المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 2631
شـــــارك المادة
أحبطت خطة الانتشار الأمريكي المحاولات التي كان يبذلها النظام للاستفادة من الانسحاب الأمريكي والاستحواذ على آبار النفط في المنطقة، ففي 8 نوفمبر، دخلت القوات الأمريكية حقول نفط “الجفرة” في ناحية “خشام” التابعة لمحافظة دير الزور، ومنعت بيع النفط للتجار المحليين، وحذرت السكان المحليين من تهريب النفط للنظام السوري، وفي اليوم التالي دارت اشتباكات في بلدة “الشحيل” بين مهربين محليين وقوات “قسد”، بعد تأخر شركة “القاطرجي” التابعة للنظام في دفع المستحقات، ما دفع بالقوات الأمريكية للتدخل ومصادرة عدد من عبّارات تهريب النفط عبر نهر الفرات إلى مناطق سيطرة النظام. ووفقاً لمصادر محلية فإن القوات الأميركية طردت المستثمرين المحليين من آبار؛ “الحمادة”، و”الريس”، و”العلقة”، ومن مجموعة آبار في منطقة “جديد عكيدات”، وفرضت سيطرتها تلك المواقع، بعد أن نفذت مداهمات لبيوت بعض تجار النفط في المنطقة، لضبط تجارته وحركة نقله منعاً لتسربه إلى النظام، وذلك بالتزامن مع احتراق عبّارة لنقل النفط وسط نهر الفرات مقابل قرية “بقرص”، بعد تعرضها لغارة أميركية، ما أدى إلى توقف حركة نقل البضائع بين ضفتي النهر. وجاءت تلك العملية عقب اشتباكات وقعت بين قوت النظام والوحدات الكردية (25 أكتوبر)، بالقرب من حقل “كونوكو” النفطي في محافظة دير الزور، حيث قامت قوات النظام بقصف مواقع الوحدات الكردية بالصواريخ، ما دفع بالطيران الأمريكي لقصف مواقع النظام. وتشهد المناطق الشمالية تداخلاً غير مسبوق بين القوات: الأمريكية، والروسية، والسورية، والتركية، وفصائلية، في مشهد هو الأعقد منذ بداية الأزمة السورية، في حين يهيمن الغموض على حركة القوات الأمريكية التي عادت إلى تسيير دوريات في منطقة “رميلان” بالحسكة، وعبور قافلة أمريكية تتكون من نحو 100 عربة عسكرية وشاحنة من مناطق الاشتباكات قرب “تل تمر” في ريف الحسكة، مروراً بمناطق سيطرة النظام على الطريق الدولي. وأفشلت تلك التحركات؛ المفاوضات التي كان النظام يجريها مع “قسد” من أجل دخول قواته إلى المناطق الحدودية مع تركيا، والسيطرة على آبار النفط في المنطقة للتخفيف من وطأة أزمة المشتقات النفطية التي يعاني منها، حيث عانت المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، من نقص حاد في المحروقات بسبب تشديد العقوبات الأمريكية على السفن التي تنقل النفط إلى سوريا، إلى جانب توقف الإمدادات النفطية الإيرانية للنظام بعد تشديد العقوبات الأمريكية ضدها كذلك. وعبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن امتعاضه من تراجع “الإدارة الذاتية” الكردية في الشمال السوري عن التفاوض مع النظام بعد إعلان أمريكا إبقاء قواتها في المنطقة، مطالباً الكرد بأن يكونوا ثابتين في مواقفهم من أجل المشاركة في الحوار السياسي حول سوريا. وأكد لافروف أن روسيا عرضت على الكرد منذ البداية بدء حوار مع النظام، لكنهم كانوا غير مهتمين لاعتقادهم أن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لهم سيكون دائماً، وعندما قررت أمريكا الانسحاب من المنطقة، طلب الكرد من روسيا المساعدة في بدء حوار مع النظام، وأعلنت روسيا استعدادها لذلك، إلا أن الأوضاع تغيرت عقب إعلان أمريكا إبقاء عدد من قواتها في المنطقة للحفاظ على آبار النفط، ما دفع الكرد للتراجع عن فكرة الحوار مع النظام مرة أخرى.
الشرق الأوسط
أحمد حمزة
هافينغتون بوست عربي
هيئة الشام الإسلامية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة