الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 3454
شـــــارك المادة
لجأ الكثير من العائلات ضمن موجات النزوح الداخلي في سوريا إلى أبنية قيد الإنشاء وغير جاهزة للسكن، وأصبح العديد من مناطق ريف دمشق -الهادئة نسبيا- مكتظا بالسكان في حين تعيش مئات الأسر في مبان بلا نوافذ وأبواب وتفتقر لتمديدات الكهرباء والماء والصرف الصحي.
وفي زيارة إلى إحدى تلك التجمعات مرت الجزيرة نت بمناطق خاوية من سكانها تظهر فيها آثار الدمار والحطام، فجوبر وزملكا والقابون ودوما وحرستا تغص بالبيوت المهدمة والمحترقة والسيارات المدمرة، وأتوستراد حرستا الذي كان يضم أهم سوق لتجارة السيارات أصبحت الرياح تصفر في صالات عرضها ذات الواجهات المحطمة.
معظم سكان تلك المدن هربوا بأرواحهم، المحظوظون منهم وجدوا بيوتا بديلة تؤويهم لكن الكثيرين اضطروا للجوء إلى أبنية قيد الإنشاء فأغلقوا النوافذ والأبواب بما تيسر لهم من مشمعات وبطانيات وقطع خشب أو حجارة بناء.
معيشة سيئة قرابة ثلاثة آلاف شقة على هذا الحال في أحد التوسعات بريف دمشق حيث تفتقر لكل مقومات العيش ابتداء من الطرق غير المعبدة حيث يصبح الوحل مشكلة كبيرة عند نزول المطر وتجمع المياه في الساحات، مرورا بانعدام تمديدات المياه أو الكهرباء، وصولا إلى الازدحام الشديد في أعداد النازحين ورداءة أوضاعهم المعيشية.
ففي شقة مؤلفة من ثلاث غرف صغيرة تؤوي سبعة وثلاثين شخصا تعيش جدة وأولادها وأحفادها منذ رمضان الماضي حيث أجبرهم القصف على مغادرة بيتهم دون أن يحملوا معهم أي شيء من متاعهم أو ثيابهم.
قالت العجوز "أمضينا ثلاثة أيام ونحن ننظف المكان ونقوم بترحيل الرمال والأتربة في الشقة ونحاول سد النوافذ والأبواب".
البطانيات هي الوسيلة الوحيدة المتاحة للتخفيف من البرد حيث يقوم المتبرعون والهلال الأحمر بتوزيعها عليهم. وحاولت بعض الأسر الحصول على الكهرباء من الخطوط العامة التي تبعد مسافة لا بأس بها عنهم.
ويعتمد النازحون بشكل أساسي على المعونات الغذائية التي تصلهم، إذ أصبحت العائلة الكبيرة بلا دخل مادي.
ويقوم السكان بالحصول على كل احتياجاتهم من مياه الشرب والغسيل والاستحمام من بعض الخزانات البلاستيكية المنتشرة بين الأبنية وبكميات ضئيلة.
ومن ناحية أخرى يبدو تجمع القمامة إحدى المشاكل المتعلقة بالخدمات في تلك المنطقة التي ازدحمت بآلاف اللاجئين دون تهيئة مسبقة، وكذلك مشاكل الصرف الصحي حيث تعم مداخل الأبنية روائح كريهة.
أساليب للكسب وعند التجول في المدينة المزدحمة ورغم برودة الطقس فإن الكثير من النازحين لجؤوا لكسب الرزق في أكشاك نصبوها من الأخشاب والمشمعات يبيعون فيها الخضار والأطعمة ومواد البقالة وحتى الثياب المستعملة.
فأصحاب المحلات المهجرين حاولوا البدء من تحت الصفر في هذا التجمع ببيع المأكولات الشعبية في أكشاك بدائية عرضة لأن تقتلعها الرياح في أي وقت، لينتج عن تجمعهم شيء أشبه بالسوق الصغير الذي يؤمن احتياجات النازحين ويوفر مصدر رزق لبعض العائلات.
وكثير من هؤلاء الباعة أطفال في سن المدرسة أصبحوا بلا تعليم ويحاولون كسب قوت يومهم ولو ببيع زجاجات تحوي لترين من الوقود بسعر مضاعف.
ظروف المعيشة تلك لا تقتصر على هذا التجمع فالبيوت غير المكسوة التي يعيش فيها النازحون أصبحت شائعة في كثير من الأماكن وأصبحت النوافذ التي يسدها مشمع أو بطانية منظرا مألوفا في ريف دمشق.
العميد الركن أحمد رحال
أسرة التحرير
خالد مصطفى
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة