الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 4616
شـــــارك المادة
مع احتدام حدة القتال في سوريا وتزايد أعداد المقاتلين المناهضين للنظام السوري وتنامي قوتهم خلال العام الحالي، بات من الضروري على ما يبدو أن يحصل هؤلاء الثوار على الصواريخ الحرارية المحمولة على الكتف وتوجيهها ضد الطائرات الحربية السورية.
وكانت مدونة «أت وور» التابعة لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية قد قامت بتوثيق ظهور صواريخ «سام 7» الحرارية في أيدي الثوار، ولم تظهر هذه الصواريخ دفعة واحدة، ولكنها كانت تظهر قطعة تلو الأخرى. ومنذ منتصف فصل الصيف، كانت تظهر بعض أنظمة التوجيه من حين لآخر، ولكن لم يتم استخدام أي منها، على حد علمنا، بشكل فعلي.
وظهر مقطعا فيديو على موقع «يوتيوب» في الآونة الأخيرة يشيران إلى أن ما كان متوقعا في السابق بات يحدث الآن على الأرض. ويظهر المقطع الأول، والذي تم نشره اليوم، فريقا مكونا من اثنين من القناصة يحملان صاروخ «سام 7» وينتظران طائرة وهما يختبئان خلف أحد المنازل. وأشار ماثيو شرودر، وهو محلل يغطي أخبار انتشار القذائف وتجارة الأسلحة في اتحاد العلماء الأميركيين في واشنطن، إلى «وميض رأس الصاروخ الحراري، وهو ما يعني أن الصاروخ موجود في أنبوب الإطلاق». ويشير هذا، جنبا إلى جنب مع البطارية التي يمكن رؤيتها وزند المقبض، إلى أن النظام كامل ولا ينقصه شيء. ولم يتوان الرجل الذي يحمل صاروخ «سام 7» في إطلاقه؛ وسرعان ما تم انتشاله من قبل رجل آخر على دراجة نارية خفيفة.
ويُظهر المقطع الثاني ما يبدو وكأنه سلاح من نفس الفئة يطلق على طائرة عابرة. ومن غير الممكن في هذا الفيديو المهتز وغير الواضح تحديد نوع الصواريخ المستخدمة، ولكن عند الدقيقة 2:02 تقريبا يبدو أن هناك صوت إطلاق صاروخ، ثم يظهر صاروخ لولبي الشكل ينطلق في الهواء. ويبدو أن الصاروخ قد أخطأ الهدف – وأصبحت الأمور أقل وضوحا منذ هذه اللحظة – ومن الممكن أن يظهر الفيديو اللهب العالق من المنطقة التي انطلق منها الصاروخ، وربما يكون هذا تأثير النظام المضاد الصادر من الطائرة المستهدفة، التي أطلقت لهيبا كثيفا لإرباك حركة الصاروخ وإعاقة رأس الصاروخ الذي يسير وراء الحرارة.
وقد تم نشر هذين المقطعين على الموقع الإلكتروني الخاص بصحيفة «نيويورك تايمز» عن طريق داميان سبليتيرز، وهو باحث بلجيكي في الأسلحة ومساهم في مدونة «أت وور» «At War» في بعض الأحيان.
وقد رسم سبليتيرز خريطة بأنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف في سوريا، وما زال يحتفظ بهذه الخريطة حتى الآن، وهو ما يعد بمثابة فخ على شبكة الإنترنت لأنظمة توجيه الصواريخ، وقام قارئ لا يعرفه سبليتيرز ويدعى مادس دال بتحويله إلى هذين المقطعين.
ولم يتم التحقق من مقطعي الفيديو، ولا يمكن التأكيد على محتواهما بسهولة، ولكنهما يعدان بمثابة دليل على ما كان يتوقعه المحللون لبعض الوقت، وهو استخدام الثوار لمنظومات الدفاع الجوي المحمولة.
هناك بعض النقاط الهامة التي يمكنها المساعدة على حل اللغز المتعلق بما قد تعنيه أنظمة التوجيه.
أولا، يعد سام 7 نظاما قديما، لذا يميل الكثير من المعلقين للقول: إنه بسبب قدم هذا النظام، ربما تفتقر بطاريته إلى الشحن المناسب لتفعيل النظام والتقاط الهدف والبدء في الإطلاق. وبعبارة أخرى، ربما تبوء محاولات إطلاق صواريخ سام 7 القديمة بالفشل. ربما يكون هذا الأمر صحيحا، ولكن هناك الكثير من الأدلة على أن عملية إطلاق هذه الصواريخ القديمة تكلل بالنجاح بالفعل، تماما كما حدث في ليبيا في العام الماضي، عندما وقعت مجموعة من صواريخ سام 7، التي يعود تاريخ صناعتها إلى ثمانينات القرن العشرين، في أيدي المقاتلين المعارضين لحكم العقيد معمر القذافي، والذين تمكنوا من إطلاقها بنجاح لمرات كثيرة.
ورغم أن عمر البطارية يعد أمرا يستحق التفكير، فإن الموضوع الأكثر أهمية بالنسبة للصراع قد يكون قدرات تلك الأسلحة نفسها، حيث كانت صواريخ سام 7 من بين الإسهامات المبكرة للاتحاد السوفياتي في مجال منظومات الدفاع الجوي المحمولة على الكتف. بات نظام سام 7 من الأنظمة القديمة، حيث يمكن استخدامه في ظروف ضيقة، مقارنة بالأنظمة الأكثر تطورا، فضلا عن أنه أصبح أكثر عرضة للتدابير المضادة. وبشكل عام، ينظر إلى مثل هذه الأنظمة على أنها تتمتع بالقليل من الفعالية في مواجهة الطائرات الحربية الحديثة مقارنة بالطائرات المروحية والطائرات المدنية.
تعد الأسباب سالفة الذكر من بين الكثير من الأسباب التي دفعت الدوائر المعنية بأمن الطيران لإبداء قلقها العميق تجاه الانتشار المحتمل لصواريخ سام 7 في الدول التي تمتلك مثل هذه الأنظمة والسبب الرئيسي وراء تشجيع البلدان الغربية للجيوش على تدمير مخزونها من تلك الأنظمة القديمة. ورغم ذلك، فإن مثل هذا السلاح، الذي يعد محدود الفائدة في الحروب بالنسبة لأي دولة حديثة، قد يعتبر سلاحا فتاكا إذا ما وقع في أيدي المنظمات الإرهابية أو العصابات عديمة الخبرة، حيث يمكنهم استخدامه لاستهداف طائرات الركاب ثقيلة الحركة.
ثانيا، لا تعتبر منظومات الدفاع الجوي المحمولة على الكتف الوسيلة الوحيدة لإسقاط الطائرات، حيث تم تصميم الكثير من الرشاشات الثقيلة لهذا الغرض، ويمكنها جميعا العمل بشكل جيد في مواجهة الأهداف ذات الارتفاع المنخفض، كما رأينا في قاعدة أبو الظهور الجوية وكما يوضح الفيديو، الذي يظهر في الثانية 22 إحدى المروحيات أثناء سقوطها على مجموعة من الكتل الخرسانية عقب إصابتها على ما يبدو بقذيفة من مدفع رشاش في نظام الدوار الخاص بها.
عدنان أحمد
المرصد الاستراتيجي
هانا لوسيندا سميث
الحياة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة