقدر عدد الدروز في سوريا بنحو 700 ألف من إجمالي 21 مليون نسمة، ولعبوا دورا كبيرا في الثورات السورية، سواء ضد الأنظمة الطاغية أو إبان حكم العثمانيين أو الاستعمار الفرنسي. وعلى الرغم من وجود طوائف منتشرة في أنحاء الدولة، ظل اتباع الطائفة الدرزية، يعيشون في المنطقة الجبلية بجنوب شرقي سوريا.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية، بحسب معارضين سوريين، أكثر من ست مظاهرات مناهضة للنظام في محافظة السويداء في الجنوب الشرقي، حيث يوجد أكبر تجمع للدروز وظلت محتفظة بهدوئها النسبي منذ اندلاع الثورة قبل قرابة عامين. وفي منتصف ديسمبر (كانون الأول)، أعلن المقاتلون عن تشكيل أول مجلس عسكري ثوري لمحافظة السويداء. وقام المجلس بتنسيق أهم المعارك في منطقة الدروز منذ بدء النزاع.
وفي خضم اشتباكات منتصف يناير (كانون الثاني)، شارك عشرات المقاتلين من الدروز في هجوم على قاعدة رادار على قمة جبل في محافظة السويداء. واغتال المقاتلون الكثير من ضباط النظام، لكنهم صدوا في النهاية من قبل قوات تفوقت عليهم وتراجعوا أسفل منحدر الجبل، ووقعت في صفوفهم إصابات كثيرة.
وعلى الرغم من التراجع اعتبر بعض الثوار العملية انتصارا. ويقول مقاتل من الدروز باسم تامر وعمره 36 عاما يعرف، انضم لثوار السويداء في المعركة قبل بضعة أشهر إن «المعنى الرمزي لمشاركة الدروز في هذه العملية مهما بنفس درجة أهمية تدمير برج الرادار». ودفعت قوة المقاتلين الثوار ثمنا باهظا في الأرواح في المعركة وقتل فيها خلدون زين الدين، أحد أوائل الضباط الدروز الذين انشقوا عن الجيش السوري، والذي كان ينظر إليه كبطل أسطوري بين الدروز الذين انضموا لصفوف المعارضة.
ويوضح فيديو عرض على شبكة الإنترنت تبعات المعركة التي تبدو فيها جثامين مقاتلين مدفونة وسط الثلوج، بعضها أسلحتها متجمدة. ويسير ضابط حكومي يتحدث بلهجة علوية، وسط الجثث بازدراء وملتقطا صورا للمشهد، بينما يركل ضابط آخر إحدى الجثث.
انضم بعض الدروز في مناطق مختلطة الطوائف، مثل إدلب في شمال غربي سوريا، بصورة أكبر إلى التظاهرات وقاتلوا مع وحدات من الجيش السوري الحر في مرحلة مبكرة نسبيا من المعركة. لكن الدافع الذي جعل كثيرا من الدروز يتنحون جانبا حتى الآن هو الخوف من التعرض لهجمات من قبل المتطرفين السنة وسط الثوار، الذين يعتبر بعضهم الملة الدرزية ارتدادا عن الدين الإسلامي.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة