عبد الهادي الخلاقي
تصدير المادة
المشاهدات : 6178
شـــــارك المادة
مواطن مصري من الأقباط كان حريصاً على قراءة القرآن الكريم من حين إلى آخر أوقات فراغه، وعندما سئل: كيف لك أن تقرأ القرآن وأنت لست بمسلم? قال: أقرأ القرآن حتى أتقن ولا أضيع لغتي العربية التي إليها انتمي كوني عربي وافتخر بعروبتي. ما يميزنا به ربنا -جل وعلا- نحن الأمة العربية، بأن أنزل كتابه المقدس، وخاتم كتبه وأتمها وأكملها باللغة العربية، قال - تعالى -: {ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﻗﺮﺁﻧاً عربياًَ ﻟﻌﻠﻜﻢ تعقلون}، كما جعل خير وأفضل الأنبياء وسيد الأولين والآخرين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - عربي أباً عن جد، هذه الميزة العظيمة التي خصنا بها رب العباد وامتدحنا بأن جعلنا أفضل الأمم، قال - تعالى -: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}، هذه الآية الكريمة لها دلالات وحكمة ربانية عظيمة، وتفضيل على سائر الأمم والأعراق، وهذا ما يجعلنا نفخر بهذا الدين الإسلامي الحنيف الذي أنزل ليكون الدين الذي ارتضاه لنا رب العالمين لنعبده وحده دون سواه، ونفخر بعروبتنا وانتمائنا لهذه الأمة المفضلة على سائر الأمم. هذه الأفضلية من رب العالمين التي خصنا بها نحن العرب جعلت كثير من الشعوب الإسلامية والنصرانية واليهودية تحقد على العرب، وخاصة المسلمين الموحدين لله؛ فمنهم من حارب العرب بسبب هذا التفضيل الرباني، وأمم أخرى حاربت الإسلام لأنه نزل بلسان عربي ولم ينزل بلغاتهم، فمنهم من سعى وما زال يسعى لإنكار هذا الدين، ومنهم من غير وحرف بكتاب الله، وطعن بالسيرة النبوية الشريفة وحرفوها، وادخلوا عليها بدع لا تمت للدين الإسلامي بصلة، وبعض الأمم عندما انكسرت شوكتها وخضعت لهذا الدين الإسلامي الحنيف عقدت العزم على النيل من العرب والمسلمين، فتقمصت الإسلام حتى تحقق مبتغاها للنيل من هذه الأمة العربية، ومن ثوابتها ومكتسباتها التاريخية والعرقية. ما نراه اليوم من حملة شعواء من الفرس على الدول العربية، وتشويه صورة العرب؛ إما بالتشكيك في دينهم أو بإقصائهم والنيل من هذا الكيان العربي بشتى الطرق والوسائل، والاهم من ذلك تقسيم العرب المسلمين إلى مذاهب حتى يسهل النيل من وحدتهم وعروبتهم. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل الدين يلغي الانتماء العرقي أو الجغرافي للإنسان؟ مما لاشك فيه بأن إيران تدفع الغالي والنفيس لفصل الشيعة العرب واستمالتهم إليها بحجة المذهب الشيعي، وقد نجحوا إلى حدٍ كبير في فصل كثير منهم عن عروبتهم، وفصلهم عن انتمائهم الجغرافي للجزيرة العربية؛ لدرجة أنهم أصبحوا فاقدي الهوية وكأنهم لا ينتمون إلى أمة فضلها الله على سائر الأمم، مع ذلك استطاعت إيران أن تغرس في نفوسهم كراهية العرب الذين ينتمون إليهم كونهم عرب، وكثير منهم لديه تاريخ مشرف في قبيلته التي ينتمي إليها، وبعضهم ينحدر من أعظم القبائل العربية وأشهرها، مع ذلك استمالوهم لترك عروبتهم، وتشبثوا بأمه لم يكن تاريخها إلا أسوداً في محاربة الإسلام والمسلمين، ومحاربة أطهر الأنبياء وخاتمهم أجمعين، بل لولا قوة المسلمين أثناء الفتوحات الإسلامية لظلت إيران ومن فيها يعبدون المجوسية إلى يومنا هذا، ولكن الله أراد أن يكسر شوكتهم على يد قائد عربي من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما تقوم به إيران من إغواء العرب الشيعة بالتخلي عن عروبتهم لهو انتقام من العرب، ومن هذا الدين الإسلامي الذي نزل بالجزيرة العربية على عربي وبلسان عربي. العرب المسيح في الجزيرة العربية لم يتخلوا عن عروبتهم رغم أنهم لا يدينون بالدين الإسلامي، بل يفتخرون بعروبتهم وانتمائهم إلى هذه الأرض العربية، وبالأمة العربية التي فضلها ربنا على سائر الأمم والشعوب، ولم يفصلهم دينهم المسيحي عن تمسكهم بانتمائهم العرقي الذي إليه ينتمون، بل ويدفعون بأنفسهم حفاظاً على عروبتهم وانتمائهم حتى وإن اختلفوا مع أهل جزيرة العرب بالدين، ولكن الانتماء الديني لا يلغي الانتماء العرقي لأي أمة، ولكن من منا يدرك هذه الميزة الربانية التي لم تكن محض صدفة من رب العالمين، فهو العالم بالغيب، وهو مدرك مالا ندركه بعقولنا البسيطة؟؟ كذلك يهود الجزيرة العربية في اليمن.. مازالوا متمسكين بعروبتهم وانتمائهم العربي رغم تدينهم باليهودية، ورغم التسهيلات والإغراءات التي تقدمها إسرائيل لليهود في مختلف أقطار العالم، حتى إن يهود اليمن لم يثنهم دينهم عن ممارسة والتمسك بالعادات والتقاليد اليمنية، وحبهم لوطنهم برغم الألم والفقر الذي يعانونه، والذي يعيشونه كل يوم من حياتهم، حتى إن النساء اليهوديات يحرصن على لبس النقاب والعباءة السوداء وكأنهن مسلمات، أليس هذه صورة من صور انتمائهم للوطن، وانتمائهم للعروبة.
أحمد خيري العمري
إياد أبا زيد
حسان الحموي
عبد العظيم عرنوس
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة