الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3420
شـــــارك المادة
منازل محترقة، ومبان منهارة، وشوارع تتناثر فيها الأنقاض والزجاج المحطم وفوارغ القذائف في أحياء حمص المدمرة التي ظلت لشهور الخط الأمامي في الثورة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
وخلال رحلة استغرقت عشر دقائق بالسيارة عبر حي بابا عمرو أول من أمس حين رافق صحافيون مراقبي الهدنة التابعين للأمم المتحدة لم نشاهد سوى امرأتين مسنتين، ومبان مهدمة في الشارع الرئيسي والأزقة القريبة خلال قصف الجيش. وتمثل حمص ثالث أكبر مدينة سوريا مركزا صناعيا مهما على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب قرب الحدود مع لبنان.
وشهدت المدينة والمحافظة التي توجد بها أكبر خسائر في الأرواح خلال الفترة الممتدة منذ 14 شهرا ونزوح عشرات الآلاف.
وفي حي الإنشاءات قالت امرأة إنها عادت إلى المنطقة مع أسرتها الأسبوع الماضي لأنهم لا يستطيعون الاعتماد على الآخرين في رعايتهم بلا نهاية.
وأضافت «ماذا بوسعنا أن نفعل غير ذلك.. الدمار هائل، لكننا لا نستطيع أن نستمر في العيش في منازل الناس».
وقال جندي عند نقطة تفتيش على مقربة استدعي من مدينة دير الزور في شرق سوريا للمساعدة في الحملة على المعارضين، إنه فوجئ حين وصل إلى حمص منذ شهر. وأضاف «فوجئت حين رأيت كل هذا الدمار. شعرت بالأسف على بلدي وأهلي».
وعلى غرار مدن أخرى مضطربة في سوريا يسود الهدوء بعض مناطق حمص. ويقول مسلمون ينتمون للطائفة السنية ويمثلون أغلبية مقاتلي المعارضة، إن المناطق التي يغلب على سكانها العلويين الذين تنتمي إليهم عائلة الأسد تمتعت بحماية الجيش، بينما قصفت بقية مناطق المدينة.
وفي حي الحمراء الذي يوجد به مقر إقامة المحافظ لم تمس المنازل وتزين الزهور والأشجار الشارع.
لكن في حي الخالدية الذي ما زال مسلحو المعارضة يقاتلون فيه قوات الأسد يمكن سماع دوي إطلاق النيران باستمرار، فضلا عن قذائف المورتر وانفجارات قال سكان إنها نيران دبابات.
وينطق كل شيء من المراكز التجارية المحترقة إلى الأضرار التي لحقت بمسجد خالد بن الوليد الرئيسي بالعنف الذي شهدته حمص، بينما انتظر صحافيون انتهاء مراقبي الأمم المتحدة من المحادثات مع ممثلي المعارضة تم نقل جثمان مقاتل لقي حتفه في المحافظة لدفنه وكان ملفوفا ببطانية مخضبة بالدماء. وساعد عبد الرزاق طلاس زعيم كتيبة الفاروق وهي إحدى وحدات مقاتلي المعارضة الرئيسية في نقل الجثمان وإقامة الجنازة.
ولم يسهم وجود المراقبين الذين يفترض أنهم يراقبون وقفا لإطلاق النار يؤدي إلى محادثات وحل سياسي للازمة السورية بدرجة تذكر في طمأنة الناس في الخالدية ويبدو أن كثيرين منهم من مقاتلي المعارضة.
وقال غانم (24 عاما): «الناس في حمص لا يتوقعون الكثير من المراقبين، الآن يتحدثون عن الحوار. من قال إننا نريد حوارا.. خرجنا إلى الشارع لإسقاط بشار الأسد وليس للحديث معه».
وتحدث آخرون غاضبين عن منازلهم التي فقدوها وأقاربهم الذين خسروهم. وقال محمد عز الدين (62 عاما)، إن الجيش أحرق منزله في حي البياضة بحمص مما اضطر أسرته إلى التوجه إلى دمشق أو مغادرة البلاد أو الانتقال إلى منطقة أخرى من حمص. وأضاف «من الذي سيعوضني وكيف ستعيد الموتى». وقال محمود (12 عاما)، إن أسرا كثيرة تكدست في أحياء صغيرة. وأضاف «في منزلي يعيش تسعة أشخاص ومنزلنا صغير جدا، لا يوجد طعام ولا مياه نظيفة ولا أي شيء، لا توجد متاجر مفتوحة ولا نتناول إلا وجبة واحدة في اليوم. انظر حولك كيف يمكن أن نعيش هكذا؟».
حسن قطان
المرصد الاستراتيجي
العربية نت
أ ف ب
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة