..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

توفي أحدهم متأثرا بالمرض.. هكذا يسهم الأطباء السوريون في مواجهة كورونا بتركيا

خليل مبروك

٢٠ إبريل ٢٠٢٠ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2063

توفي أحدهم متأثرا بالمرض.. هكذا يسهم الأطباء السوريون في مواجهة كورونا بتركيا

شـــــارك المادة

خلفت وفاة الطبيب السوري محمد الشمّاع صدمة في أوساط زملائه بتركيا، وسلطت الضوء على مساندة الأطباء السوريين للقطاع الصحي في البلاد لمواجهة جائحة كورونا.

وتوفي الشماغ يوم الاثنين الماضي في مدينة إسطنبول متأثرا بإصابته بمرض "كوفيد 19" الذي يسببه فيروس كورونا المستجد بعدما انتقل إليه أثناء علاجه لأحد المصابين.

ورغم الوقت القصير الذي أمضاه في تركيا، فإن الشمّاع خلق حضورا مميزا في المجتمع العربي هناك، فقد عرفه العرب طبيبا معالجا في مستوصف لإحدى الجمعيات الخيرية بإسطنبول، كما عرفوه وجها إعلاميا وناشطا في وسائل التواصل الاجتماعي.

ويكافح الأطباء السوريون إلى جانب زملائهم الأتراك في التصدي للجائحة التي تقول التقديرات إن أضرارها لم تصل الذروة بعد في تركيا، حيث أظهرت البيانات إصابة 10 أطباء سوريين آخرين بالفيروس.

ويضطلع الأطباء السوريون في تركيا بدور كبير في تقديم الرعاية الطبية للاجئين السوريين وللجالية العربية عموما، ما حدا بالحكومة التركية إلى بذل مساع كبيرة لدمجهم في القطاع الصحي العام بالبلاد.

حملات بالشوارع

تحرك العاملون السوريون في المهن الطبية مع تصاعد أزمة فيروس كورونا في تركيا، فنزل أكثر من 200 طبيب سوري إلى شوارع مدينة غازي عنتاب واتخذوا مواقعهم لفحص المارة والمتنقلين في السيارات في نقاط الفحص والتفتيش الطبية التي أقيمت بالمدينة.

وتوسعت المشاركة سريعا لتمتد إلى ولايات أخرى ينتشر فيها السوريون بكثافة، مثل أورفا وكيليس وأنقرة وإسطنبول التي دشن الأطباء السوريون فيها حملات مساندة للقطاع الصحي التركي بالتنسيق مع مديرية صحة الولاية.

ووفقا للأمين العام لاتحاد الجمعيات العربية في تركيا متين توران، فإن المئات من الأطباء السوريين وضعوا أنفسهم إلى جانب زملاء عرب من جنسيات مختلفة، تحت الخدمة التطوعية في جهاز الصحة التركي.

وقال توران في حديث للجزيرة نت إن وزارة الصحة التركية تسلمت كافة قوائم المتطوعين وبيانات التواصل معهم بغية توزيعهم على المواقع المختلفة وفقا لما تقتضيه الضرورة، مرجحا أن تكون الحاجة الأساسية لهذه الطواقم في المجمعات الطبية والمراكز التي تخدم تجمعات اللاجئين والمقيمين العرب في تركيا.

وفي منشور على فيسبوك، أعلن رئيس "منبر الجمعيات السورية في تركيا" الدكتور مهدي داود أن نحو 400 طبيب سوري جاهزون للتطوع والعمل لمواجهة انتشار فيروس كورونا في البلاد.

ويعمل العاملون السوريون بالمهن الطبية في عدة مجالات لمكافحة المرض، إذ يمارس الأطباء عملهم في العيادات والمشافي الحكومية والخاصة في فحوص الكشف عن المرض وتقديم العلاج والمتابعة الطبية للمصابين بالفيروس.

وينشط فريق آخر من المختصين الطبيين في بث التوعية ونشر سبل الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا وكيفية التعامل مع حالات الاشتباه، الأمر الذي يوفر مرجعية طبية عربية لأكثر من 5 ملايين عربي يقيمون في تركيا.

القانون والاندماج

ويمنح القانون التركي الأطباء الأجانب حق العمل في المؤسسات التركية، لكنه يستثني من ذلك أطباء الأسنان والصيادلة.

ويشترط على الأطباء الراغبين في العمل معادلة الشهادة الجامعية وإتقان اللغة التركية وحيازة تأمين مهني إلزامي وإقامة عمل نظامية، ووثيقة عدم ممانعة من القضاء التركي ومن سفارة بلد الطبيب في أنقرة.

ويؤكد مسؤولون من القطاع الطبي العربي في تركيا أن الأطباء السوريين المتخصصين في الطب البشري يتمتعون بظروف خاصة تتعلق بالعمل والتشغيل، لكن ذلك لا ينسحب على كافة القطاعات الطبية سيما أطباء الأسنان.

ويقول رئيس اتحاد الأطباء العرب في تركيا الدكتور محمد الدالي إن أنقرة توفر فرص العمل لمختصي الطب البشري السوريين بسبب نقص عدد الأطباء الأتراك من جهة، واتساع القدرة الاستيعابية للقطاع الصحي التركي من جهة أخرى.

ويوضح الدالي الذي تحدث هاتفيا للجزيرة نت أن عدد الأطباء السوريين في تركيا يبلغ نحو 2000 طبيب، ويرتفع إلى 2500 عند احتساب الأطباء الذين لا يمارسون المهنة هنا لأسباب مختلفة.

ويقول إن الأطباء السوريين وجدوا فرص عمل معقولة في تركيا، وإن نسبة منهم تصل إلى 70% نجحوا في الحصول على الجنسية التركية، وجرى دمجهم في قطاع الصحة التركي وتم تعيين أغلبهم في مراكز الصحة الخاصة بالمهاجرين.

كما يشير إلى أن أنقرة خفضت مؤخرا معدل النجاح للأطباء المزاولين للطب البشري من 40 درجة إلى 35 درجة، من أجل فتح الباب أمام أعداد أكبر منهم للانخراط في القطاع الطبي التركي.

وكانت مصادر برلمانية تركية قد أكدت للجزيرة نت في وقت سابق أن نحو 5000 طبيب سوري حصلوا على الجنسية التركية وباتوا قادرين على العمل في القطاع الطبي بكافة تفرعاته، موضحة أن تجنيس الأطباء ينسجم مع سياسات الدولة التي منحت الجنسية لنحو 100 ألف سوري، أغلبهم من الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع