أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 2713
شـــــارك المادة
استنتج تقرير صادر عن معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن (يوليو 2019) أن النظام يواجه خطر فقدان السيطرة على درعا نتيجة العمليات التي يشنها مسلحون مجهولون خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث تسببت الاغتيالات، والهجمات المتكررة على الحواجز، والحرائق المفتعلة، والاشتباكات المتقطعة، في إحداث فوضى تنذر بخروج المحافظة عن سيطرة النظام. ويبدو أن معارك الشمال قد ساعدت في تأجيج الموقف في الجنوب، حيث اضطر النظام لإرسال العدد الأكبر من قواته للمشاركة في المواجهات بإدلب، وأتاح ذلك للمقاومة الشعبية مجال شن سلسلة من الهجمات السريعة على حواجز النظام، واغتيال عدد من مؤيديه في حوران. ويعتبر شهر يونيو الماضي من أكثر الأشهر دموية منذ المصالحة التي تم إبرامها في يوليو 2018، حيث تم اغتيال عناصر من الفرقة الرابعة في قرية العوجة بالقرب من معسكر زيزون، وصُفي خالد اللطيفة، القيادي السابق لإحدى فصائل المعارضة في مدينة نوى التي جرت فيها محاولة لاغتيال مختارها محمد سعيد عساودة، وتم تفجير مبنى حكومي في بلدة الحراك، كما تعرض مركز الشرطة فيها لهجوم مسلح. وأحصت بعض المصادر نحو 30 هجوماً مسلحاً وقع في شهر يونيو الماضي، وعادت المظاهرات إلى مدينة درعا، كما انتشرت الكتابات المناوئة للنظام على الجدران وفي المناطق العامة، وتم تمزيق صورة بشار الأسد في الصنمين، وكثفت “المقاومة الشعبية” هجماتها، في حين وثق تجمع “أحرار حوران” اعتقال النظام 673 شخصاً منذ توقيع اتفاقية المصالحة بينهم 26 قيادياً في الجيش الحر قتلوا تحت التعذيب. وعلى خلفية الفوضى المنتشرة في أرجاء المحافظة؛ نشر فرع أمن الدولة (21 يونيو) لوائح تضم 70 مطلوباً من أبناء مدينة إنخل بريف درعا الشمالي الغربي، في حين تتحدث مصادر محلية عن قيام القوات الروسية بتخفيض وجودها العسكري لأن الأجواء العامة توحي باحتمال انفجار الوضع أمنياً وعسكرياً من جديد، مشيرة إلى أن الأوضاع الاقتصادية المتردية في المحافظة قد تساهم في عودة التوترات في المنطقة، بحيث أصبح الوجود الروسي يقتصر على حواجز محدودة. وعلى إثر انتشار دعوات للعصيان المدني وامتناع شباب المحافظة عن الالتحاق بجبهات القتال في إدلب؛ فرض النظام حصاراً على مدينة داعل، وضاعف عدد قواته وحواجزه داخل المدينة التي تعرض مخفر الشرطة فيها وحاجز “التابلين” بالقرب منها لهجوم مسلح. وشهدت بصرى الشام حالة توتر إثر شن النظام حملة اعتقالات شملت قياديين بالفيلق الخامس، ومن “جيش المعتز”، ونتج عن تلك الحملة اندلاع المزيد من احداث العنف في شهر يوليو الجاري، حيث وقع هجوم بالأسلحة الرشاشة وقذائف الآر بي جي (15 يوليو) على نقطة عسكرية تابعة للفرقة الرابعة في بلدة عمورية على طرف وادي اليرموك بريف درعا الغربي، وتعرض رتل عسكري روسي عسكري مؤلف من سيارتين ومدرعة يستقلهم روس وعناصر من الفيلق الخامس لانفجار عبوتين ناسفتين بحجم برميل على طريق السهوة-معربا شرقي درعا (13 يوليو). وتحدثت مصادر محلية (13 يوليو) عن تنامي عدد المنشقين عن قوات النظام ممن دخلوا في اتفاق التسوية، وذلك في أعقاب مقتل عدد من زملائهم بالمعارك الدائرة في أرياف حماة واللاذقية، حيث بلغ عدد المنشقين نحو 80 عنصراً فروا إلى مناطق خارجة عن سيطرة النظام. وشهدت المحافظة في الشهر الجاري هجمات متفرقة استهدفت قوات النظام، حيث تم تفجير سيارة يستقلها عناصر من النظام بعبوة ناسفة بالقرب من تل الجموع، كما شهدت مدينة نوى هجوماً آخر (7 يوليو) استهدف عناصر النظام على حاجز يتبع للمخابرات الجوية، وفي 17 يوليو قتل عدد من عناصر الفرقة الرابعة جراء تفجير حافلة في ضاحية مدينة درعا على الطريق الواصل بين مدينة درعا واليادودة، وذلك بعد يومين من شن هجوم مسلح على نقطة عسكرية للفرقة الرابعة غرب درعا.
المرصد الاستراتيجي
ياسين عبد اللطيف
العربية نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة