سي إن إن
تصدير المادة
المشاهدات : 3155
شـــــارك المادة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أشارت تحليلات متابعة للوضع في قطاع غزة إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية التي جرت هناك، تمت في أجواء مختلفة تماماً عن نظيرتها في عام 2008، بسبب التغيرات التي أفرزها ما يعرف بـ"الربيع العربي" والتحولات التي طرأت على تعامل رؤساء الدول العربية مع الأحداث، وقدرة إسرائيل نفسها على التحرك سياسيا.
وقال كبير مراسلي قناة CNN، نيك روبرتسون، في مقال تناول مواقف الدول العربية ممثلة بمصر وقطر إنه قد يكون من السهل علينا التمعن في الصراع القائم، فالقوى العسكرية التابعة لحركة حماس، بالإضافة إلى عدد من المليشيات الصغيرة تقوم بإطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، في الوقت الذي تقوم به إسرائيل بقصف قطاع غزة، في سيناريو مشابه لما حصل خلال عام 2008/2009 والذي أودى بحياة 1300 من الرجال والأطفال والنساء. ولكن روبرتسون رأى أن المقارنة "ليست بالأمر السهل على الإطلاق، إذ أن وضع حماس تغير هذه المرة، فرغم أنها لا تزال محتجزة داخل الحصار المفروض على غزة منذ انتخابها قبل ستة أعوام، إلا أنها لديها أصدقاء أكثر خارج القطاع." فالتغيير الحاصل الآن تمثل بإنهاء الربيع العربي لعددٍ من الأنظمة التي اعتبرت "صديقة لإسرائيل،" بأنظمة مساندة لحركة حماس، فقد انتهى الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، الذي "ساعد في تضييق الخناق حول رقبة حماس في 2008/2009، واختفت مصر التي كبتت حرية التعبير عن الرأي المعارض لإسرائيل." وأكمل روبرتسون المقال بالتشديد على أهمية "دور مصر الجديد،" إذ لم تمثل زيارة رئيس الوزراء المصري، هشام قنديل، إلى قطاع غزة، "أهمية كبيرة على قدر الاهتمام الإعلامي الذي حظيت به حماس خلال زيارته للقطاع، وفي الوقت الذي كانت بحاجة ماسةٍ إليه"، إلى جانب واقع أن القاهرة لن تقوم بوقف مرور المساعدات من معبر رفح، كما فعل نظام مبارك، ولن تقوم بإمداد إسرائيل بالتعاون الإستخباري كما كان الوضع عليه في السابق. كما أشار روبرتسون في مقاله إلى الدور الكبير الذي تلعبه دولة قطر في "عزل إسرائيل،" وعن كيفية الدور السياسي الذي تلعبه الدوحة في "إعادة تشكيل الإقليم بالشكل الذي تراه مناسباً." وحيث رأى أن قطر "لطالما حبذت الأنظمة الإسلامية المعتدلة والقريبة من نظام حركة الإخوان المسلمين،" كالنظام الفاعل في مصر حاليا، ويشابه هذا النظام الوضع الذي تتبناه حركة حماس، لكن إيران هي الأقرب لها، كما أكدت قطر رغبتها في إبعاد حماس عن إيران، خلال زيارة أمير قطر التاريخية لقطاع غزة، الشهر الماضي، عندما عرض أمير قطر 400 مليون دولار من المساعدات لدعم القطاع. وأشار روبرتسون إلى أن موقف إسرائيل "ضعيف حالياً على الساحة السياسية، رغم من قوتها العسكرية المتنامية،" كما أن القوة العسكرية المصرية المفروضة على حركاتها الإسلامية قد ضعفت، والآن ومع الإفراج عن العديد من المسجونين الإسلاميين وتجمعهم في صحراء سيناء، بقرب الحدود الإسرائيلية، يجب على إسرائيل ألا تلجأ إلى أي بقايا من الدعم الذي وفره نظام مبارك، لأنه ورغم أن "التصريحات المصرية بعيدة عن إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، إلا أنها اتخذت موقفاً واضحاً في تأييدها لحركة حماس." وختم روبرتسون مقاله مؤكداً أن "الرأي الشعبي المعارض للتعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين في العالم العربي" وأن الوضع قد تغير مع اختفاء الأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي، واستبدالها بأنظمة منتخبة ديمقراطياً، وواعية في الوقت ذاته "بالتغييرات الجذرية" التي تنتظرها في حال إخفاقها.
أسرة التحرير
شبكة شام الإخبارية
الإسلام اليوم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة