المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 2321
شـــــارك المادة
شاركت ثمان دول في مناورات جوية أطلق عليها “السماء الصافية” نهاية شهر أكتوبر الماضي في قاعدة “ستاروكوستانتينيف” بأوكرانيا، وضمت المناورات كلاً من: الولايات المتحدة، وبلجيكا، والدنمارك، وإستونيا، وهولندا، وبولندا، ورومانيا، وبريطانيا، بالإضافة إلى إسرائيل التي انضمت في مرحلة لاحقة، وأسفرت مشاركتها عن تغيير مسار المهمة، حيث نفذت مقاتلات “إف-15” الأمريكية والإسرائيلية تدريبات في مواجهة صواريخ منظومة الدفاع الجوي “إس-300” التي ورّدتها روسيا لأوكرانيا قبل عدة سنوات. وأشار المصدر إلى أن أوكرانيا تمتلك ستة منظومات دفاع جوي روسية الصنع، ثلاثة منها ذاتية قصيرة المدى هي: “كووب2كي12″، و”تور9كي330″، و”سي125/بيتشورا”، ومنظومة متوسطة المدى هي: “إس-300بي تي” المتنقلة، ومنظومة “إس-300 في1 إس-12” الشاملة المضادة للصواريخ وللطائرات، بالإضافة إلى منظومة “إس-200في” طويلة المدى. وعلى الرغم من الاختلاف بين المنظومات الروسية التي حصلت عليها أوكرانيا وتلك التي حصل عليها نظام دمشق، إلا أن طريقة نشر المنظومات لدى القوات الروسية شرق أكرانيا وفي سوريا متشابه، كما يستخدم الروس مجموعة مشابهة عبر خطوط القتال، مما يجعل أوكرانيا المكان الأنسب لاختبار قدرات المقاتلات الأمريكية والإسرائيلية على استهداف تلك المنظومات. ويُعتقد أن المشاركة الإسرائيلية غير المتوقعة في تلك المناورات هي التي دفعت موسكو لتحذير تل أبيب من مغبة استئناف عملياتها في سوريا، حيث أكد الجنرال إيغور كوناشينكوف أن المستشارين الروس يجهزون طواقم عسكرية سورية لتشغيل منظومات “إس-300” المتطورة، ونصح “المتهورين” بالتمهل وإجراء تقييم كاف للوضع في المنطقة والامتناع عن الأعمال الاستفزازية في الأراضي السورية. في هذه الأثناء؛ يعمل ضباط من البحرية الإسرائيلية والأمريكية مع الأسطول الأوكراني لإنشاء قاعدة بحرية جديدة في بحر أزوف، في منطقة تتميز بمياهها الضحلة بين روستوف وكراسنودار الروسية والقرم علماً أن معظم الشاطئ الشمالي تمتلكه أوكرانيا. وكانت زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إلى القدس في الأسبوع الثالث من شهر أغسطس الماضي قد أثارت الكثير من التكهنات حول طبيعة مشاريع التعاون الأمنية التي تم إبرامها بين البلدين، حيث توجه بولتون من القدس إلى كييف، وأعقب ذلك إيفاد الرئيس الأمريكي مبعوثه الخاص لأوكرانيا كورت فولكر المكلف بمسألة التعاون الأمريكي-الإسرائيلي-الأوكراني. وأُعلن في مطلع شهر نوفمبر الجاري عن اعتزام الرئيس الأكراني بوروشينكو زيارة إسرائيل، حيث يتم التحضير لتوقيع معاهدة تجارة حرة بينهما، فضلاً عن تسريب معلومات حول نية الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بأسلحة متطورة. في هذه الأثناء تُجري تل أبيب تجارب على استهداف “دمى من البالون” تماهي منظومات “إس-300” الروسية في صحراء النقب. وأكدت مصادر روسية أن سلاح الجو الإسرائيلي يستخدم دمى على هيئة صواريخ أرض-جو للدفاع الجوي “مصممة من قبل الإتحاد السوفيتي سابقاً” للتدرب عليها. ومن جهتها؛ تقوم الولايات المتحدة بعمليات تجسس قرب مواقع منظومة “إس-300” في سوريا، حيث تقوم طائرات تابعة لسلاح الجو الأمريكي من طراز “RC-135V” بعمليات استطلاع في سوريا، قادمة من قاعدة “خليج سودا” الجوية في جزيرة “كريت”، ونفذت في الأسابيع الماضية عمليات مراقبة إلكترونية لمئات الكيلومترات على طول ساحل سوريا، وفوق المياه الدولية للبحر المتوسط. ووفقاً لوزارة الدفاع الروسية؛ فقد تم رصد 17 طائرة تجسس وطائرة بدون طيار تابعة للولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي بالقرب من الحدود الروسية. ونتيجة لذلك اضطرت مقاتلات القوات الجوية الروسية التحليق 4 مرات من أجل اعتراض الأهداف، حيث حلقت الطائرة (RC-135V) من جهة البحر الأسود قبالة ساحل أبخازيا وإقليم كراسنودار وشبه جزيرة القرم، ويعتقد أنها كانت تجمع معلومات حول مواقع وأنشطة أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة. وأسفرت عمليات الاستطلاع الأمريكية عن تحديد مواقع المنصات الصاروخية في سوريا، حيث نشرت مصادر إسرائيلية صوراً تُظهر المكان الذي وضعت فيه أولى بطاريات صواريخ “S-300” التي سلمتها روسيا للنظام، وذلك في شمال مدينة “مصياف” بريف حماة الغربي قرب قرية “الحليونة”، حيث يتمركز “الفوج 49 إس 200” التابع للنظام. ضمن هذا السياق أفاد مصدر عسكري بأن المكان الذي نُشرت فيه هذه البطاريات يدل على أنها باقية تحت الحماية الروسية لفترة ليست قصيرة، مدللاً على ذلك بأن الموقع الذي وضعت فيه لا يبعد سوى 1200 متر عن بطاريات صواريخ “إس-400” الروسية، وبقربها عدة عربات “بانتسير” تابعة للدفاع الجوي الروسي. واستنتجت الاستخبارات الأمريكية أن الخبراء الروس هم من يديرون هذه المنظومة بقصد التدريب، كون طواقم الضباط السوريين غير مؤهلين حالياً للعمل على هذه المنظومة، فهم بصدد اتباع دورة مدتها ثلاثة أشهر في نفس المنطقة “الحيلونة”. ويدور الحديث عن رغبة الولايات المتحدة وإسرائيل القيام بعملية خاطفة لتدمير تلك المنظومات التي لا تزال غير مفعلة، إذ إن عناصر النظام لن يتمكنوا من تشغيلها قبل عدة أشهر، وذلك حتى يضمن الروس قدرة عناصر النظام على تشغيلها ومن ثم القيام بنشرها في مواقع إستراتيجية، يتوقع أن تكون في كل من: مصياف، وشنشار، والضمير.
العربية نت
مجلة البيان
الأناضول
تيم القلموني
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة