الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 4079
شـــــارك المادة
على غير عادتها، انطلقت الحافلة التي تقل ركابا عائدين من منبج في ريف حلب، إلى لبنان، من غير تصريح أمني بأسماء الركاب. هذا الإجراء لم يعتد عليه المسافرون، كما أوضح بسام (32 عاما) الذي كان يزور المدينة للمشاركة في عزاء جدته لأمه، «لكنه تبدل منذ ازدياد عدد المعارضين المطرد في المدينة قبل ستة أشهر، إذ يلبث رجال الأمن التابعين للنظام في مراكزهم العسكرية المدشمة، ولا يخرجون منها حتى للقيام بواجبهم، خوفا من غضب المعارضين».
الإجراءات الاستثنائية التي طرأت على «نقطة انطلاق الحافلات في منبج»، تشير إلى الواقع الذي تبدل في المدينة منذ وصول الاحتجاجات إليها. ويؤكد بسام لـ«الشرق الأوسط» أن «رجال الأمن باتوا يشعرون على الدوام بأنهم مطاردون من قبل المعارضين السلميين والمسلحين، فيلتزمون ثكناتهم العسكرية المدشمة بأكياس الرمل والبراميل المعدنية، ولا يخرجون منها إلا بمؤازرة من الجيش النظامي»، مشيرا إلى أن تلك الإجراءات الاحترازية «لا تقتصر على رجال الأمن المكلفين بجمع معلومات عن المسافرين، بل تشمل عناصر فروع الاستخبارات والشرطة».
وإذا كانت هذه الصورة تعبر عن حجم انحسار سلطة النظام عن مدينة منبج ومحيطها، فإن الوقائع الأخرى على الطريق الدولي بين حلب ودمشق، تؤكد أن النظام فقد نفوذه في مناطق كثيرة من سوريا.
وأشار بسام إلى تغير لافت على الطريق الدولي يؤكد انحسار سلطة النظام وفقدانه السيطرة على المناطق الشمالية والوسطى في سوريا، يقول: «بعد خروجنا من حلب، ووصولنا إلى تخوم مدينة سراقب، توقفت الحافلة على حاجز عسكري، تبين أنه حاجز ثابت للجيش السوري الحر». وأضاف: «كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساء. صعد عسكري من الباب الأمامي وسألنا عما إذا كان بيننا عسكريون، فأجبناه بالنفي، ذلك أن العسكري لا يستطيع الحصول على تصريح لمغادرة الأراضي السورية. عرضنا عليه إظهار بطاقات الهوية، فقال إنه لا يريد تأخيرنا لأن الطريق، كلما تأخر الوقت تصبح أخطر بحكم وجود عصابات وشبيحة وقطاع طرق».
وأضاف بسام: «توقفنا عند ثلاثة حواجز للجيش السوري الحر على الطريق من حلب باتجاه حمص، اثنان منهم في محافظة إدلب، وهما سراقب ومعرة النعمان، وآخر قبل الوصول إلى الرستن بنحو 10 كيلومترات»، مشيرا إلى أن «هذه الظاهرة تكشف عن حجم فقدان سيطرة النظام على المناطق السورية، وسيطرة الجيش السوري الحر على الأرض ميدانيا».
أما حواجز القوات النظامية على طول الطريق، فلم تتخط العدد واحد وتحديدا على تخوم مدينة حمص، لافتا إلى أن هذا الحاجز «كان لقوات الجيش وليس للقوى الأمنية، وكان معززا بدبابتين».
ويبدو أن الصورة على طريق حلب - دمشق، تكشف الكثير من الواقع الميداني على الأرض. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» من محافظة ريف حلب إن السكان «لا يرون أثرا للقوات الأمنية وعناصر المخابرات». وأضافت: «وحدها الدبابات التي تنتشر على مداخل المدن وعلى الطرقات الدولية، تشير إلى أن النظام ما زال موجودا على نطاق محدود».
وأضافت المصادر: «تبدو المدن شبه خالية من الوجود الأمني، حيث اعتكفت العناصر الأمنية عن الخروج في الليل، وتنازلت عن مهمة اعتقال المطلوبين، فيما يتكفل الجيش بالمهمة حيث يقوم بعمليات خاطفة». ولا يرى السكان، بحسب المصادر، «إلا الآليات العسكرية، في حين يتخطى عدد أعلام الثورة السورية في القرى التابعة لريف حلب، عدد أعلام حزب البعث».
وإذا كانت بعض المدن تشهد وجودا محدودا غير فاعل للقوات الأمنية التابعة للنظام، وتعتكف عن مهماتها بعد حلول الظلام، فإن بعض المناطق لا تشهد أي وجود لقوات النظام، باستثناء مرابض المدفعية البعيدة. وفي هذا الإطار، قالت مصادر ميدانية من إدلب لـ«الشرق الأوسط» إنه في إدلب «لا هيبة أصلا للنظام وقواته الأمنية في الداخل»، مؤكدة أن الجيش الحر «بات مقبولا كجيش بديل عن الجيش السوري، ولا يعارض السكان حواجزه المتنقلة على تخوم المدن والثابتة في بعض الأحياء».
موقع المسلم
كمال شيخو
يزن شهداوي
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة