الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 4516
شـــــارك المادة
ارتأى فريق المراقبين الدوليين في سوريا عدم القيام بجولات ميدانية يوم أمس الجمعة، وهو اليوم الذي يشهد ومنذ اندلاع الثورة في 15 مارس (آذار) الماضي مظاهرات كبيرة مطالبة بإسقاط النظام، وذلك بحجة «عدم تصعيد الأمور».. وهو الأمر الذي أثار انتقادات حادة للبعثة من جانب أطياف المعارضة السورية، التي قالت إنهم «يخشون على سلامتهم الشخصية»، كما أثار سخرية الناشطين السوريين الذين تساءلوا في مرارة: «إذا لم يراقب (المراقبون) الاعتداء على المظاهرات.. فما هو دورهم؟»، و«أليست حرية التظاهر أحد بنود خطة (المبعوث العربي - الدولي كوفي) أنان التي يتوجب عليهم مراقبة إتاحتها للمواطنين؟».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس فريق المراقبين الكولونيل أحمد حميش قوله إن فريقه لن يقوم بجولات ميدانية «كي لا يؤدي وجودنا إلى تصعيد»، موضحا أن فريقه سيقوم «بمهمات أخرى ولقاءات مع مدنيين وفعاليات».
وشكّل غياب المراقبين عن الشوارع السورية التي عجّت بالمتظاهرين في جمعة «سننتصر ويهزم الأسد»، خيبة أمل جديدة للناشطين، كما تساءل كثيرون عن «حق امتناع المراقبين عن المراقبة في أكثر أيام الأسبوع زخما بالفاعليات، الذي يصادفه دوما أكبر عدد من الاعتداءات والانتهاكات بحق المواطنين».. بينما رفعوا لافتات كُتب عليها: «فقط في سوريا لجنة المراقبين تجلب معها الموت».
وردّ عادل العُمري، عضو لجان التنسيق المحلية في منطقة داعل بدرعا، سبب رفع لافتات مماثلة لما قال إنها «مجزرة ارتكبها النظام يوم الخميس الماضي حين فتح النار على المواطنين الذين تجمهروا للتحدث إلى المراقبين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بمجرد خروج المراقبين، فتحت قوات الأمن السورية النار، مما أدى لاستشهاد شخص وسقوط عدد من الجرحى». ولفت العُمري إلى أن الناشطين عبّروا وفي المسيرات التي خرجت يوم أمس عن «استيائهم العارم من قرار المراقبين عدم النزول إلى الشوارع خلال مظاهرات يوم الجمعة». وأضاف: «كنا نريدهم أن يسيروا بيننا بدل دبابات النظام التي حاصرتنا وحاصرت مساجدنا. كنا نريدهم أن يروا القناصة المنتشرين على أسطح المباني. كنا نريدهم أن يشعروا بالخوف الذي نشعر به كلما أردنا الخروج للتظاهر والتعبير عن رأينا».
وأوضح العُمري أن الناشطين رفعوا كذلك لافتات كُتب عليها: «قوات الأمن تقتحم الحراك برفقة المراقبين»، «المراقبون يتحملون مسؤولية المجازر التي تقع في سوريا».. وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، انتقد الناشطون وبشدّة مهمة المراقبين، معتبرين أنها «ليست سوى عبارة عن سيناريو جديد لإعطاء مهلة جديدة للنظام لوضع حد للثورة والثوار». وأظهر مقطع فيديو عمّمه الناشطون من خلال موقع «يوتيوب» عددا من جنود النظام السوري يحاولون إخفاء أنفسهم ودباباتهم عن أعين المراقبين الدوليين في الحمورية بريف دمشق التي زارها الناشطون يوم الأربعاء الماضي.
بدوره، اعتبر عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني، أن عدم نزول المراقبين إلى الشوارع لتأمين سلامة المتظاهرين يؤكد أن «هؤلاء غير قادرين على القيام بمهامهم، كونهم يخشون على أنفسهم»، كاشفا لـ«الشرق الأوسط» عن أن «عددا من الدول أبلغت المجلس ترددها في إرسال مراقبين إلى سوريا خوفا على سلامتهم». وتساءل سرميني: «ما الهدف من وجود هؤلاء المراقبين وهم غير قادرين على إتمام مهامهم؟ بالأمس اتصل ناشطون بهم ليأتوا ويشهدوا على انتهاكات يقوم بها النظام، فأجابهم المراقبون بأن مهمتهم تقضي فقط بالاطلاع على تطبيق النظام وقف إطلاق النار وسحب القوات من المدن».
ووصف سرميني موقف المجتمع الدولي في هذا الإطار واكتفاءه بإرسال عدد صغير جدا من المراقبين بـ«التخاذل الدولي»، لافتا إلى أن التعامل مع الشعب السوري بهذه الطريقة فيه «إهانة» لهذا الشعب.
بدورها، نعت مصادر أخرى في المجلس الوطني السوري مبادرة المبعوث الدولي كوفي أنان، معتبرة أنه وبعد قرار رئيس البعثة الكولونيل أحمد حميش عدم النزول إلى الشارع في أول يوم جمعة لفريقه في سوريا اتضح للجميع أن مهمة هذا الفريق ملتبسة وكأنه ينفذ ما يطلبه النظام وليس ما يتوجب لحماية الشعب السوري.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «بتنا على يقين بأن مبادرة أنان أسلمت الروح، ولكننا ننتظر الإعلان الرسمي عن وفاتها، فحين يرفض المراقبون القيام بالمهام المنوطة بهم بعد يوم واحد على توقيع آلية عملهم مع النظام، فذلك لا يبشّر بأي خير ولا بأي إنجازات».
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة