المرصد الاستراتيجي
المرفقـــات
تصدير المادة
المشاهدات : 2795
شـــــارك المادة
الصراع داخل عائلة الأسد:
شهدت عائلة الأسد تصدعات كبرى في غضون العقود الأربعة الماضية، ومن أبرزها محاولة انقلاب رفعت الأسد ضد شقيقه حافظ، عندما رفض الالتزام بمرسوم رئاسي ينزع عنه قيادة ”سرايا الدفاع“ ونشر قواته في مواقع إستراتيجية بالعاصمة دمشق في 30 مارس 1984.
وأمام هذا التهديد العسكري المباشر أصدر حافظ الأسد أوامر بنشر القوات الخاصة بقيادة اللواء علي حيدر، والفرقة المدرعة الثالثة بقيادة اللواء شفيق فياض، وقوات الحرس الجمهوري بقيادة اللواء عدنان مخلوف آنذاك، حيث جابهت هذه القوات فرق ”سرايا الدفاع“، في العاصمة السورية التي كانت الأجواء فيها متوترة للغاية، فقد كان تعداد ”سرايا الدفاع“ حوالي 55 ألف مقاتل، وكانت الفرق الثالثة قادرة على نشر حوالي 50 ألف مقاتل في العاصمة، وكانت جميع الفرق المعنية مجهزة بأحدث الدبابات والمدفعية والمروحيات، وكان من الممكن أن تدمر القوات المتواجهة مدينة دمشق بنفس الطريقة التي دمرت فيها مدينة حماة، قبل ذلك بسنتين.
ولـدى انهيار التمرد، أرسـل حافظ الأسـد سبعين ضابطًا سوريًا إلى موسكو، على رأسهم شقيقه رفعت، ثم استدعى الضباط جميعًا لمباشرة مهامهم باستثناء رفعت الذي بقي منفيًا خارج سوريا، ُ وتم تطهير المؤسسة العسكرية من نفوذ شقيقه رفعت، وكذلك من نفوذ جميل الأسد الذي حّلت المؤسسات التابعة له، وعلى رأسها ”جمعية المرتضى“ التي انتسب إليها عدد كبير من عناصر ”سرايا الدفاع“، واشتهر اسم فواز بن جميل أسد كقائد لهذه الميليشيات الطائفية في اللاذقية وطرطوس، ما دفع حافظ إلى إصدار قرار بحلها في ديسمبر 1983.
وبمجرد زوال خطر شقيقي حافظ الأسد؛ دب الخلاف بين العائلة من جديد، حيث ظهرت بوادر نزاع ٍ دام بين الأشقاء؛ باسل وماهر الأسد من جهة، وبشار وبشرى من جهة ثانية، وذلك على خلفية رغبة بشرى في الاقتران بآصف شوكت، الأمر الذي عارضه باسل بقوة، ولم يتم القران بينهما إلا عقب وفاة باسل مطلع عام 1994 ،واستمر ماهر في إثارة المتاعب لأخته بشرى وزوجها، إذ تطور الخلاف بينه وبين آصف إلى درجة إطلاق النار عليه في أكتوبر 1999 ،لكنه نجى من الموت بأعجوبة. وسربت مصادر مطلعة آنذاك تفاصيل لقاء عقده حافظ مع أبنائه؛ حذرهم فيه من المصير الذي آلت إليه عائلة صدام حسين عقب فرار صهريه حسين وصدام كامل المجيد ومن ثم قتلهما على أيدي قصي وعدي عام 1995.
لكن ماهرًا لم يأخذ بنصيحة والده، حيث تحدثت المصادر عن وقوفه خلف تفجير مبنى الأمن القومي ُ بدمشق، والذي قتل فيه اللواء آصف شوكت إلى جانب وزير الدفاع العماد داود راجحة، ورئيس مكتب الأمن القومي اللواء هشام بختيار، ورئيس خلية إدارة الأزمة العماد حسن تركماني، في 18 يوليو 2012.
ونتج عن ذلك الشرخ العائلي الجديد مغادرة بشرى ووالدتها أنيسة مخلوف سوريا، متجهتين نحو دبي لحماية أبناء آصف الخمسة من أية عمليات انتقامية قد يقوم بها خالهم ماهر الذي وصفته صحيفة ”دي ويلت“ الألمانية في تقرير لها بأنه: ”متوحش يلعب دورًا رئيسًا في قمع الشعب السوري“، وخضع ماهر نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها للعقوبات البريطانية والأوربية والكندية والأمريكية. للاطلاع على كامل التقرير يرجى الضغط هنا
الدرر الشامية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة