..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اعلام وتراجم

الشيخ العلامة محمد سرور زين العابدين.. رجل بأمة

أسرة التحرير

١٢ ٢٠١٦ م

المرفقـــات

pdf pdf pdf pdf pdf pdf

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7412

الشيخ العلامة محمد سرور زين العابدين.. رجل بأمة
سرور زين العابدين 00098.jpeg

شـــــارك المادة

"ربما لم يؤثر داعية أو شيخ إسلامي في (الفكر السياسي) للحركات والتيارات الإسلامية بعد الشهيد سيد قطب كما فعل الشيخ محمد سرور زين العابدين، وكان الشيخ مخلصاً في حرصه علي الشعوب العربية وتبيين وتجلية المخاطر المحيطة بها سواء من الصراع الإسرائيلي أو الخطر الإيراني الصفوي أو  المؤامرات والكيد الأمريكي والغربي".
المولد والنشأة: 

ولد الشيخ محمد سرور عام 1938 في قرية تسيل في منطقة حوران بسوريا. وفيها نشأ وترعرع، على مقربة من اليرموك. وقد بقيت مكانة هذه البلدة شاخصة في ذهن الشيخ رغم فراقها، وكان لها أكبر التأثير في فكره ومنهجه، وطريقة عمله. 
درس الابتدائية في مدرسة القرية (تسيل) ثم درس الإعدادية والثانوية في أذرعات الشام (درعا)، وكانت الثانوية الوحيدة في حوران. ثم التحق بجامعة دمشق كلية الحقوق وترك الجامعة قبل عام من التخرج لأنه كره عمل المحامين ودراسة الحقوق التي تستمد أكثر قوانينها ونظمها من غير الشريعة الإسلامية، إلا أن إخوانه نصحوه بإكمال الدراسة فأكملها وحصل على شهادة الحقوق عام 1968.

ثم سافر في الستينيات من القرن الماضي إلى السعودية، ودرّس في المعاهد العلمية في الزلفي والقصيم من بلاد نجد وبقي فيها سنوات  يدرس في "جامعة الإمام محمد بن سعود" إلى عام 1973، ثم انتقل بعدها إلى الكويت وعمل في مجلة المجتمع وكان يكتب فيها، ثم أنشأ مكتبة دار الأرقم في منطقة حولي في الكويت ونشر فيها كتباً قيمة لعدد من العلماء .

وفي الكويت ألف كتابه الشهير (وجاء دور المجوس) الذي ذاع صيته في البلاد وطبع عشرات الطبعات طبع منه الألوف المؤلفة وكان سبباً في إنقاذ الأعداد الغفيرة من الشباب والدعاة والعلماء الذين اغتروا بثورة الخميني الرافضية، انتقل بعد الكويت إلى بريطانيا عام 1984 حيث أسس مركز دراسات السنة النبوية وأطلق مجلة السنة التي كانت ممنوعة في معظم الدول العربية.

تأثيره في الساحة الإسلامية:

أسس الشيخ محمد سرور -رحمه الله- تياراً فكرياً دعوياً علمياً، قام في العقود الثلاثة الأخيرة بدور دعوي إصلاحي واضح، فمنذ بداية القرن الخامس عشر الهجري ظهر ذلك الاتجاه في بلاد الحرمين الشريفين، معتمداً أصول أهل السنة والجماعة أساساً للمنهج والموقف، ومعياراً للتعاون والتعامل، وميزانا للولاء والبراء.. وكانت أبرز سمات دعوة ذلك الرمز السوري الكبير.. نبذ الحزبية باسم الجماعات.. ومقت التعصب للرموز والأشخاص والاتجاهات، والاكتفاء بالولاء الحر العام لكل مسلم منتسب بحق لأهل الحق والسنة من هذه الأمة، وكان هذا شأن كل من تتلمذ في مدرسته الفكرية.
ربما لم يؤثر داعية أو شيخ إسلامي في (الفكر السياسي) للحركات والتيارات الإسلامية بعد الشهيد سيد قطب كما فعل الشيخ محمد سرور زين العابدين، وبحكم أن قضايا ومتاهات (الفكر السياسي) لا تشمل النخبة من الشعوب وتتقاطع بالضرورة مع الحكومات والأنظمة السياسية لذا لم يكن مستغرباً أن تحصل حالة التعارض والتنافر بين الشيخ محمد سرور وبين العديد من الأنظمة والحكومات العربية.

حتى أن الشيخ رحمه الله قام بتأليف عدد من الكتب تحت أسماء مستعاره مثل ( الغريب ) و ( الراحل ) وهي أسماء ولا شك تعكس حالته، حيث طاردته السياسة وطاردها ولهذا هرب من سوريا الأسد في أوائل شبابه ثم خرج من السعودية والكويت ثم في أواخر حياته رجع إلى الأردن ليختم المشوار في دولة قطر.

وكان الشيخ محمد سرور مخلصاً في حرصه علي الشعوب العربية و (تبيين وتجلية) المخاطر المحيطة بها سواء من الصراع الإسرائيلي أو الخطر الإيراني الصفوي أو  المؤامرات والكيد الأمريكي والغربي، لكن بعض هذه المواضيع (وخصوصاً المؤامرات الأمريكية) هي حقل ألغام سببت له مخاطرة كبيرة ولهذا عندما عارض الشيخ محمد سرور الحشد الأمريكي لإخراج صدام من الكويت حصلت لحظة الفراق الحاسمة مع حكومات المنطقة بالرغم من أن الأيام كانت ستكشف في المستقبل بأن الشيخ محمد سرور لم يكن يقصد العداء لهذه الحكومات بقدر ما كان يعبر عن موقف فكري يهدف منه إلى تكوين موقف عملي إزاء هذه المخاطر.

أبرز المؤلفات:

  1. كتاب (وجاء دور المجوس) وهو كتاب في جزءين وأوضح أنه بدأ بكتابته قبل ثورة الخميني بثلاث سنوات مما يدل على بعد نظره ورجاحة تفكيره.

  2. كتاب (أأيقاظ قومي أم نيام) وهو صرخة نذير لأطماع إيران الصفوية في دول الخليج.

  3. كتاب (حركة أمل الشيعية والمخيمات الفلسطينية) وهو كتاب وثائقي لمجاز ووحشية الشيعة في لبنان ضد السنة.

  4. كتاب (أحوال السنة في إيران)

  5. كتاب (حقيقة انتصار حزب الله) وهو كتاب كشف فيه خطورة تمكين حزب الله من مفاصل السياسية في لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.

  6. كتاب (اغتيال الحريري وتداعياته علي أهل السنة في لبنان) وركز فيه مرة أخرى على خطورة الشيعة ممثلين بسوريا الأسد النصيرية على حال السنة في لبنان.

  7. كتاب دراسات في السيرة النبوية.

  8. كتاب منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله.

  9. كتاب العلماء وأمانة الكلمة.

  10. كتاب أزمة أخلاق.

  11. كتاب الشيعة في لبنان.. حركة أمل أنموذجاً.

  12. كتاب الحكم بغير ما أنزل الله (جزءان).

ماذا عن السرورية؟!

لا شك أن لكتابات وأفكار الشيخ محمد سرور تأثير ملموس على التيار الإسلامي الحركي بصورة عامة والسبب في ذلك أنه كان (أنموذجاً) للمنهج الذي يجمع بين المفاهيم السلفية في اعتماد ثوابت العقيدة وبين الوعي والإدراك السياسي الممزوج بالنشاط الدعوي المنظم والمنضبط.

ولكن هذا لا يعني على الإطلاق أن الشيخ محمد سرور زين العابدين كان (شيخ طريقة) لحركة أو تيار إسلامي يدين له بالولاء والمشيخة والطاعة وخصوصاً في المملكة، فقبل حرب الخليج كان الحديث عن السرورية غير ملفت للنظر، لكنه بعد حرب الخليج أصبح حديث القاصي والداني حيث دانت مجلة السنة غزو العراق للكويت، وتحدثت عن الجرائم التي ارتكبها جيش البعث العراقي في الكويت، ثم استنكرت مجلة السنة استعانة دول الخليج بالأمريكان، كما استنكرت الفظائع التي ارتكبها الأمريكان وحلفاؤهم في العراق، ولقي موقف الشيخ هذا استحساناً وقبولاً في كل مكان. وحينها اشتدت الحملة الشرسة من الحاسدين على الشيخ وبدؤوا ينفرون الناس منه ومن منهجه. 

رأيه رحمه الله في الغلاة:
كنتيجة وردّ فعلٍ لانحرافات الحكّام عن شرع الله -عزّ وجلّ- والمترَفين من المتحكّمين في أموال وخيرات الشعوب الإسلاميّة؛ تنشأ طوائف من الغلاة من داخل شباب الإسلاميّين مثل: جماعات التكفير والتوقّف والتبيّن وغيرها.. واغترَّ الكثير من العلماء وطلبة العلم بصدق لهجة هؤلاء الغلاة وقوّة إيمانهم؛ حتى طُبِعَت مؤلّفات لهؤلاء الغلاة تحت إشراف وعلى نفقة جامعات كبيرة ذات تاريخ سلفيٍّ عريق..
فكان من جهود الشيخ -رحمه الله تعالى- مصنَّفه الذي احتاج له المسلمون جدًّا وقتَها، والمسمَّى بـ: "الحكم بغير ما أنزل الله، وأهل الغلوّ"؛ فكان هذا الكتاب -ومعه سلسلة مقالات ماتعة في مجلّة السنّة تناقش حزبَ الغلاة- عاملًا مؤثِّرًا لحماية عامّة الشباب من الانجرار إلى تلك الفتنة العظيمة -مع تنديده بالحكّام المبدّلين لشرع الله-، ثمّ تتابع بعد ذلك العلماء في تصنيفاتهم وتحذيراتهم من خطورة هذا الغلوّ..
ومع ذلك فقد حافظ الشيخ -رحمه الله تعالى- على الوسطيّة وعدم الانجرار إلى ردود الأفعال العكسيّة التي تؤدّي إلى التفريط والإرجاء -العملي منه خاصّة- كما حدث مع الكثير من المشتغلين بالعلم؛ فرغم صحّة وجَودة التنظير العَقَدي للكثير من المشتغلين بالعلم نجدهم عمليًّا في جانب الإرجاء والتفريط ؛ وأما الشيخ -رحمه الله تعالى- فكان من أوّل مَن عمِلَ على الحفاظ على الوسطيّة، ومن ذلك كتاباته في مجلة السنّة عن أولئك الذين أطلق عليهم: حزب الولاة؛ في مقابلة حزب الغلاة..
سنوات ما قبل الرحيل:
وقد كان رحمه الله متعباً في السنوات الأخيرة يلازمه المرض، لكن ومع ذلك تجده في قمة العطاء وهو في ذروة المرض يكتب ويؤلف ويتابع.
بدأ بكتابة مذكراته وأهدى جزءين منها لبعض المقربين إليه وتلامذته، وهي جديرة بالقراءة؛ إذ دونت لأهم حقبة في تاريخ سوريا الحديث تنم عن اطلاع دقيق وبحث مستفيض.

رؤيته السياسية:

كان الشيخ رائداً في الرؤية السياسية، وكان مما تعلم منه تلامذته أن المنهج السلفي يجعلك تدرك المسار السياسي لقضية ما إدراكاً صحيحاً عبر ثلاثة أمور:

1- تحليل الواقع وإدراكه على وجه الدقة.

2- معرفة التاريخ والماضي والاعتبار به.

3- ربط ذلك كله بالعقيدة الإسلامية.
وبقدر الاختلال في ذلك أو في بعضه يكون التخبط في التحليل السياسي والفهم للأمور.

ومن قرأ كتاب الشيخ (وجاء دور المجوس) الذي ألفه إثر ثورة الخميني قبل أكثر من 36 عاماً يدرك فهم الشيخ وعمقه السياسي فقد كان هذا الكتاب منه بمثابة صيحة نذير للأمة شعوباً وحكومات.
وتحذيراً لهم من خطر الصفويين وما يخططون ويسعون له في وقت كان يغط الكثير من خواص وعوام الأمة في نوم الغفلة بل الكثير من الدعاة ورموز العمل الإسلامي كان يجري وراء سراب التقارب مع الصفويين ويعتبر ثورتهم نصرة للإسلام.
ألف الشيخ كتابه باسم مستعار (عبدالله الغريب) نتيجة لغربته الحسية لمحنة المطاردة التي ابتلي بها من كثير من الجهات، ونتيجة للتشريد الذي لحق به في سبيل الله ابتداءً من بلاده سوريا التي خرج منها هارباً بإيمانه إلى خروجه من بريطانيا وما بينهما، ولغربته الفكرية ومنها تحذيره الذي كان يصرخ به هنا وهناك ولا مجيب له إلا من رحم الله، لكن لم تمنعه غربته من الدعوة والعمل للإسلام.

مضى وشمر رحمه الله وكابد وجاهد وناضل وجد واجتهد ونصح وأرشد وعلم وسعى في نصرة الملة وخدمة الأمة حتى لحق بربه بالدوحة بدولة قطر صاح بالأمة (وجاء دور المجوس) قبل أن تولد الأذرعة الصفوية من أحزاب وكتائب وعصائب ومليشيات في العراق والشام والخليج واليمن وها هو الواقع اليوم تجلى فيه دور المجوس كما قرره الشيخ قبل عقود وقليل من يدكر.

قالوا عنه:

شكل وفاة الشيخ العلامة محمد سرور صدمة للمسلمين وخاصة من عرفوه وجالسوه وتتلمذوا على يديه وتابع كتاباته ومؤلفاته فكتب بعضهم مترحماً ومسترجعاً:

د / معاذ مصطفى الخن
وكنت أسمع عن الشيخ وأعرفه من خلال كتبه إلى أن أكرمني الله تعالى باللقاء به منذ ثلاث سنين، وكان من حسن أقدار المولى وكلها حسنة أن جمعنا الله في مشروع المجلس الإسلامي السوري لتكوين مرجعية شرعية للمسلمين في سوريا ومن حينها أدركت أهمية هذه الشخصية الدعوية ووقفت على عمق تفكيره ودقة تحليله، وضمتنا الجلسات بعد ذلك مرات عديدة.
وكان آخر ما أهداني من مؤلفاته -رحمه الله- جزئين من مذكراته وكان من أعاجيب القدر أن انتهيت من قراءة الجزئين قبل بلوغ خبر وفاته بساعات في نفس اليوم، لذلك تلقيت نبأ وفاته بألم وحزن شديدن فقد عشت معه في مذكراته خلال الأسبوعين الماضيين.
رحمك الله أبا عصام وجعل ما قدمته لهذه الأمة في موازين حسانتك لقد كنت غيوراً على دين الله شجاعاً في كلمة الحق ، عوض الله المسلمين خيراً ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
د. محمد عياش الكبيسي:
‏فقدت أمتنا الإسلامية اليوم أحد أعلامها الشيخ #محمد_سرور الذي استشرف خطر الثورة الخمينية منذ نشأتها في كتابه #وجاء_دور_المجوس عليه رحمة الله.

د. معن كوسا:
‏الشيخ محمد سرور زين العابدين فقيد أهل السنة، لا أعلم رجلاً في هذا العصر تصدى لأعظم خطرين على أهل السنة: الرفض والغلو، مثله، #فقيد_أهل_السنة

محمد علوش عضو الهيئة العليا للمفاوضات:
‏فقدت الأمة علماً من علمائها هو الشيخ محمد سرور زين العابدين -رحمه الله- هو أول من حذر من خطر إيران وأذرعتها منذ 30 عاما. فقدنا الوعي الاستراتيجي.

رامي الدالاتي:
‏وفاة الشيخ محمد سرور زين العابدين في الدوحة منذ قليل.. من أوائل من عرى المدرسة الخمينية وأهدافها.. أسس مدرسة فكرية لها جذورها. رحمه الله.

عباس شريفة أبو تيم:
‏تميز الشيخ #محمد_سرور بميزة قل أن تجدها عند العلماء وهي قدرته على الاستشراف للأحداث بشكل عميق ومن ذلك تحذيره من خطر الثورة الإيرانية والغلاة.

د. حسن الحميد
‏#محمد_سرور من أسبق من نبّه وحذر من: خطر الرافضة وثورة الخميني وخطر الغلاة وفتنة التكفير وألف فيهما قبل أن يتكلم غيره أو يكتب بسنوات

أحمد العساف:
‏يُتهم الإسلاميون بالدروشة السياسية؛ مع أن أحد قاماتهم هو أول من حذر من #إيران حين غفل عنها الناس أو بُهروا بها! #وجاء_دور_المجوس #محمد_سرور.

 

 

 

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع