..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

في ضواحي بعلبك: نازح يقيم بمغارة.. ومقدم بخيمة عند تقاطع طرق

المرصد الشامي

١٦ يناير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6589

في ضواحي بعلبك: نازح يقيم بمغارة.. ومقدم بخيمة عند تقاطع طرق
وسط الثلوج1.jpg

شـــــارك المادة

يسكن ياسر علي الحاج علي، (34 عاما)، النازح من منطقة حرستا من ريف دمشق منذ 6 أشهر، شأنه شأن غيره من النازحين الذين قدموا من إدلب ودير الزور وحلب ومخيم اليرموك عندما اشتدت المعارك بين المولاة والمعارضة، فهو لم يجد سبيلا سوى الفرار إلى لبنان ظنا به أنه سيكون بلد الأحلام، ليفاجأ أخيرا ....

بأنه نزيل مغارة على يسار طريق بلدة نحلة (شمال مدينة بعلبك) في خراج منطقة ضوء القمر العقارية بين نحلة ومدينة بعلبك، وهو أب لعائلة مؤلفة من زوجة وأربعة أولاد تتراوح أعمارهم ما بين الـ4 و8 سنوات، قد كتبت له أحداث سوريا أن يعيش على هامش الحياة من دون ماء أو كهرباء.
فالمغارة التي يسكنها كانت عبارة عن مستودع تستخدمه حركة فتح في الثمانينات مخزنا للأسلحة إلى جانب مقر عسكري فوق الأرض وعلى مقربة من المغارة.
وقد آوى الحاج علي إليها مع أفراد عائلته لعدم قدرته على استئجار منزل أو نصب خيمة، أما شقيقه أحمد علي الحاج علي الذي يصغره بسنتين فهو ينزل ضيفا في أحد المنازل غير مكتملة البناء في منزل عائد لآل صلح، والعائلتان تنتظران بكامل أفرادهما مع الوالد إعانات هيئة الإغاثة والجمعيات الخيرية بشكل شهري أو أسبوعي.
وعند زيارتنا للمغارة للاطلاع على أحواله حيث يعيش، كان طلبه للحطب أولا للبقاء والاستمرار على قيد الحياة، لأن العاصفة الأخيرة كادت تقضي على أولاده الجياع والعراة كما قضت قبل يوم على الستيني أبو مهدي، الذي شردته العاصفة وكان نصيبه الموت لينقل إلى أحد مستشفيات بعلبك من مخيمه من مقابل مستشفى دار الحكمة على المدخل الشمالي للمدينة.
وتمنى ياسر أن تهدأ الأمور في سوريا كي يعود إلى بلده ويعيش بكرامة كأي مواطن، بدل حالة الذل التي يعيشها في لبنان، الذي ظنه بلد الأحلام قبل أن يأتي إليه.
ويقول إن بيته في سوريا قد دمر، وهو مؤلف من ثلاث طبقات، وهو على استعداد في حال عودة الهدوء والأمان إلى سوريا أن يركز خيمة قرب منزله المهدم ولأن يقبل تراب وطنه، لأن لا شيء أغلى من الوطن عنده، كما قال.
أما شقيقه أحمد الذي كان أفضل حالا منه والذي يسكن في بيت متواضع غير مكتمل، أحكم إغلاق شبابيكه بقطع من النايلون محاولا التخفيف من صقيع العاصفة ومن هول ما شاهده من برد لم يعتده في سوريا - سأل: "هل نحن في حلم أو علم، وهل نحن في ربيع عربي أم في ذل عربي؟! والمؤسف أن لا أحد يتطلع إلينا، الكل يأتي ليصورنا ويتاجر بأحوالنا، التقطوا لنا الصور عدة مرات.
وبدءا من اليوم لم نعد نسمح لأحد بأن يلتقط لنا صورة واحدة".
أما الوالد علي محمد الحاج علي، (53 عاما)، فرفض الإدلاء بأي تصريح لشدة الاستياء من الواقع الذي يعيشه وأبناؤه في لبنان بسبب تردي الأحوال وقد زادت العاصفة من حالته سوءا إلى سوء.
فواز الجاسم، ضابط متقاعد في الجيش السوري برتبة مقدم، مهجر من منطقة سمعان بحلب، يسكن في خيمة بإجر الحرف عند مثلث دير الأحمر – شليفا، وهو يقول: "لقد استشهد ولدي وهو يقاتل إلى جانب المعارضة مع الجيش السوري الحر".
يعيش الجاسم الذي قدم إلى لبنان منذ سبعة أشهر وضعا مأساويا بسبب البرد، ويقول: "قضينا أسبوعا صعبا جدا، قدمت لنا الأمم المتحدة قسائم محروقات، لكنها لم تكف، والحصص الغذائية والتموينية لا تأتي إلا نادرا، ووضعنا مأساوي، فلا أعمال ولا أموال، ولا معين لنا غير الله، وهربت إلى لبنان خشية تصفيتي".
أما أحمد الجاسم، (60 عاما)، فمريض بالقلب، فهو أب لعشرة أطفال، وهو مهجر من ضواحي حلب منذ 8 أشهر.
لا يعرف عن أحوال منزله شيئا في حلب، وهو لم يزرها منذ قدومه إلى لبنان، وولده معتقل لدى النظام بسبب نشاطاته السياسية ومشاركته في المظاهرات.
وفي مخيم آخر في إيعات، يقول إبراهيم طه، المهجر من منطقة سراقب بإدلب، وهو أب لثلاثة أولاد معاقين: "سجلت اسمي خمس مرات ولم أحصل على شيء، دفعت أكثر من مائة ألف ليرة لبنانية (66 دولارا) أجرة سيارات من وإلى بعلبك ولم أحصل على شيء.
أسكن في خيمة ترشح مياه. والدي مريض عمره 65 عاما، ووالدتي عزيزة عقلة هي أيضا مريضة، بعت سيارتي في سوريا، ولم أزل حتى الساعة أتحرك بثمنها، ولا أعرف ماذا سأفعل بعد أسبوعين وبعد أن تنفد الأموال".
بشار علي، وهو أيضا من سراقب، يسكن مع فراس علي وضايع المحمود في خيمة واحدة، همهم المازوت والحطب أولا، ومن ثم الطعام ثانيا. وبسبب عدم توافر المازوت والحطب، يلجأ بشار مع شركائه إلى وقد الأحذية البلاستيكية القديمة وإلى تكسير الأواني البلاستيكية القديمة لتدفئة أطفاله ويشكو من معاملة اللبنانيين.
مريم العمر، (40 عاما)، وصلت لتوها إلى منزلها المستأجر بمائتي ألف ليرة ( 133 دولارا) الذي رشح سقفه بالمياه، من زيارة إلى سوريا، واصفة الحال بأنها "مأساوية".
شكت ندرة التقديمات، وقالت: "يصورون لنا الدفاتر وإيصالات الأدوية والتقارير الطبية ولا نحصل على شيء، وقد رحمني الله بولد عمره 12 سنة قاصر، أشغله في السهل كي أدفع أجرة المنزل".

 

 

الشام اليوم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع