الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 3214
شـــــارك المادة
انتخب المجلس الوطني السوري يوم السبت الماضي الناشط الكردي عبد الباسط سيدا رئيسا له خلفا للرئيس المستقيل برهان غليون، وهي الخطوة التي اعتبرها مراقبون رسالة واضحة إلى الأكراد في سوريا يراد بها تشجيعهم على مزيد من الانخراط في الحراك الثوري، الذي يهدف لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
ويرى آخرون أن هذه الرسالة تتجاوز المكون الكردي، وأنها موجهة إلى جميع مكونات المجتمع السوري، وتهدف إلى توحيد صفوف المعارضة ولمِّ شملها لكسب مزيد من التأييد في الداخل والخارج، خصوصا أن سيدا "شخصية توافقية" بإمكانها أن تستقطب كثيرا من المكونات التي ما تزال تتوجس من المجلس الوطني السوري.
وكانت أحزاب كردية قد أعلنت تجميد مشاركتها في أنشطة المعارضة، مطالبة بإيلاء القضية الكردية اهتماما أكبر, لكنها عادت للمجلس في وقت لاحق، كما أن الكثير من المكونات الكردية ترددت في الالتحاق بالثورة ضد النظام، وبعضها لم يغير موقفه إلا بعد نحو عام من انطلاق الثورة التي اندلعت في منتصف مارس/آذار 2011.
ثمرة توافق ويقول الباحث السوري في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حمزة المصطفى إن انتخاب سيدا ثمرة توافق بين المجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي (تجمع لعدة أحزاب كردية)، وقد أثمرته اتصالات جرت بين المجلسين منذ أسبوعين في صوفيا ببلغاريا.
واعتبر -في تصريح للجزيرة نت- أن هذا الانتخاب "رسالة إلى الأكراد وإلى التنوع العرقي عموما في سوريا"، مشيرا إلى أن سيدا "شخص توافقي وتصالحي، ولا ينتمي إلى أية خلفية حزبية، ولهذه الاعتبارات قد يلعب دورا في التقريب بين وجهات النظر المختلفة داخل المجلس وداخل الساحة السورية بصفة عامة".
وقد تولى سيدا إدارة المفاوضات التي جرت بين المجلس الوطني الكردي والمجلس الوطني السوري -الذي يضم إسلاميين وليبراليين ومستقلين- وحسب الباحث السوري، من المستبعد حاليا انضمام المجلس الوطني الكردي إلى المجلس الوطني السوري.
وتوقع أن يكون هناك تنسيق في المواقف بين المجلسين، وقال "لن يكون هناك انضمام ضمن الصيغة الحالية، وقد يكون مستقبلا ضمن إعادة هيكلة شاملة للمجلس الوطني السوري".
إعادة الهيكلة هذه وإعادة ترتيب البيت الداخلي وعد بها الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري في تصريحات صحفية، حيث قال إن "التحديات كبيرة" وإن "التركيز الأساسي سيكون على إعادة هيكلة المجلس"، مضيفا أنه سيتواصل مع كل الفصائل من أجل التوصل إلى "رؤية مشتركة" بهذا الصدد.
نموذج إيجابي ومن جهتها قالت عضو المجلس الوطني السوري بسمة قضماني إن انتخاب سيدا -المولود عام 1956 بمدينة عامودا شمال شرق سوريا- "جاء لصفاته الشخصية ولكونه إنسانا توافقيا ومتوازنا وله علاقات طيبة مع الجميع، سواء في المجلس الوطني أو حتى الداخل الثوري في سوريا".
واعتبرت -في تصريح للجزيرة نت- أن انتخاب سيدا "رسالة إلى الأكراد وإلى جميع مكونات الشعب السوري مفادها أننا كشعب سوري وكثورة بشكل خاص يمكن أن نحمل أي شخص إلى سدة الرئاسة، وإلى أعلى المناصب في مؤسسات الدولة السورية المقبلة مهما كان عرقه ومهما كان انتماؤه".
وأضافت أن الرئيس الجديد للمجلس -الحاصل على دكتوراه في الفلسفة- "نموذج إيجابي جدا سيساعد ولا شك في انضمام قوى كبيرة من المكون الكردي إلى الثورة"، وأنه "الصلة الفعالة التي ستحرك ولا شك التواصل مع الجهات الكردية التي ما زالت مترددة نظرا لمعرفته بالقضية الكردية وبالواقع الكردي".
وأكدت أن في نية الرئيس الجديد -الذي يعيش في المنفى بالسويد منذ سنوات- "أن يفعّل دور كل مكونات المجلس الوطني، ونأمل أن يحصل ذلك بسرعة، كما أنه ينوي تفعيل دور الحراك الثوري في المجلس الوطني وذلك عبر تعزيز تمثيليته في هياكل المجلس".
وعبرت عن تفاؤل كل المكونات بقرب توسيع المجلس الوطني السوري وضم قوى من خارجه وتوحيد مواقف المعارضة ورؤاها في مواجهة النظام.
سي إن إن
أسرة التحرير
عدنان علي
لجان التنسيق المحلية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة