محمد الفاضل
تصدير المادة
المشاهدات : 2671
شـــــارك المادة
في عصر تتراجع فيه القيم والمبادئ وتسود فيه لغة المصالح، تغدو الشعوب المقهورة التي ترنو وتتطلع إلى الحرية والديمقراطية التي حرمت منها طوال عقود، ضحية لتلك المطامع الرخيصة والحسابات المادية الضيقة حيث تخلو من أي إحساس بالمسؤولية أو حتى مجرد عاطفة إنسانية، معلنة سقوط المنظومة الأخلاقية للمجتمع الدولي والذي مازال يصر على حماية النظام ويسهم في ذبح الشعب السوري محاولاً التنصل من مسؤولياته الأخلاقية تحت ذرائع ومبررات واهية. كيف يمكن لمنظمات حقوق الإنسان الدولية والمؤسسات الغربية التي تتشدق وتتغنى بالعولمة والديمقراطية أن تغض الطرف وتتغاضى عن جرائم تلك العصابة التي تفوقت على الغريزة الحيوانية، في حين يصحو ضمير العالم ويهتز وتصرف ملايين الدولارات بغية الحفاظ على الحيوانات النادرة من الانقراض كالباندا الصيني!! والدب القطبي!!! في زمن السقوط الأخلاقي وتردي القيم تتفاوت ردات الفعل الدولية وتتأرجح بين من يشعر بخيبة الأمل ويدعو كل الأطراف للتوقف عن العنف!! وبين من يشكر أعضاء مجلس الأمن على تفضلهم وتكرمهم بعقد تلك الجلسة بعد أن شربوا الأنخاب، وفضل البعض التعبير عن اشمئزازه من المجلس كونه أصبح رهينة وساحة للمساومات وتصفية الحسابات. في حين لجأ آخرون إلى الخطاب الدبلوماسي مراعاة لمشاعر القاتل ليعبروا عن قلقهم البالغ من تزايد العنف! وفي مشهد لا يخلو من غرابة انفض المجلس وأسدل الستار في حين أن فصول المشهد السوري مازالت تكتب بدماء الشعب الذي خذله الجميع. يا سادة: عن أية عدالة تتحدثون وأيديكم ملطخة بدماء النساء والأطفال؟ أنتم آخر من يتبجح ويتكلم عن الديمقراطية! فسجلكم أسود كالح كوجوهكم في قمع الحريات وقتل المعارضين. وفي انتهاك صارخ لم تتورع كل من روسيا والصين عن التطوع بكل وقاحة وانتهازية للدفاع عن جرائم هذه العصابة التي منحت رخصة دولية للقتل تحت مرأى ومسمع من العالم الذي فضل بعضهم عبارات الشجب البالغة التهذيب لكي يزيل عن كاهله عبء المسؤولية ويشعر براحة الضمير الذي أضحى عملة نادرة في عصر المال وغياب المبادئ.
المصدر: أرفلون نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة