الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3016
شـــــارك المادة
صعدت تركيا الموقف في وجه النظام السوري إلى حد غير مسبوق بعد إسقاط الطائرة التركية يوم الجمعة الماضي، فاعتبر رئيس وزرائها أن هذا الاعتداء يشكل «خطرا على الأمن القومي التركي»، فيما دعت تركيا الحلف الأطلسي للاجتماع غدا في أنقرة على مستوى المندوبين لإطلاعهم على الوضع «الخطير».
وأكدت السلطات التركية أن فرق البحث والإنقاذ تمكنت من تحديد مكان حطام الطائرة. وأذاع التلفزيون التركي أن الحطام يقبع على عمق يصل إلى ألف متر شرق البحر المتوسط، إلا أن التقرير لم يقدم أي أنباء عن مصير الطيارين المفقودين، اللذين كانا على متن الطائرة.
وقال الناطق بلسان الخارجية التركية، سلجوق أونال، إن تركيا تعرف الإحداثيات الجغرافية لمكان حطام طائرتها الحربية، لكنها لم تعثر عليها بعد. وقال أونال: «نعرف في أي منطقة من المياه السورية سقطت طائرتنا، لكننا لم نتمكن من العثور عليها بعد». وأعلن أونال لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «دعت الحلف الأطلسي للاجتماع بناء على الفقرة الرابعة من ميثاق الحلف الذي نحن عضو فيه». وتنص الفقرة الرابعة من ميثاق الحلف على حق الدول الأعضاء دعوة الحلف للتشاور، حيث سيجتمع ممثلون عن 28 دولة في بروكسل غدا للاطلاع من تركيا على تفاصيل الحادثة. وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الدعوة تهديدا لسوريا، قال أونال: «فليفهمها السوريون كما شاءوا». وبموجب هذه المادة «يستطيع أي حليف أن يطلب التشاور في أي وقت إذا ما تعرضت من وجهة نظر أي من الدول وحدة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها للتهديد»، وهي تختلف عن المادة الخامسة التي تسمح للدول الأعضاء بطلب المساعدة العسكرية، وأشار مصدر دبلوماسي تركي إلى أن تركيا دولة قوية تستطيع الدفاع عن نفسها، لكنها عضو في حلف يجب أن يكون أعضاؤه على اطلاع على كل التطورات التي تمس أمن أي دولة فيه.
وكشف أونال عن أن أنقرة أبلغت سوريا رسميا بأنها تعتبر إسقاط طائرتها بواسطة الدفاعات الجوية السورية «عملا عدائيا» في خطوة تصعيدية جديدة بين البلدين، تتزامن مع الإعلان عن تحديد موقع حطام المقاتلة. وأشار سلجوق إلى أن السلطات التركية قدمت بلاغها بشكل رسمي من خلال رسالة دبلوماسية تم تسليمها للقنصلية السورية في مدينة إسطنبول.
وأجرى رئيس الوزراء التركي اجتماعا مع قادة المعارضة في بلاده لوضعها في أجواء «الاعتداء على السيادة التركية»، كما قال مصدر قريب من أردوغان لـ«الشرق الأوسط». وأشار المصدر إلى أن معايير المعارضة والموالاة تسقط «عندما يتهدد الأمن القومي». وقال مسؤول في مكتب أردوغان لـ«الشرق الأوسط» إن الأخير سوف يتحدث عن تطورات الأزمة المستجدة أمام البرلمان التركي يوم غد، وسيلقي كلمة وصفها بالـ«هامة جدا».
واجتمع أردوغان مع كمال كليتشدار أوغلو، رئيس أكبر الأحزاب المعارضة، حزب الشعب الجمهوري، في حضور وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، ونائب رئيس أركان الجيوش التركية الجنرال خلوصي أكار. وفيما لم يتحدث أردوغان بعد اللقاء، انتقد كليتشدار أوغلو سياسات الأخير حيال سوريا، معتبرا أن هذه السياسات هي التي أدت إلى هذا الرد السوري. وقال: «من الواضح أن الطائرة استهدفت عمدا للرد على السياسات التي تتبعها حكومة رجب طيب أردوغان في سوريا». لكن الزعيم المعارض، اعتبر أن مثل هذه الحادثة يجب أن لا تمر مرور الكرام، داعيا إلى الرد عليها وفق الحقوق التي تمنحنا إياها الأنظمة والقوانين الدولية، مشددا على أنه «لا يجوز لأحد أن يمتحن قوة تركيا».
وأكد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أن الطائرة التركية التي أعلنت سوريا أن دفاعاتها الجوية أسقطتها الجمعة الماضي، بعد دخولها الأجواء السورية، تم إسقاطها في المياه الدولية، متهما نظام دمشق بنشر «معلومات مضللة»، فيما يتعلق بإسقاط الطائرة القتالية التركية. وقال: «إنهم (السوريين) أعطوا انطباعا بأن سوريا تعاملت مع الأمر وكأنهم كانوا يتصدون لاعتداء جوي.. وتقييمنا للأمر أنه لم يكن كذلك»، مشيرا إلى أنه تم جمع المعلومات والصور الخاصة بالحادثة، وسيتم إطلاع الرأي العام المحلي والعالمي على التفاصيل. وشدد أوغلو على أن الطائرة، وهي من طراز «إف - 4»، كانت تحلق بمفردها وبدون أسلحة أو ذخائر، ولم تصدر عنها أي إشارات عدائية، مشيرا إلى أنها كانت في مهمة لاختبار نظام الرادار القومي الخاص بتركيا، و«لم تكن هناك أي مهمة خاصة أو سرية تتعلق بسوريا على الإطلاق». وأضاف: «لقد أسقطت طائرتنا في المجال الجوي الدولي، أسقطت على بعد 13 ميلا من المجال الجوي السوري.. وهو ما يثبته ما لدينا من صور وبيانات سجلها الرادار، تؤكد أن إسقاط الطائرة حدث بينما كانت تحلق في المجال الجوي الدولي.. إلا أن الطائرة فقدت التحكم بعد قصفها، مما أدى إلى سقوطها في المياه السورية». كما أكد أوغلو وجود مكالمات لا سلكية، وصور تثبت حقيقة ذلك.. وتؤكد أيضا أن الطائرة «لم تتلق أي إنذار أو تحذير»، من قبل السلطات السورية قبل إسقاطها. وفيما لمح إلى احتمال أن تكون الطائرة التركية قد اخترقت المجال الجوي السوري لدقائق، فقد أكد أنه لم يتم قصفها في تلك الفترة، وتابع بقوله: «من المعروف أن السرعة أحيانا، والظروف الجوية أحيانا أخرى، تؤدي إلى خرق لا إرادي للمجال الجوي، وهو أمر يحدث كثيرا، يحدث في تركيا، وفي غيرها من بلاد العالم». وخلص أوغلو إلى القول إن «سوريا لم تنذر الطائرة بأي شكل من الأشكال». كما أضاف أن «خرقها اللاإرادي وقع قبل قصفها في المجال الجوي الدولي بـ15 دقيقة، بحسب قوله.
وأكد وزير الخارجية التركي أنه تم إقرار خطة ستتبع فيما يتعلق بالحادثة، في اجتماع الأمس، وقدمت إلى رئيس الوزراء، مشيرا إلى أنه بدأ بالفعل التحرك وفقا لما هو محدد في الخطة، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل بشأنها.
من جانبه، أكد جهاد مقدسي، المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، أن الطائرة التي أسقطتها وسائط الدفاع الجوي السورية «هي طائرة استطلاع، وبالتالي فالهدف من وجودها عسكري». وفي حديث أجرته معه محطة «أو تي في» اللبنانية، قال مقدسي: «ما حصل هو أن هنالك هدفا مجهولا بالنسبة لنا دخل أجواءنا، فقامت الدفاعات الجوية السورية بإسقاطه، حيث كانت بحالة سيادية ودفاعية، وبعد إسقاط الهدف تبين لاحقا أنه عسكري تركي».
ولفت مقدسي إلى أنه «لا يوجد نوايا عدوانية لسوريا»، وأن الحالة بين سوريا وتركيا هي «حالة خلاف حاد، وليست عداوة، فعدو سوريا معروف». وأضاف: «لقد تجسد الموقف السوري ببيان رسمي صادر عن وزارة الدفاع شرح حيثيات الحادثة التي حصلت، ولم يصدر عن سوريا سوى هذا البيان»، مشيرا إلى أن سوريا «كانت بموقع رد الفعل وليس الفعل، وما حصل أمر سيادي دفاعي وليس أكثر».
الجزيرة نت
أسرة التحرير
نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة