حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 2878
شـــــارك المادة
لا أحد منا اليوم عنده القدرة على الضحك، وتطبيق المثل الذي أصبح من شدّة شره يدمي العين...!! قبل شهر تقريباً كنا نقول: أن هذه اللجنة سوف تأتي لمراقبة الموت، واليوم صدقت رؤيتنا، فهم أتوا لمراقبة موت الشباب السوري، وقد علمنا أنه تم تزويد كل مراقب بعداد ليحصي الموتى من الطرفين.. الأمر المؤسف ما تفوه به الغير عربي، والغير أمين للجامعة الغير عربية، خلال اجتماعه بأعضاء لجنة المراقبة بأنه طلب أن يكون عمل اللجنة حيادياً يفند مزاعم كل من المعارضة والنظام، وبعد ذلك يظهر علينا شبيح من هذه اللجنة ويقول: أن تحركاتهم سوف تكون بالتنسيق مع الحكومة السورية. وبذات الوقت تسعى عصابات الأسد من خلال التصعيد الدموي إلى فرض واقع معين تقبل به اللجنة وتتعايش معه باعتباره واقع راهن!! الأمر الوحيد المؤسف في هذه المعادلة هو؛ دم الشباب المسال على الأرض، والذي لن تستطيع اللجنة احتسابه ضمن الضحايا، لأنها لم تباشر مهامها بعد. لقد نصح نبيل الغير عربي لجنته بأن يطبقوا القاعدة القرآنية؛ {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ}[البقرة: 18]. {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}[البقرة:171]، فكيف يستطيع الشعب المقهور الاعتماد على لجنة بهذه المواصفات. فعندما أقدمت لجنة المراقبة وجدت عربتها وقد أصبحت قبل حصانها، فلا الحصان قادر على التقدم، ولا العربة وجدت من يجرها. ووجد الأسد نفسه وطغمته ما بين العالم الذي يقف مع المبادرة العربية، وما بين العرب الذين يعولون على تطبيق المبادرة العربية، وما بين الموافقة على المبادرة أو الموافقة على البروتوكول فاختار أن يضع عربة البروتوكول أمام حصان المبادرة. فمن أراد أن يختبر جدية هذا النظام في الكذب والخداع والتدجيل فليأت إلى سوريا وليختبر جدّيته. ووفق التصريح الأخير فإنه سوف يقول لأعضاء اللجنة: أن هذه المنطقة آمنه اذهبوا إليها، وهذه المنطقة غير آمنه تريثوا حتى نؤمنها لكم ثم زوروها، بعد أن نقضي على الإرهابيين فيها. لذلك عندما تجرأ المستشار محجوب وذهب لقي ما كان يخشاه من النظام، فقد أصابته طائشة من شبيح، وكان أول انطباع له "أن الصهاينة يعتبرون محترمين أمام ما يفعله الأسد وعصابته بشعبه، إن ما يفعله هذا المجرم هو حرب أباده للشعب". ربما من الوهلة الأولى أدرك المستشار أن الشعب يسير بعزيمة لا تعرف الهوان، مهما نال من التنكيل، وبكل ما أوتي من طاقة لإنهاء سياسية الحكم الفردي الإجرامي القمعي ليبني دولة مدنية دستورية، دولة القانون، دولة كل السوريين، حيث القضاء هو السلطة العليا، والأخلاق والكفاءة هما معيارا الأحقية عند توزيع المهام والمسؤولية، وحيث العدالة الاجتماعية سمة سورية الجديدة، وأن كل ذلك مفقود الآن. لقد بلغ عدد الشهداء اليوم وفق إحصائية مبدئية (56) شهيداً، وهذه الحصيلة هي عربون محبة للجنة المراقبة، وكلما زاد عدد أعضاء اللجنة فسوف يزيد الأسد من إجرامه ليثبت للعالم أن هناك عصابات إرهابية في سورية تقتل المدنيين، وعلى المراقب الفطين أن يميز الإرهابي، ويفصل العصابة عن الدولة. فالأسلحة التي تعرضها وسائل الإعلام استعارتها العصابات الإجرامية من مخازن الدولة لتقتل المدنيين الأبرياء، وأن كل من يعرض صور الضحايا هو محرض على الفتنة، وهو مشارك في القتل، ونحن نقول أن الجامعة اللاعربية عندما تسكت عن هذا الإجرام هي مشاركة في قتل المدنيين. وأن هذه اللجنة أيديها ملطخة بدماء السوريين قبل أن تأتي، لأن القاصي والداني يعلم ما يجري في سوريا. ولأن وجودهم في سوريا يعطي الأسد وعصابته الوقت الكافي للإبادة الجماعية من جهة؛ ويعطي العالم ذريعة لتأجيل تدويل القضية السورية من جهة أخرى. لكن أقول في النهاية: اقتلوا ما شئتم منا أن تقتلوا.... لن نركع إلا لله، ويا الله ما إلنا غيرك يا الله.
المصدر: موقع أرفلون نت
أبو عبد الله عثمان
سلسبيل زين العابدين
محمد عمار نحاس
ضحوك الجاجة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة