الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 3384
شـــــارك المادة
حذرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس من مخاطر الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا، وقالت إن سوريا تمثل المحور الذي يبقي منطقة الشرق الأوسط متماسكة، ويسمح بإعادة بناء المنطقة على أساس قوي من الحرية والتسامح.
وأضافت الوزيرة في مقال نشرته لها صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إنه يخشى أن تنزلق المنطقة برمتها إلى حالة من عدم الاستقرار، مشيرة إلى تركيبة وطبيعة السكان الذين يقطنون المنطقة.
وأوضحت رايس أن لكل من مصر وإيران وتركيا شخصيتها التاريخية المعروفة، باستثناء أن تركيا تعاني من الأزمة الكردية، حيث لا يرغب الأكراد بالاندماج في جسم الدولة، ويطمحون بكيان مستقل.
وأما بقية الدول بالمنطقة فهي عبارة عن بنى أقامها البريطانيون والفرنسيون -على حد تعبيرها- الذين رسموا حدودها على شكل خطوط دون مراعاة لاختلافات عرقية أو طائفية، وذكرت رايس إحصائيات للنسب السكانية في بلدان المنطقة من غير أن تشير إلى مصدرها، ووفق قولها فـ"الشيعة يمثلون في البحرين ما يقرب من 70% ولكنها محكومة من عائلة سنية، وفي السعودية يشكل الشيعة 10% من السكان الذين يقيمون بالمناطق الغنية بالنفط في شرقي البلاد".
ومضت رايس في ذكر المزيد من النسب السكانية لدول المنطقة حسب معرفتها فقالت إنه "بينما يشكل الشيعة 65% من سكان العراق، يشكل السنة العرب 20% ويشكل الأكراد وآخرون النسبة المتبقية،" وقالت "إن الفلسطينيين يشكلون ما يقرب من 70% من سكان الأردن، وإن لبنان مقسم بنسبة تقريبة بين الشيعة والسنة والمسيحيين، وإن سوريا تتألف من سنة وشيعة وكرد، وتحكمها أقلية علوية".
وأضافت أن البنية الهشة للدول بالشرق الأوسط بقيت متماسكة طيلة الفترة الماضية عن طريق ملوك وطغاة، ولكنهم بدؤوا يفقدون قبضتهم على السلطة منذ انطلاق الربيع العربي من تونس إلى القاهرة إلى دمشق، مما ينذر بانقسام وتطاير الدول المصطنعة بالمنطقة.
وقالت الوزيرة الأميركية إنه كان خطأ كبيرا منذ العام الماضي تعريف الصراع في سوريا بأنه قضية إنسانية، موضحة أن نظام الرئيس بشار الأسد يعتبر نظاما وحشيا وأنه قتل العديد من الأبريا، ولكن ما يجري في سوريا ليس يشبه الحال التي كانت عليها ليبيا، فالوضع في سوريا يعتبر أخطر بكثير.
وأوضحت أن سوريا بدأت تنهار وأن لكل من السنة فيها والشيعة والكرد شبكة من الولاءات الطائفية، وأشارت إلى أن إيران تلعب بشكل حثيث على وتر الطائفية في سوريا وفي العراق والبحرين والسعودية ولبنان، وإلى أن طهران تستغل حزب الله اللبناني ومليشيات مسلحة جنوبي العراق لتحقيق أهدافها.
وقالت إن طهران لا تخفي بأن قواتها الأمنية موجودة في سوريا لمحاولة إنقاذ نظام الأسد من الانهيار، مضيفة أنه في هذا السياق يمكن القول إن البرنامج النووي الإيراني لا يشكل خطرا على إسرائل فحسب، ولكنه يشكل خطرا على المنطقة برمتها.
وأشارت إلى أن السعودية وقطر وبلدانا أخرى مجاورة تحاول دعم الفصائل المسلحة السنية في سوريا، وإلى أن تركيا وجدت نفسها متورطة في الصراع مخافة مطالبة الكرد في سوريا بدولة لهم في البلاد بمرحلة ما بعد الأسد، وبالتالي تشجيع إخوانهم الكرد في تركيا على أن يحذوا حذوهم.
وقالت إن سقوط قذائف وصواريخ قوات الأسد على الحدود التركية أو الإسرائيلية أصبح أمرا شائعا، وإن تركيا طلبت الشهر الماضي المساعدة والاهتمام من جانب حلف شمال الأطلسي (ناتو).
حظر جوي وتساءلت رايس عن دور الولايات المتحدة؟ وقالت إن أميركا قضت شهورا وهي تحاول الحصول على موافقة من روسيا والصين من أجل إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لوقف حمام الدم المتدفق في سوريا، ولكن دون جدوى.
وقالت إن فرنسا وبريطانيا وتركيا تحركت في الآونة الأخيرة لملء الفراغ السياسي، وذلك من خلال الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري الذي يمثل جميع السوريين بشكل واسع، داعية الولايات المتحدة إلى ضرورة الالتحاق بالركب، وضرورة مساعدة وتسليح الثوار السوريين.
وقالت إنه يجب على الولايات المتحدة وحلفائها أن ينظروا أيضا في إنشاء منطقة حظر جوي لحماية الأبرياء، وإن ثمة حاجة للوزن وللنفوذ الأميركي من أجل إنقاذ الشرق الأوسط من مخاطر الأزمة السورية المتفاقمة.
وأوضحت أن ترك أزمة سوريا لدول المنطقة وحدها ينم عن مخاطر كبيرة، لأن مصالح تلك الدول تختلف عن المصالح الأميركية، وبالتالي فإن الأزمة السورية ستتفاقم أكثر وتتخذ طابع الصراع الطائفي على المستوى الإقليمي.
كما حذرت رايس من مخاطر استقطاب الأزمة السورية لجماعات مسلحة متطرفة مثل تنظيم القاعدة، وكذلك حذرت من مخاطر سيطرة هذه الجماعات على السلطة في سوريا بعد الإطاحة بالأسد.
وقالت إنه إذا انهارت منظومة الدول السائدة بالشرق الأوسط، فإن إيران ستكون الرابحة، وإن حلفاء الولايات المتحدة سيكونون الخاسرين، وإن الصراع والعنف والفوضى ستصبح أمرا شائعا بالمنطقة.
وأضافت رايس أن الحرب قد تندلع بالشرق الأوسط على النطاق الأوسع، وأنها قد تتصاعد إلى أبعد من ذلك، داعية الولايات المتحدة إلى ضرورة التحرك قبل فوات الأوان، ومشيرة إلى أن الانتخابات الأميركية قد انتهت، وأنه لم يعد من حجة أمام واشنطن.
أسرة التحرير
هيئة الشام الإسلامية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة