..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

الأسد ليس معتوهاً فحسب!!

أحمد النعيمي

١٠ ديسمبر ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2754

الأسد ليس معتوهاً فحسب!!
bashar.jpeg

شـــــارك المادة

في الخطاب الأول الذي ألقاه الأسد بعد انطلاق الثورة السورية أكد فيه بأنه ليس الوحيد الإصلاحي ولكن كل من حوله هم كذلك، ويدفعونه إلى هذا دفعاً بعد أن تخلص من أصحاب المصالح والفساد، بقوله: "كان يسألني أكثر من مسئول مرواً إلى سوريا مؤخراً من الأجانب.. يريد أن يطمئن بأن الرئيس إصلاحي ولكن من حوله يمنعونه، قلت له: بالعكس هم يدفعونني بشكل يعني -ضحكة وقحة- كبير.. النقطة التي أريد الوصول لها لا يوجد عقبات يوجد تأخير لا يوجد أحد يعارض.. من يعارض هم أصحاب المصالح والفساد، وأنتم تعرفون قلة كانت موجودة ولم تعد موجودة الآن، قلة محدودة تعرفوها بالاسم، ولكن الآن لا يوجد عقبات حقيقية.. اعتقد التحدي الآن ما هو نوع الإصلاح الذي نريد أن نصل إليه.. إصلاحنا اليوم يجب أن يعطى عشر سنوات للخلف وعشر سنوات للأمام لن يعكس هذه المرحلة لا الموجة في الخارج ولا الموجة في الداخل، هذه طريقة التفكير التي نفكر بها". وفي خطاب وجهه من أيام عبر جريدة "الصنداي تايمز" وذلك في ساعة متأخرة من السبت ليلة الأحد 20/ تشرين الثاني؛ أكد فيه الأسد بأنه سيقاتل إلى النهاية ولن يتخلى عن الحكم، وسيقاتل إلى الرمق الأخير.


وعلى مدى تسعة أشهر من عمر الثورة السورية والإجرام والبربرية والقتل وانتهاك الكرامة الإنسانية والعمل على إثارة فتنة طائفية أخمدها وعي الشعب السوري المتوحد طيلة شهور الثورة المباركة، كما فعل بأهل حمص منذ عدة أيام، حيث تم اقتياد أكثر من أربعين من أهالي المدينة إلى منطقة علوية في أحد أحياء المدينة، وقاموا بالتفنن بتعذيبهم وبطحهم على الأرض، ومن ثم القيام بقتلهم ورمي جثثهم في الشوارع، إضافة إلى تفننهم في استخدام الكذب كما فعل المعلم الذي استخدم فيديو مزور لشبان لبنانيون زعم بأنهم موجودون على الأرض السورية، قبل أن يخرج هؤلاء الشبان ليؤكدوا بأن هذا الفيديو مصور لبنان وقد جرى تسجيله عام 2008م، وقد تحقق الصحفيون من صحة المناطق الموجودة في الصورة وفبركة المعلم وكذبه؛ ليخرج علينا الأسد نفسه ليثبت أنه ليس أقل كذباً وتفنناً به من أذنابه الذين يُفضحون ليل نهار على القنوات الفضائية، نافياً أن يكون نظامه أو جيشه قد أعطى أي أوامر بقتل المتظاهرين، وأن القوات التي تقتل الناس هي قوات عسكرية تنتمي للحكومة وأن الأسد لا يملكها فهو رئيس ولا يملك البلد، وذلك في تصريح لشبكة "أي بي سي" الأمريكية، فردت عليه المراسلة: "لكن عليك أن تعطي الأوامر.."، ليعود الأسد للنفي مرتين، بأن هذه الأوامر ليست من أحد ولم يكن هناك أي أوامر لقتل الناس أو التعامل بوحشية، وعادت المراسلة لتسأله: "الناس فرت من بيت إلى آخر والأطفال اعتقلوا رأيتُ هذه الصور"، فأجابها المجرم الأسد: "كيف تتحققين من هذه الصور.. لهذا نتحدث عن مزاعم كاذبة وتشويه للحقائق، نحن لا نقتل شعبنا، ليس هناك شخص أو حكومة في العالم تقتل شعبها، ما لم يكن على رأسها رجل مجنون"، ليأتي الرد الأمريكي مباشرة: بأن الأسد هو المسئول عن هذا القتل، وهم يعرفون من يعطي الأمور، مما دفع دمشق إلى أن تكذب قول الرئيس الأسد وتؤكد أن الأسد مسئول دستورياً عن مهامه كرئيس جمهورية.


فأي عار هذا الذي لبسكم أيها القتلة، وأي ذل وهوان وفضيحة حلت بكم، حتى أصبح الكذب والقتل والإجرام سمة وسمتم بها، وتصريح ينقض تصريح، وكذب وتضليل، فمرة يؤكد هذا المجرم بأن كل من حوله يدفعونه للتخريب والقتل، وهو أول من يعلم بما يجري على أرض سوريا، ومرة يؤكد بأنه سيقاتل هو ونظامه وجيشه إلى آخر رمق، ثم يعود ليؤكد بأنه ليس معتوهاً فقط، وإنما إنسان كاذب وقاتل دون أي خجل أو حياء، فبعد أن أكد أن نظامه قد خلص من المفسدين وأنه يعرف كل كبيرة وصغيره فيه، يؤكد اليوم أن هذا النظام ينخره الفساد، ويتحرك موظفيه دون علم رئيسه المهزلة، وبعد أن أكد أنه سيستمر في قتل شعبه ولو فني ونظامه، يزعم اليوم بأن لا علاقة له بقتلهم ولم يعط أية أوامر بإطلاق النار عليهم، حتى رد عليه الجانب الأمريكي: بأننا لا نصدقك فأنت كذاب أشر، ولدينا من الوثائق ما تدينك، فطأطأ رأسه كأي أليف، وأكد أنه مسئول عن مهامه الدستورية كرئيس جمهورية!! فيا لعارك يا بطل الصمود والمقاومة المزعومة، تفتك بشعبك الذي طالبك بالإصلاح، وتهز ذيلك لمن تزعم أنهم أعدائك!!
نعم أيها الأسد أنت لست معتوهاً فحسب، وإنما أنت قاتل وظالم غاشم وأفاك أثيم، أنت ومن معك بعضكم من بعض، ويكفيكم ما قاله فيكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يكون أمراءكم بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، تغشاهم غواش أو حواش من الناس يكذبون ويظلمون، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيردون على حوضي)) [رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان والطبراني والترمذي والنسائي والبزار، وقال عنه الألباني: "صحيح لغيره"]؛ وكذبك أنت وأتباعك دليل إفلاس ولم يبق إلا إعلان وفاتك أنت ونظامك ومن يدافع عنكم ومسحكم من التاريخ البشري.

المصدر:موقع المندسة السورية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع