العربية نت
تصدير المادة
المشاهدات : 2628
شـــــارك المادة
أكد موقع مجلة "شبيغل" الألمانية امتلاكه أدلة عن وقوع اشتباكات دموية بالنيران الثقيلة بين قوات إيران وروسيا في سوريا، على خلفية تقسيم مناطق النفوذ.
وذكرت المجلة في تقرير نُشر مساء الجمعة، أن الخبير الألماني، كريستوف رويتر، الذي يعمل أيضاً مراسلاً للمجلة في منطقة الشرق الأوسط، اطلع على تسجيل لمحادثة لاسلكية من الفرقة الرابعة في جيش النظام السوري، تفيد بوقوع اشتباكات مسلحة عنيفة بين القوات الإيرانية والروسية في منطقة الغاب بمحافظة حماة.
وبحسب كريستوف رويتر، فإن قوات الدولتين اللتين تدعمان نظام بشار الأسد، اشتبكتا في مساء 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بتحريك الدبابات وإطلاق قذائف الهاون وتبادل النيران بالرشاشات الثقيلة.
وذكر التقرير أن هذه الاشتباكات تأتي في سياق الصراع على النفوذ بين إيران وروسيا على الأراضي السورية وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات البلدين في محافظة حماة، وسط سوريا.
وفقا لـ"شبيغل"، فقد أرسلت إيران الفرقة الرابعة من جيش النظام السوري إلى المنطقة عقب تلك الاشتباكات، بعدما سيطرت خلال الأسابيع الأخيرة على عدد من القرى هناك.
وأضاف التقرير أنه بالرغم من أن ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري، هو من يقود الفرقة الرابعة، لكنه يخضع عمليا لإمرة القوات الإيرانية.
من جهة أخرى، تريد روسيا السيطرة على نفس المناطق، حيث أرسلت معدات وقوات لدعم الفرقة الخامسة في جيش النظام السوري والتي يقودها اللواء سهيل الحسن.
وكتب المراسل كريستوف رويتر: "ليس من الواضح ما الذي يريده الدكتاتور بشار الأسد، لكن مهما أراد، فإنه لا يلعب دوراً مهماً".
وذكر التقرير تفاصيل الاشتباكات حيث "في صباح يوم 19 يناير/كانون الثاني، فتح الجانبان النار على بعضهما البعض، وسرعان ما أظهرت الفرقة السورية - الروسية تفوقها على الفرقة السورية - الإيرانية وسيطرت على قرى المنطقة الواحدة تلو الأخرى حتى مساء ذلك اليوم".
وأضاف: "بعد ذلك ساد هدوء نسبي في المنطقة، بالرغم من بعض الاشتباكات المتقطعة بين الفرقتين بأسلحة خفيفة، ويقال إن عدد الضحايا تراوح بين العشرات إلى 200 شخص".
وقال مراسل "شبيغل" إن أياً من الطرفين لا يرغب بالكشف عن هذا التوتر العسكري علناً، ولهذا السبب انتشرت أخبار الاشتباكات من قبل شهود عيان فقط، وأقارب عناصر الوحدات المشاركة في الاشتباكات وفصائل المعارضة المتمركزة في إدلب، وكذلك التنصت على بعض المحادثات اللاسلكية في المنطقة.
وأكد أن الصراع بين إيران وروسيا في سوريا والاشتباكات المسلحة بين قوات الدولتين ليس جديداً، في إشارة إلى معارك بين الجانبين في يونيو/حزيران وأكتوبر/تشرين الأول 2018. واعتبر كريستوف رويتر أنه، بالإضافة إلى رغبة الجانبين في السيطرة على مناطق سوريا المختلفة، تريد روسيا أن تهدأ الأوضاع في سوريا، لأنها بذلك تستطيع كسب امتيازات على المستوى الدولي، وكذلك تتجنب النزاعات العرقية والدينية في سوريا.
وأعرب رويتر عن اعتقاده بأن إيران تبحث عن "أهداف أكثر أهمية" في سوريا حيث تحاول عن طريق الإنفاق الهائل "تحويل العلويين إلى شيعة بنسختها، كحزب الله في لبنان".
في سياق آخر، أشار تقرير "شبيغل" أيضا إلى تصريحات النائب الإيراني بهروز بنيادي، في يوليو/تموز الماضي، حيث قال "ليس بعيداً أن يضحي الأسد وبوتين بنا من أجل مصالحهم ونتنياهو ودونالد ترمب".
وفي كلمة ألقاها أمام البرلمان الإيراني، قال النائب إن "بشار الأسد قام بكل وقاحة برفع مستوى التنسيق مع بوتين ". وتساءل بنيادي: "لماذا لا يجب أن يكون الإنفاق في سبيل المصالح الوطنية والقضاء على الفقر والبطالة والجوع، بينما ننفق ثروة البلاد من دون فوائد بكافة أنحاء العالم بسهولة؟".
وفي السياق نفسه، كان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، انتقد الموقف الروسي وقال في مقابلة مع وكالة "إرنا" الرسمية الخميس الماضي، إن "روسيا تقوم بتعطيل نظام الدفاع الجوي S-300 خلال الهجمات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا".
وأكد فلاحت بيشه أنه لو كانت منظومة S-300 "تعمل بشكل صحيح لما استطاعت إسرائيل تنفيذ الهجمات بنجاح على الأراضي السورية".
يذكر أنه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ذكرت وسائل إعلام غربية أن موسكو قد اقترحت على الولايات المتحدة رفع جزء من العقوبات ضد إيران مقابل انسحاب القوات الإيرانية والمستشارين والميليشيات من سوريا.
الأناضول
الخليج أونلاين
محمد مستو
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة