الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 2998
شـــــارك المادة
لم يعد الجيش السوري الحر المناهض لنظام الرئيس بشار الأسد يعتمد على الجنود المنشقين لزيادة أعداد مقاتليه. فقد عمدت العديد من الكتائب المنتشرة في المدن والقرى السورية الواقعة تحت سيطرة النظام إلى فتح مراكز تجنيد للشباب الراغبين في محاربة نظام الحكم والالتحاق بالثورة المسلحة المندلعة ضده.
وتفيد مصادر مقربة من ضباط انشقوا حديثا عن الجيش النظامي وانضموا إلى كتائب الجيش الحر، لـ«الشرق الأوسط»، بأن «عددا كبيرا من المراكز تم إنشاؤه في المدن السورية لتسهيل انضمام الشباب السوري إلى القطع العسكرية التابعة للجيش الحر». وتضيف المصادر أن «الهدف الرئيسي لهذه المراكز هو تغطية المدن والقرى التي لا يزال نظام الأسد يسيطر عليها».
ويقول سامر(اسم مستعار)، وهو مسؤول عن أحد مراكز التجنيد في مدينة اللاذقية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المركز عبارة عن بيت لأحد مناصري الثورة، ونقيم شبكة اتصال وتنسيق مع الشباب المقيمين في المنطقة، تحديدا الراغبين في الالتحاق بصفوف المقاومة المسلحة ضد نظام الأسد، ويتم تجميع الشباب وتوزيعهم على المناطق المشتعلة وفقا للحاجة».
ويشير سامر إلى أن «معظم الشباب الذين يتم تجنيدهم في مدينة اللاذقية يتوجهون إلى جبل الأكراد والقرى المحيطة به»، مؤكدا أن «الجيش الحر في تلك المناطق يحتاج إلى أعداد كبيرة من المنضمين لمقاومة النظام الأسدي». كما يلفت الناشط المعارض إلى أن هذه المراكز غير الثابتة والتي يتم تغيير أماكنها بشكل يومي تم استحداثها بعد عسكرة الثورة «الشباب الذين كانوا يخرجون في المظاهرات فقدوا الأمل في التظاهر السلمي والتحقوا بالجيش الحر، فكان لا بد من تنظيم انضمامهم إلى الثورة المسلحة ضد الطغيان».
ويكشف ضابط في الجيش السوري الحر أن «هذه الاستراتيجية تم اتباعها في المدن السورية الواقعة تحت سلطة نظام الرئيس بشار الأسد، لأن الشباب المنتفض في هذه المناطق لا يستطيع التواصل مع الثوار في المناطق الأخرى بسبب التضييق الأمني الشديد». ولا يزال النظام السوري يسيطر على العديد من المناطق في سوريا، أبرزها المحافظات الممتدة على طول الساحل السوري، اللاذقية وطرطوس وبانياس، إذ يعزو مراقبون ولاء هذه المناطق إلى البعد الطائفي حيث ينتمي عدد كبير من سكانها إلى الطائفة العلوية التي تؤيد النظام الحالي.
وينفي الضابط في الجيش الحر «أن يكون الهدف من هذه المراكز تجنيد الشبان بشكل إجباري على غرار ما يفعل نظام الأسد»، موضحا أن «المناطق التي أقيمت فيها المراكز تقع تحت سطوة النظام وبالتالي لا نستطيع أن نجبر أحدا على الالتحاق بنا». ومن جانب آخر، يضيف الضابط أن «الثورة تحظى بتأييد جميع الناس، وهناك رغبة عارمة عند الشباب في الانضمام إلى كتائب الجيش السوري الحر، فلا داعي أبدا لإجبار أحد».
ويرى ناشطون معارضون أن «هذه الخطة ضرورية، فالجيش الحر تحوّل إلى جيش متكامل لديه مراكز تدريب وتسليح ورصد». ويضيفون «لا شيء يمنع من إقامة مكاتب تجنيد، لا سيما أن الثورة تحظى بتأييد واسع من قبل عدد كبير من شرائح المجتمع السوري».
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة